المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زفراتٌ وشهقات مُلتهبة ؛ أخرجَها قلبي والدّموعُ جارية!



أهــل الحـديث
13-09-2012, 05:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الحقّ ... لستُ أدري من أينَ تكونُ البداية ؟!!

لكن ... بما أنّني أكاد أرى نهايتي ماثلة ؛ فأجعلُ البداية حيثُ النّهاية!

أي أخيّاتي ... /

ألا تُلاحظنَ (جفاافاً) يكسو القلوبَ ، ويحيطُ بالأفواهِ والألسُن ؟!!

وا حُزنَ (نفسي) كم كنتُ ألومُها!! لكنّي رأيتُني ظلمتُها بشدّةِ لومي لها وعتابي المجحفِ في حقِّها!!

كم كنتُ ألقي اللومَ على (نفسي) هذه التي تقبعُ بين جنبيّ!!

لكن ولكن ولكنّي!! سرعااان ما أدركتُ أنّي أغلظتُ عليها وشددتُ من وطأتي ... ؛ حتّى صرتُ أراها ...
نعم إنّي -وربِّي- أراها أمامي الآن!! أراها صريعةً على الأرضِ رميّة!!

أراها وقد أضناها التّثريبُ والتّقريعُ فيما يتعلّقُ بحالِها مع الرّفاق! ولستُ أدري إلى متى ألقي باللومِ على نفسي ؟ ( فقط على هذه النّفس ) ؟؟

لا أكاد أصدِّق !!!

(سنة ونصف) ويزيد ، تمضي من زواجي ؛ قُلِبتْ قلوبُ وأفواهُ جُلِّ رفيقاتي رأساً على عقب!

ربّما تقول إحداكنّ لعلّ القطيعة كانت منكِ باديَ الأمر؟

إلّا أنّي أجيب بصوتٍ تتصدّعُ لهُ الأسقف والجدران! "لا واللهِ ما كان"! و"ما كان لذا أن يكون"!

ما كان لي أن أقطعَ من تفيّئتُ بصُحْبَتِهنَّ : ظلالَ المحبّة الصّادقة الرّاسخة!
وتذوَّقتُ: حلاوةَ أن يُحبَّ المرء أخاه لله وحدَه دونَ سواه!
وتلمّستُ: بقربهنَّ ضياءَ الطّريق ونورَ سناه!
وارتويتُ: من معينِهنّ فيضَ المشاعرِ الهادئةِ الرّائقةِ الدّافئة التي لا تنضب!!

أيُّ خطبٍ هذا الذي حلَّ بي؟! أيّة رزيّة هذه؟!

لعلِّي لا أبالغ إن وصفتُ لكُنَّ بيتي في الأيّام القلائل الفائتة بـ(حُسينيّة كربلا)!
إلا أنّه سُبحانَه جنّبني اللطمَ وشقَّ الجيوب!!!

إنّها دمعاتٌ تتساقطُ بعدَ بزوغِ فجرِ كلِّ يوم ، فيها من الأملِ ما يشقُّ غُبارَ الصّباح!

كم حزِنَ (رفيقي) وتقطَّعَ نياطُ قلبهِ لحالي! مذكِّراً إيّايَ بقولِ الشّيخ المحدّث أبا إسحاق-حفظه الله- ، حينَ قال:

" أنتَ الجماعة ، ولو كُنتَ وحدَك "!

لكنّني معَ هدوئي بتربيتِه على كتفي بذاكَ القول ؛ أجدُني بحاجةٍ ماسّة لتيكَ الرّفقة ؛ لنسيرَ على الدّربِ معاً!
أحتاجُها لكوني أومنُ بأنَّ المرءَ وإن كان بقوّةِ قلبِه يقف وقوف الرّاسيات إلّا أنّه يبقى فيه جوانبُ ضعفٍ وخوَر من دونِ إخوانِه ورفاقِه!!

أشهدكم أنَّ القلبَ تصدّع ، والحالَ أسيفة ، واللسان لكثرةِ حديثي لنفسي بهذا الخطب غدا مريراً!

لكننّي لا أزالُ أرتقبُ بصيصَ أملٍ يعيدُ إليَّ قوّتي المتهالكة ، ويحييها من جديد؟؟!

فهلّا منحتني المُباركات شيئاً من الكلمات والهمسات التي تطفئُ لهيبَ الفؤاد ، وتبرِّدُ حرارةَ الكبد؟!

وقبلَ هذا وذاك :

"اللهُ وحدَهُ المُستعان ... وعليهِ التُّكلان"!!