المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {{ منتقى أخبار الأخيارِ مِـن كـتابِ حَياةِ السَّلفِ بينَ القولِ والعملِ للطيّارِ . }}



أهــل الحـديث
16-09-2012, 09:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرّحيم .

نزّلتُ قبل قليل كتابًا جلس في تأليفه صاحبه 10 سنوات ، في جمع مادته وترتيبها ، وهذا كتابٌ حقيقُ بقراءته ، والاستفادة منه ، والدعاء لصاحبهِ بظهر الغيب - وفقه الله وجزاه الله خيرًا -

وسميّتُ انتقائي :

{{ منتقى أخبار الأخيار من كتاب حياة السّلف بين القول والعمل للطيّار . }}
وسأنقلُ منه لكم . ولن أطيل كلامي.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

قال أحمد بن ناصر الطيار الفاضل - وفقه العزيز الغفّار -
(( وقد مكثتُ في إعداد هذ الكتاب ما يقارب العشر سنوات، يتخللها الانقطاع في كثير من الأحيان، بذلت فيها أقصى جهدي في إعداده وترتيبه، وتنقيحه وتبويبه. ))

منهجي في اختيار مادة هذا الكتاب :

1- أذكر ما يفيد المسلم في أمر دينه ودنياه، وما يعينه على إصلاح حاله وقلبه، وإصلاح خلقه وسلوكه. وأما ما سوى ذلك فلا أذكره لقلة الفائدة من ذكره. فلا أذكر الأمور التالية:

أ- لا أذكر ما يقدح في العقيدة أو ما يُضادها، وهي وإن كانت قليلة ونادرة فقد وُجد شيء من ذلك كالتوسل بالموتى، والاستغاثة بهم، وغير ذلك.

ب- لا أذكر كل ما يخالف الكتاب والسُّنَّة. مثل ما يُذكر عن بعضهم أنه لا يسأل الله الجنة؛ لشدة خوفه وحيائه منه. وكذلك ما يُذكر عن بعضهم أنه يصوم الدهر ولا يتزوج النساء، وغير ذلك.

ج- لا أذكر التواريخ والمواقع والغزوات والأحداث، فهذه لها كتبها الخاصة.

د- لا أذكر كل ما يخالف العقل والواقع، كما يُذكر عن بعضهم أنه لا يأكل في الشهر إلا وجبتين فقط، وبعضهم احتبس بوله أربعة عشر يومًا، وما يُذكر عن بعضهم أنه يمشي على الماء، فقد روي عن بعضهم أنه جاء إلى أحد هؤلاء وهو قائم يصلي على الماء، قال: فلما أحس بي: أوجز في صلاته، ثم أخذ بيدي، فوقفني على البحر، وحرك شفتيه، فقلت في نفسي: إن مشى على الماء مشيت معه. فما لبث إلا يسيرًا، فإذا الحيتان قد برزت مدَّ البحر، وقد أقبلت إلينا رافعةً رؤوسها من الماء، فاتحةً أفواهها، فقلت في نفسي: أين ابن بشر الصياد؟، فلما ذكرته في نفسي تفرقت؟!!!... [صفة الصفوة 2/661].

هـ- لا أذكر المبالغات والترهات التي لا تليق بكرامة الإنسان، فضلاً عن المسلم، فضلاً عن أهل العلم والفضل.
من ذلك ما يُذكر عن الحسن الفلاس أنه يلبس ما في المزابل.
ومثل ذلك قول سري السقطي: تُعجبني طريقة الحسن. وكان الحسن لا يأكل إلا القمامة.

و- لا أذكر ما لا فائدة من ذكره أو فائدته قليلة من القصص والخطب وغيرها. وكذلك ما يذكره بعضهم من الإسرائيليات التي لا نعلم صحتها، وقد أذكر بعضها إذا كان في ذكرها فائدة.

ز- لا أذكر الأحكام التي تقال في التزهيد من الدنيا ورغد العيش التي لا دليل عليها. مثال ذلك: قول إبراهيم التيمي: ما أكل آكل أكلةً تسرّه ولا شرب شربة تسرّه إلا نقص بها من حظه من الآخرة. ومثل هذا الكلام يحتاج إلى توقيف ولا مجال فيه للاجتهاد.

ح- لا أذكر أيضًا ما قيل في المبالغة في الخوف والبكاء إلى حد لا يتصوره عقل ولا يُقره نقل، مثل ما يذكر عن سفيان أنه قال: كان سعيد بن السائب لا تكاد تجف له دمعة: إن صلى فهو يبكي، وإن طاف فهو يبكي، وإن جلس يقرأ القرآن فهو يبكي، وإن لقيته في الطريق فهو يبكي.

وكذا ما يُذكر أن بعضهم لم يرفع رأسه إلى السماء ولم يضحك أربعين سنة.

ط- لا أذكر أيضًا المصطلحات والتعريفات التي لا معنى لها أو يصعب فهمها، مثل قول بعضهم: قلب المحب يهيم بالطيران، وتكلمه لدغات الشوق والخفقان.
وقول بعضهم: الإخلاص: ارتفاع رؤيتك عن فعلك.
والتوكل: إسقاط رؤية الوسائط والتعلق بأعلى الوثائق.

قال ابن القيم رحمه الله في معرض رده على أمثال هذه المصطلحات- كالفناء والاتصال وجمع الشواهد وجمع الوجود وجمع العين-: ولم يأت له ذكر في القرآن ولا في السنة ولا يعرفه إلا النادر من الناس، ولا يتصوره أكثرهم إلا بصعوبة ومشقة، ولو سمعه أكثر الخلق لما فهموه ولا عرفوا المراد منه إلا بترجمة، فأين في كتاب الله أو سُنَّة رسوله أو كلام الصحابة الذين نسبة معارف مَن بعدهم إلى معارفهم كنسبة فضلهم ودينهم وجهادهم إليهم ما يدل على ذلك أو يشير إليه، فصار المتأخرون أرباب هذه الاصطلاحات الحادثة بالألفاظ المجملة والمعاني المتشابهة أعرف بمقامات السالكين ومنازل السائرين وغاياتها من أعلم الخلق بالله بعد رسله؟ هذا من أعظم الباطل...
فلا تجد هذا التكلف الشديد والتعقيد في الألفاظ والمعاني عند الصحابة أصلا، وإنما يوجد عند من عدل عن طريقهم. ا.هـ بتصرف.( )

ي- لا أذكر ما قيل في المدح للشخص؛ ككثرة حفظه، أو حسن صوته في تلاوة القرآن، أو مالَه من منزلة ومكانة عند العلماء والكبراء، وغير ذلك.
علمًا بأن ما ذُكر من أخطاء وترَّهات لم توجد في عهد الصحابة والتابعين. بل جاءت بعد ذلك. وفي كثير منها لم تصح ولم يثبت سندها كما تقدم بيانه.
وقد أذكر بعض هذه المخالفات مع ذكر تعقيبات عليها.

2- أذكر كل ما يتعلق بحياة السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وقد أذكر من جاء بعدهم لإتمام الفائدة.

3- لا أذكر المسائل الفقهية، والفتاوى، والتفاسير التي نُقلت عن السلف.

4- بالنسبة لكتاب " سير أعلام النبلاء " فقد ذكرت تعليقات الإمام الذهبي وجعلتها في المتن.

5- نقلت بعض التعليقات المهمة التي تكون إما توضيحًا، أو تعليقًا، أو تعقيبًا، أو توجيها، ونحو ذلك.

6- أضفت إلى كتب السير والتراجم والتواريخ نوعين من الكتب:
 كتب العقيدة.
 كتب الأدب.

فأضفت إلى كتب السير والتراجم والتواريخ: شيئًا من كلام السلف في العقيدة حيث لم تستوعب هذه الكتب ما نُقل عنهم في هذا الباب.
كذلك أضفت كتب الأدب لخلوها من المُلح والأدب وفنون الشعر في الغالب.

7- أدخلت في هذا الكتاب بعض المواضيع التي لا يشملها عنوان الكتاب مثل: أحوال المنتكسين، وطرف ونوادر. وأردت بذلك أن تتم الفائدة وأكون قد حويت أكبر قدر من نقولهم وأحوالهم في شتى المواضيع.