المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيناريو الغزل !



عميد اتحادي
16-09-2012, 08:00 PM
نظرة فابتسامة فموعد فلقاء فمصيبة) نفس السيناريو يتكرر دائماً، فالأبطال هم ذاتهم والضحايا هم ذاتهم أيضاً، حيث تنجرف حواء وراء كلمات الحب والغزل، وتصبح أسعد مخلوقة عندما تسمع تلك الكلمات، وكأن تلك الكلمات هي كلمات شعوذة أو سحر، بمجرد أن يقولها آدم إلى حواء تغمض عيناها وتمد يدها إليه عله يعشقها عشق (عنتر لعبلة ) أو (قيس لليلى)، ثم تسلم قلبها لآدم بلا تفكير، متناسية حياءها وأدبها، متناسية عاداتها وتقاليدها، متناسية ذلك المجتمع الذي قل به الحب وندر، ثم تجد حواء نفسها مغشياً عليها باسم الحب والشوق، مقتولة بدون سكين، تكره نفسها وتندب حظها وتصبح مترددة في منح حبها وثقتها لأحد، تصاب بإحباط وتجد نفسها حائرة وضائعة تتأمل في عيون الآخرين باحثة عن تلك العيون العاشقة، العيون الساهرة، العيون المحبة، إلى أن تجد عيني آدم جديد، يدخل عليها بكلمات الحب والغزل مجدداً، وللأسف تصدق حواء تلك الكلمات الغبية، فهي بمثابة عبارات ساحرة تدخل من أذنيها لتسيطر على قلبها وعقلها في آن واحد، لاغية أية حواجز أو عواقب.
ماذا عساي أن أقول عن ذلك الذئب البشري الذي يمد يده إلى حواء ليطيح بقلبها وعقلها ويحصل على مبتغاه، ذلك الذئب الذي يتعامل مع حواء على أنها عاطفة بلا عقل تغريهم كلمات العشق الكاذبة، ولم لا فتلك الكلمات لها تأثير حقاً على العقل قبل القلب.
وماذا عساي أن أقول أيضاً عن تلك الغبية التي رخصت نفسها وانساقت وراء كلمات كاذبة، فلماذا أصحبت سهلة لهذه الدرجة ولماذا أصبحت بهذه السذاجة، هل أنتِ حقاً من قال فيها الله عزوجل: (إن كيدهن عظيم) !! فأين دهاء ومكر حواء؟
أنا لا أضع اللوم على تلك الذئاب البشرية ولا عليكِ عزيزتي الساذجة، ولكني أضع اللوم على المجتمع ونظرته إلى حواء وآدم، تلك النظرة التي جعلت من آدم ذئبا بشريا ومن حواء ساذجة غبية سهلة.
فاعذروني لو قست كلماتي عليكم، فأنتم مخلوقات طاهرة، ميزها الله عن غيرها من المخلوقات، فحقاً أصاب بالذهول ولا أملك أعصابي حينما أراكما تدنسان كلمات الحب بهذا الشكل، فأنتِ يا حواء رمز الشرف، وأنت يا آدم عنوان الرجولة، فيجب على كل منكما التمسك بهاتين الكلمتين وفهمهما جيداً.