المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لزوم إياك نعبد إلى الموت .



أهــل الحـديث
14-09-2012, 09:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


فصل في:( لزوم إياك نعبد لكل عبد إلى الموت )

من كتاب:(مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين)

( ابن قيم الجوزية)

::::::::::::::::::::::::

قال الله تعالى لرسوله:( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ،وقال أهل النار:( وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين) ، واليقين هاهنا هو الموت بإجماع أهل التفسير .

وفي الصحيح في قصة موت عثمان بن مظعون رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أما عثمان فقد جاءه اليقين من ربه أي الموت وما فيه ، فلا ينفك العبد من العبودية ما دام في دار التكليف ، بل عليه في البرزخ عبودية أخرى لما يسأله الملكان من كان يعبد ؟ وما يقول في رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ويلتمسان منه الجواب ،

وعليه عبودية أخرى يوم القيامة ، يوم يدعو الله الخلق كلهم إلى السجود ، فيسجد المؤمنون ، ويبقى الكفار والمنافقون لا يستطيعون السجود ، فإذا دخلوا دار الثواب والعقاب انقطع التكليف هناك ، وصارت عبودية أهل الثواب تسبيحا مقرونا بأنفاسهم لا يجدون له تعبا ولا نصبا .

ومن زعم أنه يصل إلى مقام يسقط عنه فيه التعبد ، فهو زنديق كافر بالله وبرسوله ، وإنما وصل إلى مقام الكفر بالله ، والانسلاخ من دينه ، بل كلما تمكن العبد في منازل العبودية كانت عبوديته أعظم ، والواجب عليه منها أكبر وأكثر من الواجب على من دونه ، ولهذا كان الواجب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل على جميع الرسل أعظم من الواجب على أممهم .

والواجب على أولي العزم أعظم من الواجب على من دونهم ، والواجب على أولي العلم أعظم من الواجب على من دونهم ، وكل أحد بحسب مرتبته .