تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : {{ سِـيرةُ حَـياةِ الشَّيخِ المُـحـقّقِ الأصُـوليِّ الدَّكـتـورِ عبــدِ الحَـمـيـدِ بن علي أبو زنيد بِلسانِه . }}



أهــل الحـديث
19-09-2012, 02:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم .

فهذه ترجمة للشيخ المحقق الأصولي الدكتور عبد الحميد بن علي أبو زنيد في برنامج :
(( في موكب الدعوة على إذاعة القرآن الكريم في الحجاز ، مقدّم البرنامج هو : الدكتور محمد بن عبد الله المشوح ))

وقد دلّني على هذه المحاضرة الشيخ عبد الطيّب – فجزاه الله خيرًا – وقد قمتُ بتفريغها كاملة – ولله الحمد - .

وهذا رابطها لمن أراد سماعها :
http://www.altholothia.com/voices.ph...on=show&id=133 (http://www.altholothia.com/voices.php?action=show&id=133)
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

الحمد لله والصّلاة على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم . )
يسرني أن أرحب بصاحب الفضيلة الدكتور عبد الحميد بن علي أبو زنيد الأستاذ في جامعة الإمام فرع القصيم .

السؤال : أين كان مولدكم ونشأتكم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم ، وأصلّي وأسلّم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمّد وآله وصحبه .
أمّا بعد .

فقد ولدتُ في قرية بجانب مدينة خليل الرحمن ، وهي أكبر القرى التي تتبع مدينة الخليل بفلسطين ، تسمّى قرية دورا ، عام 1941 م تعادل 1361هـ ، ونشأتُ فيها ، ودرستُ فيها جميع المراحل الدراسية حتى الثانوية ، وكان من مخلفات الانتداب البريطاني ما يسمّى ( بالمترك ) وذلك عام 1959 م .

نشاتُ بها وترعرعت ، حتى الشهادة الثانوية ، ولدتُ لأسرة متوسطة الحال ، وقريتي قرية دورا تجثم على سلسلة جبال الضفة الغربية حتى يُرى منها البحر الأبيض المتوسط ، والمسافة بين دورا والخليل 12 كيلو ، والمسافة بين الخليل والقدس 45 كيلو .

السؤال : ما هي مراحل التعليم الأخرى بعد الثانوية ؟

المرحلة الأولى هي المرحلة التي عشتها في فلسطين حتى انتهيتُ من الدّراسة الثانوية ، وكنتُ أهمُّ بإكمال الدّراسة ، فجلستُ سنتين ، ثمّ تعاقدتُ مع المملكة العربيّة السعودية للتعليم في المراحل الابتدائية ، وذلك عام 1962 م ، وكان نصيبي منطقة جيزان ، اشتغلتُ فيها في منطقة صامتة أقصى جنوب المملكة .

عاصرتُ عند بدء العمل فيها فضيلة المصلح الشيخ عبد الله القرعاوي – رحمه الله – ثمّ اشتغلتُ في بلدة جارة بني شبيل ، وكان شيخها شملها الشيخ مديّش بن علي ، وهو والد عضو مجلس الشورى الشيخ علي مدّيش . جلستُ فيها 3 سنوات فقط ، في الحقيقة على بساطتها أنّهم كانوا كرماء على فقر ، فعشنا بينهم - وكنتُ أعزب – في غايةِ السّعادة إلا أنني انتقلتُ إلى المدينة المنوّرة فبدأتُ بالعمل في العلا أو ما تسمّى وادي القرى الذي يُسمّى تاريخيا ، وهي بجوار مدينة الحجر أو منطقة الحجر التي ورد ذكرها في التاريخ ديار بني صالح – عليه السّلام – هذه القرية جلستُ فيها عامًّا واحدًا ، ولقد رأيتُ من أهلها التنافس الشديد على العلم ، وكان مظهرًا واضحًا ،
وكان لي شرف تدري رئيس بلديّتها أحمد محمد عبد الكريم ، ثمّ انتقلتُ إلى مهد الذّهب تابعة للمدينة المنورة ، فجلستُ فيها إلى نهاية العام ، وكان ذلك عام 1976 م ، 1387 هـ .

وهنا وقفة ، وهذه الوقفة كما يقولون في المثل (( ربَّ ضارّة نافعة . )) وليس حتى مثلا بل كلام ربّ العالمين (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم . )) ، فف هذا العام حدثت الحرب في فلسطين حيث احتلت باقي الضفة الغربيّة .
بالإضافة إلى أنّه حدث معي حادثٌ آخر ، فقد جاء أمر نقلي إلى مدينة القنفذة ، فكانَ هذا وهذا دافعينِ لي أن أستقيلَ وألتحقَ بالجامعة الإسلامية .

والشيء بالشيء يُذكر ، والفضل يُنسب لأهله ، فمن أمنِّ النّاس عليّ في هذه البلاد اثنان :
الأول : هو الشيخ عبد الله الخربوش كان إمام الحرم الثالث ، وكان رئيس تفتيش المواد الدينية في إدارة تعليم المدينة المنورة ، وكان ممن حَظيتُ بالتفتيش عليه ، فلمّا حدثت الحرب وحدثَ الأمر بالانتقال ، عرضتُ عليه أن أكونَ طالبًا في الجامعة الإسلامية ، فالرّجل – جزاه الله خيرًا – كلّمَ الشيخ ابن بارز – رحمه الله – في صلاة الفجر فذهبتُ في الصّباح كاتبًا ورقة للشيخ ابن باز – رحمه الله – فكتبَ فورًا يُقبل في إحدى الكليّتين .

لا روتين ولا مُقابلات – فجزاه الله عنّي خير الجزاء – فالرّجل – يعني الشيخ ابن باز – كان له تأثير في تغير مسار كنتُ أسيرُ عليه ، ربّما لو لم يحصل ذلكَ لبقيتُ مُعلمًا في التعليم الابتدائي ، وكلُّ شيءٍ بأمرِ الله تعالى ، والإنسان يجتهد ولكن التوفيق توفيق ربّ العالمين .
التحقتُ بالجامع الإسلاميّة عام 1976 م ، 1387 هـ ، منتظمًا في كلية أصول الدّين ، ومنتسبًا أيضًا في كليّة الشريعة ، وهذا أمرٌ في الحقيقة من الصعوبة بالتوفيق لماذا ؟
لأنّه لو بقيَ عند الشخص مادة واحدة من كلية المنتظم فيها إلى المنتسب لا يستمر ، وكنتُ أقدّم اختبارًا في الدور الأول في الكليّة المنتظم فيها ، وفي الدور الثاني في الكلية المنتسب فيها ، ولله الحمد ، أنهيتُ الكليّتين إحداهما بتقدير ممتزا والثانية بتقدير جيّد جدًّا ، خلال 4 سنوات أي عام 1390 هـ .

وكنتُ حظيتُ بالدّراسةِ على مجموعة من أفاضل العلماء على رأسهم : سماحة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي العالم العلّامة المفسّر الأصولي اللغوي المنطقي ، لا شكّ إن منّا نقول أو ليس مبالغًا إن قلتُ : أنني لم أرَ من يضاهيه علمًا ، والرّجل كان علمُهُ في صدرهِ ، يختلف عن كثير من العلماء ، قد يكونُ كثيرٌ من العلماء علمهم في كتبهم وليس في صدروهم ، فالرّجل كان له حافظة للأبيات الشّواهد الشعرية ، والذين حظروا عليه بالحرمِ المدني في التفسير في عصريات رمضان كانوا يبهرونَ بهذا العلم ، وفي الأنساب كان بحرًا ، ويوجد مجموعة كبيرة من العلماء . مثل الشيخ أبي بكر الجزائري ، الشيخ حمّاد الأنصاري ، الشيخ الصادق العرجون ، الشيخ محمّد الدّهان ، الشيخ عبد الروؤف اللبدي .