المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محظرة العون - نبذة عن النشأة



أهــل الحـديث
14-09-2012, 11:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بعد تخرجه من كُبريات المحاظر الموريتانية في عدة مناطق من الوطن،
أخذ الشيخ: محمد الأمين ولد الحسن حفظه الله على نفسه أن يمد يد البناء والتعليم لهذه الربوع التي استقى منها كل معاني العلم، والعطاء المعرفي و الخلقي، فتمثلت رسالته العلمية في إنشاء "محظرة العون" في شمال ولاية العصابة، وبعد الهجرة العارمة والنزوح الذي شهدته مدينة أنواكشوط وما صاحب ذلك من تطور في الرُؤى، والانفتاح على ثقافات مغايرة، بدأت تترك أثرها على السلوك الفطري للسكان ـ رأى الشيخ أن ينقل معركته العلمية إلى قلب العاصمة.
فكان بذلك تأسيس "مدارس العون للتعاليم الإسلامية" في نواكشوط سنة 1373هـ، الموافق 1973م،

وقد كانت الساحة ساعتها تشهد غليان المدارس الفكرية وانتشار التعليم المتغرب والتيارات الإلحادية،

وظلت هذه المؤسسة تجاهد وسعها متخذة من شعار:
من يرد الله به خيرا يفقه في الدين" الحجة البالغة والنهج السوي

فكانت "جبهة" نموذجية تستقطب الشباب من كافة المستويات في جو مفعم بالكتاب و السنة، من حول أحد أشهر مساجد العاصمة "جامع القرآن الكريم" (مسجد الشرفاء)، الذي يتولى الإمامة والخطابة فيه شيخ المحظرة الشيخ: محمد الأمين ولد الحسن.
وتعتمد المحظرة منهج التعليم المحظري، وهو تعليم فردي يتمحض فيه الطلاب على دراسة القرآن والعلوم الشرعية و اللغوية،

ومن خصائص هذا المنهج أن يكون لكل طالب نص يدرسه منفردا، ثم يلزم باستحضار ذلك النص وشواهده حفظا ودراية،

ويبدأ هذا التعليم من أول المستويات مرورا بمراحل التخصص وانتهاء بالمستوى الجامعي الشامل.
فلئن كانت البداوة ترتبط في ذهن البعض وترادف الخشونة والجهل

فإن الأمر في بلاد شنقيط على عكس ذلك، حيث كان العلم والمعرفة الشغل الشاغل لأبناء هذا البلد،

حيث ازدهرت في تلك البوادي الثقافة الإسلامية و الآداب والعربية على مر العصور من خلال المدارس المتنقلة (المحاظر) كما قال قائلهم:
نحن ركب من الأشراف منتظم == أجل ذا العصرقدرا دون أدنانا
قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة == بها نبين دين الله تبيانا
ولقد ظلت هذه الجامعات المفتوحة، منذ غابر الزمن ينبوعا متدفقا من العطاء والتربية، يقوم على أساس ثابت من الأخلاق والاتباع المتبصر فتهون فيه على المعلم و المتعلم النفس و المال و الزمن، ويتجشمان شتى المصاعب والظروف في سبيل عزة العلم وغنى العمل وثراء النفس..
وقد أثبتت التجربة فعالية هذا المنهج ونجاحه في تحصيل المعرفة، على مر العصور.
وتسعى "مدارس العون للتعاليم الإسلامية" من خلال نشاطها إلى جملة من الأهداف من بينها:
تلقين العقيدة الإسلامية الصحيحة وترسيخ مبادئها في النفوس.
المحافظة على كتاب الله تعالى ونشره حفظا وتجويدا ورسما.
إحياء وتدريس السنة المطهرة، والسيرة النبوية ، وبذر القيم والأخلاق الإسلامية الفاضلة.
تعليم الأحكام الشرعية و التفقيه في الدين.
نشر اللغة العربية وتعليم كافة علومها.
إيجاد المحظرة النموذجية التي تجمع بين القديم والمفيد والحديث النافع وتواكب العصر، لتكوين: الداعية المؤهل علما ومنهجا. والإنسان الملتزم بدينه الناجح في المجتمع.
وفي سبيل تحقيق أهدافها المنشودة تعتمد "مدارس العون للتعاليم الإسلامية" على الله وجهود القائمين عليها ودعم أهل الخير.
وترتكز في الجانب العلمي بالإضافة إلى شيخ المحظرة على طاقم تدريسي يضم مشائخ وأساتذة أكفاء يصل عددهم إلى أثني عشر مدرسا، كما تضم مكتبة غنية بالكتب و المراجع المتنوعة، وبها قسم للصوتيات والشرائط المسجلة.
وتمتلك محظرة العون مركبا سكنيا من عدة طوابق غرب سوق العاصمة، ويحتوي هذا المجمع على خمس قاعات للتدريس، وما يزيد على ثلاثين 30 غرفة لمساكن وخدمات الطلاب المختلفة، ومكتب للإدارة.
وتضم محاظر العون حاليا ما يربو على المئتي طالب من بينهم عدة جنسيات إفريقية وعالمية إذ حازت المحظرة على ثقة وثناء كثير من الشخصيات و المؤسسات العلمية والعالمية
وضمن سعيها للتنظيم الممنهج للتعليم استحدثت المحظرة فرعا للأطفال والمبتدئين، وقسما خاصا للنساء، يتلقون فيه شتى العلوم الإسلامية و العربية، كما رخصت معهدا ثانويا بمناهج حديثة تسعى من خلاله إلى تكوين الطلاب وفق المناهج المعاصرة. وتم افتتاح فرع لها بمدينة "كيفة"، في منطقة سكطار.
وزيادة على ما تأوي مدارس العون من طلاب في سكنها الطلابي الداخلي، فإنه يفد عليها للدراسة الكثير من الطلاب المنتسبين خارجيا.
وفي إطار رسالتها الدعوية والتعليمية فقد قدمت "مدارس العون للتعاليم الإسلامية العديد من المنجزات على أرض الواقع نعد منها على سبيل المثال لا الحصر:
- تخريج أجيال من طلبة العلم من داخل موريتانيا وخارجها بينهم علماء ودعاة مشهود لهم
- تغذية المجتمع ومؤسساته الأهلية بالفقهاء و العارفين الذين ينشئون محاظر جديدة أو يدعمون استمرارها.
- تأهيل مئات الشباب علما ومعرفة، والتحاقهم بالمؤسسات العلمية والكليات الجامعية.
- عقد الندوات والمحاضرات العامة لتثقيف المجتمع وتبصيره بالأمور الشرعية، وتوعيته حول مختلف القضايا والمشاكل المعاصرة.
- تأهيل العشرات من طلبة العلم المغتربين القادمين من مختلف دول أوروبا وإفريقيا وغيرها.
وتحظى محظرة العون بشهرة واسعة ورصيد متميز من السمعة الطيبة وحسن الذكر.
وقد أسهمت بشكل كبير في إمداد البلد بالعديد من أهل العلم والمعرفة حيث تخرج سنويا ما يقارب الخمسين طالبا وقد تسلحوا بالعلم وتزودو بالمعرفة والنبل و الأخلاق.
وهي محظرة من المحاظر الكبيرة في هذا العصر في العاصمة انواكشوط وان اختارت مثيلاتها البقاء في البوادي والأرياف كأم القرى والنباغية وغيرهما