المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {{ عِلمٌ وعَملٌ بالدَّليلِ الصحيح الصريح . }} للمُشاركة



أهــل الحـديث
12-09-2012, 04:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم .

{{ عِلمٌ وعَملٌ بالدَّليلِ الصحيح الصريح . }}

الحمدُ للهِ ربّ العالمين الذي مدح في كتابه الذينَ عملوا بما علموا ، فأسأله أن يهدينا كما هداهم ، (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)) ، وذمّ من علمَ ومن لم يعلم وهم المغضوب عليهم أولئك اليهود ، وذمّ كذلك من عمل بدونِ علم أولئك النّصارى ، بل إنّ الإنسان في خسارة دائمة أبدًا إلا من قال الله فيهم (( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ))

وصلّى الله على محمّدٍ وآله وصحبه وسلّم ، من علّمَ وعمل فكان القدوة الحسنة في ذلك الأمرِ (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) ، ثمّ جاء الصحابة من بعده يقتفونَ أثره ، ويحرصونَ على العمل .

• عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا )) .

• وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان .

• وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة" متفق عليه. قال ابن تيمية: والأمانة هي الإيمان، أنزلها في أصل قلوب الرجال .

( استفدتُ من رابط في الملتقى هو http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90495))

فانظرَ- رحمكَ الله وإيّايّ – إلى أهميّة العمل فهو ركن بيتك في الآخرة ، علمتَ هذا ركنٌ ثمّ عملتَ فهذا ركنٌ وأيّهما سقطَ فقد هُدمَ البيت ، وإنَّ المتكلّمَ ليدعو ربّه صباح مساء أن يؤتيه الله علمًا نافعًا ، وعملا متقبلا ، ورزقًا طيّبًا مباركًا له فيه وإيّاكم .

وإنّي أنصح نفسي بداوم النّظر في كتاب الله ، وبالكتب الستة خصوصًا وبكتب السنّة عمومًا ، حتى نعملَ بما علمنا ، وأوصيكم بقراءة كتاب الإمام الزّين ابن رجب الحنبلي (( اقتضاء العلم العمل )) والإكثار من مطالعته ففيه خيرٌ وفيرٌ .

وقد جالَ الفكرُ في كتابة ما أقرأه من سنن ( أقوال وأفعال ) بالدّليل الصحيح الصريح على ورقة خاصة ، وأعملُ به فيكونُ القلبُ مطمئنًا لما يعمل ، والنّفسُ راضيةٌ وراغمةٌ فليس لها حقٌّ الاختيار ، ولا بدَّ لها أن تذلًّ لي . لأنّي أريدُ سعادتها .

قال القيّم ابن القيّم – رحمه الله – في فوائده :
(( وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد ، وكلّ شرٍ فأصلُه خذلانه لعبده ، وأجمعوا أنَّ التوفيق أن لا يكلكَ الله إلى نفسكَ ، وأنَّ الخذلانَ هو أن يخليَ بينكَ وبين نفسكَ . ))

وقد استفدتُ من قراءتي في صحيحي البخاري ومسلم أيّما استفادة فأحببتُ أن أفيدَ إخواني في الملتقى بما أقرأ ونعمل بما نعلم ،وكتابُ حصن المسلم الذي بين أيدينا فيه من الخير ما فيه ، وليس عن طالبه له ببعيد ، وقد وزّع منه ملايين النسخ بين أرجاء البسيطة وأنفاقها ، وسأستفيدُ منه كثيرًا . وقد استفدتُ من كتاب الإمام النووي الأذكار ، ومن كتاب ابن القيّم الوابل الصيّب ، ومن كتاب الشيخ مصطفى العدوي الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة . ومن غيرها – رحم الله العلماء الربانيين .

فائدة : قال ابن القيّم – رحمه الله – في مفتاح دار السعادة :
(( وقوله كونوا ربّانيين قال ابن عباس :حكماء فقهاء ، وقال أبو رزين : فقهاء علماء .وقال أبو عمر الزاهد : سألتُ ثعلبا عن هذا الحرف وهو الرباني ، فقال : سألت ابن الأعرابي فقال إذا كان الرجل عالما عاملا مُعلِّمًا قيل له هذا ربّانيٌّ فإنْ خرم عن خصلة منها لم نقل له رباني ))

ولو عملَ أحدنا بحديث واحد كل ليلة أو صباح لأتى على السنّة كاملة وهذا توفيق من الله ، وكلُّ ما أكتبُ هنا هو من الأحاديث الصحيحة الصريحة في العلم والعمل مع بعض الفوائد – إن شاء الله – ، أو ما اقتربَ من الصحّة – إن شاء الله – ناقلا أقوال العلماء في ذلك ، باغيًا الأجرَ من الله وحده لا شريك له .
ونبدأ بأذكار الصبّاح والمساء وما يتعلق بهما ، ولن أكثر النّقلَ من الأحاديث حتى يسهل الحفظ والعلم والعمل بما نقرأ ، والله وليُّ التوفيق .

ولكلِّ أخٍ في الملتقى حقُّ المشاركة في موضوعي ، والدّالُ على الخيرِ كفاعلهِ ، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع .

ـــــــــــــــــــــــــ ــ
1 – في صحيحي البخاري ومسلم .
نعمل به في الليل والصباح .
(( عن حذيفة بن اليمان قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أوى إلى فراشه قال : باسمك أموت وأحيا. وإذا قام قال : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور .

2 – في صحيح مسلم .
نعمل عندما نأوي إلى الفراش .
(( عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أوى إلى فراشه قال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم مـمّن لا كافي له ولا مُؤوي . ))

3 – في صحيح مسلم .
نعمل به في المساء .
(( عن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الـمُلك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم أسألك خير هذه الليلة وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر. ))

4 – في صحيح البخاري .
نعمل به عندما نأوي إلى الفراش .
(( عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كلَّ ليلةٍ جَمع كفّيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما { قل هو الله أحد } . و { قل أعوذ برب الفلق } . و { قل أعوذ برب الناس } . ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ))
قالت عائشة فلمّا اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به .

5 – في صحيح البخاري .
عند النوم.
(( عن البراء بن عازب قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال ( اللهم أسلمتُ نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ) . وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من قالهنّ ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة )).

6 – في صحيح البخاري .
عند النوم .
(( عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ))