المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التخصص بدعة شرعية ؛ كلام جيد للشيخ الحازمي - حفظه الله -



أهــل الحـديث
20-09-2012, 04:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صصص ، وبعد،،
فهذا كلام جيد للشيخ الحازمي - حفظه الله - وقفت عليه في محاضرة للشيخ بعنوان " المنهجية " ، فأحببت نقله ههنا لكي يعم النفع ، والله الموفق..
قال الشيخ - نفع الله به - :
لابد من التفنن في العلوم الشرعية ؛ من لم يتفنن وأخذ علمًا واحدًا وادعى أنه يطلب الفقه وأنه فقيه ، أو يطلب الحديث وأنه محدّث ؛ فهذا ليس من أهل العلم في شئ ، قال في " الإحياء " : لا تستغرق عمرك في فن واحد طالبًا للاستقصاء فيه ( يعني : التبحر ) ؛ فإن العلم كثير والعمر قصير .. وقال أيضًا فيه : من وظيفة طالب العلم ألا يدع شيئًا من العلوم المحمودة إلا ينظر فيه نظرًا يطلع به على مقصده ؛ فإن العلوم متعاونة ، وبعضها مرتبط ببعض ، ثم يشرع في طلب التبحر فالأهم فالأهم" .. يرد إشكال ؛ وهو أن بعض أئمة الدين متخصصون ، ونحن نقول أن التخصص بدعة ؛ بدعة شرعية ، نحكم عليها بأنها بدعة شرعية ؛ لأن لها أثر ؛ لها أثر في فهم الكتاب والسنة ، ولذلك الآن نحن نعيش في عصر الفوضوية في الفتوى ، وترى شذوذًا في الفتوى هنا وهناك ، خاصة مع وجود القنوات ووسائل الإعلام ، سبب هذه الفوضى وهذا الشذوذ ؛ هو الوقوف مع علم دون آخر ؛ يعني يدعي أنه فقيه ثم لا يعرف شيئًا عن علم المقاصد !! كيف يكون فقيهًا ؟! قل لي بربك كيف يكون فقيهًا ؟! ، كيف هذا تعرض عليه المسائل التي تتعلق بالأمة ، وأكثر ما تكون من النوازل الآن من الأمور المتعلقة بشئون الأمة هنا أو هناك ، فكيف يفتي ؟! ، فنقول أن التخصص له مفهومان ؛ تخصص عند القدماء : كان يأخذ من كل علم أحسنه ؛ يعني يدرس جميع العلوم ، كل الشريعة يدرسها ، تفسيرًا وفقهًا ونحوًا و...إلى آخره ، بل قد يدخل في مضاربة يعني مجادلة مع الأدباء ، ولذلك ابن حجر رحمه الله تعالى يعتبر أمير المؤمنين في الحديث ، لكنه قبل أن يصل إلى العشرين كان يباري كبار الأدباء في زمانه بالشعر ، كان يكتب الشعر ، والآن يصل إلى العشرين ما يحفظ الآجرومية !! ثم يقول إنه محدث ! ، فنقول ؛ كانوا يأخذون من كل علم أحسنه ، ثم النفس قد تميل إلى علم دون آخر ؛ يعني قد يحب علم الحديث وعلم الإسناد ؛ فيكثر فيه من المطالعة ، ويكثر فيه من التصنيف ، ويكاد أن يستقصي العلم كله ، لكن متى ؟ بعد أن يؤسس نفسه لغةً وأصولًا و...إلى آخره ، ولذلك إذا أخذت مثال ابن حجر رحمه الله تعالى وهو يعتبر قدوة عند المتأخرين ، أنه لو نظرت في الفتح تجد كل العلوم ، ولذلك المساكين الآن في الجامعات تجد رسالة " الأحاديث التي سكت عنها ابن حجر " ، " القواعد الأصولية في فتح الباري " ، " القواعد الفقهية في فتح الباري " ، بل حتى " أقوال تفسير ابن حجر في فتح الباري " ، " لغة ابن حجر في فتح الباري " ، عشرات الرسائل في فتح الباري ، وهو شخص واحد ، هو جامعة ، هو بنفسه جامعة ، وكل العلماء السابقين على هذا المنوال ، أبدًا لا يشذ عنهم واحد البتة ، كلهم كانواجامعات ؛ انظروا إلى بن تيمية ، ابن القيم ، ابن رجب ، انظروا الشوكاني ، انظروا الصنعاني ، كلهم أئمة في كل الفنون ، وإن غلب عليه علم فهذا هو التخصص عندهم ، هذا هو التخصص ، يعني يغلب عليه علم ثم يكثر من التصنيف ، يكثر من المطالعة ، يكثر من التدريس ... إلى آخره ، قد يؤثر شيئًا ما على نسيان بعض العلم الشرعي الذي يتعلق بسائر الفنون لا إشكال فيه ، لكن في الزمن الحادث الآن والذي نقول إنه بدعة ؛ يقول : أريد أن أطلب العلم ، أحب الفقه ، هو ما رأى الفقه أصلًا ! فأحبه قبل أن يراه ، أو يقول : أريد الحديث ، فأحبه قبل أن يعرف الحديث ، قد لا يستطيع عد عشرة من أئمة الحديث ، أو عشرة كتب من كتب الحديث ، ومع ذلك يريد أن يتخصص ثم يستمر ؛ هنا تأتينا البلية الآن ؛ يستمر في تحصيل هذا العلم فإذا تمكن من شئ منه ؛ قد يتمكن ، قد يعلم بعض المسائل التي لا علاقة لها بسائر العلوم ، ثم يظن أنه من أهل العلم ؛ فيُقدَّم ويُصدَّر ويُدرَس عليه ويفتي ، ثم تأتي المصائب ، وتأتي الشذوذات ، من أين السبب؟ أنه تخصص ، لكن التخصص الذي لا يعرفه أهل العلم البتة ، هذا التخصص بهذا المفهوم بدعة في الدين ؛ لأن له أثرًا في فهم العلم الشرعي .