المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكمة النهي عن الشرب واقفا



أهــل الحـديث
20-09-2012, 02:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الأخوة الفضلاء: أهل الحديث الأجلاء
أنعم الله تعالى عليكم برضاه والجنة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

وردني سؤال من الدكتورة نور هادي من الجزائر؛ طبيبة وكاتبة إسلامية, والسؤال هو:

"تحدثت في مذكراتي عن الحكمة الطبية من الشرب في وضع الجلوس..., ثم انتبهت إلى قوله ص:[لا يشربن أحد منكم قائما فمن نسي فليستقئ] البخاري ومسلم.

1-هل يجب على من شرب واقفا أن يستقئ ما شرب عملا بقوله صلى الله عليه وسلم؟

2-وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري أنه شرب من زمزم واقفا ومع ذلك لم يستقئ, هل الشرب واقفا يخص ماء زمزم فحسب ؟

3- فكيف لنا إذن الربط بين الموقفين؟ وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم".


وكان جوابي كالتالي:


"السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



ما أعرفه نقلا عن الفضلاء "أهل الحديث" هو أن العبارة "فمن نسي فليستقىء" هي زيادة غير مرفوعة تفرد بها مسلم, قالوا: "وهذا حديثٌ شاذٌ بهذا اللفظ تفرد به مسلم، وقد ذكره في الشواهد في آخر الباب مما يعني أنه لا يصححه بالضرورة, وهو من طريق عمر بن حمزة وقد اتفق العلماء على ضعفه, وقدجاء معنى هذا الحديث من غير هذا الطريق، ما عدا آخر الحديث "فمن نسي فليستقىء", وهذا الحديث أنكره الألباني في سلسلته الضعيفة (2\326) وقال عنه: "وقد صح النهي عن الشرب قائماً في غير ما حديثٍ عن غير واحد من الصحابة ومنهم أبوهريرة, لكن بغير هذا اللفظ وفيه الأمر بالاستقاء، ليس فيه ذكر النسيان, فهذا هوالمستنكر من الحديث», ونقل ابن حجر في فتح الباري (10\83) عن القاضي عياض قوله: "وأما حديث أبي هريرة ففي سنده عمر بن حمزة ولا يحتمل منه مثل هذا لمخالفة غيرهله, والصحيح أنه موقوف", والصواب هو ما رواه ابن حبان (12\142) في صحيحه وأحمد في مسنده (2\283): عن عبد الرزاق ثنا معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبيهريرة مرفوعاً: «لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء», وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شرب ماء زمزم قائما, ورد في مسند أحمد بن حنبل (ج2/ص260): "حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الأعلى عن يونس يعنى بن عبيد عن الصلت بن غالب الهجيمي عن مسلم سأل أبا هريرة عن الشرب قائما قال يا بن أخي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عقل راحلته وهى مناخة وأنا آخذ بخطامها أو زمامها واضعا رجلي على يدها فجاء نفر من قريش فقاموا حوله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء من لبن فشرب وهو على راحلته ثم ناول الذي يليه عن يمينه فشرب قائما حتى شرب القوم كلهم قياما", وحتى لو صحت الزيادة "فمن نسي فليستقىء" عند بعض أهل العلم فقد قال فضيلة الشيخ سليمان العلوان حفظه الله عنها: "الذي يظهر لي أنها منسوخة لأن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائما", والله تعالى أعلم".

وكان الرد بسؤال آخر؛ وهو:

"الحقيقة الحقيقة أنا أتقبل سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وأتمنى أن لا أخوض في: لماذا أمرنا بهذا ولماذا لم يأمرنا بذاك، لكن هي الحقائق العلمية الحديثة من تجعل الكثيرين يثيرون الشبهات ويقدحون في سننه صلى الله عليه وسلمبالنسبة للشرب واقفا الاستنتاج النهائي قول – الشيخ... حفظه الله- :"الذي يظهر لي أنها منسوخة لأن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائما", لنفترض أن أحدهم سألني: طالما أن العلم الحديث أثبت أن الشرب قائما مضر بالصحة كما جاء ذلك في كتاب الآداب الإسلامية في الطعام والشراب وأثرها في صحة الفرد والمجتمع (http://www.science4islam.com/index.aspx?act=ds&id=288) للد.كتور نزار الدقر، فلماذا شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائما؟ فكيف يكون ردي عليه؟؟ بارك الله فيكم".

أشرف بإحالة السؤال إليكم؛ للاسترشاد بأرائكم والاستفادة بعلمكم, جعل الله تعالى جهودكم في موازين حسناتكم.


د. محمد دودح؛ الباحث العلمي بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي بالقرآن والسنة.