المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البيان لبدع شوال



أهــل الحـديث
29-08-2012, 05:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أيها الأحبة هذه مقالة جديدة من مقالات شيخنا أبي عبد الله حمزة النائلي حفظه الله ورعاه والتي يقوم بنشرها في جريدة الشرق القطرية وأما عنوان المقالة هذه المرة هي البيان لبدع شوال وإليكم هذه المقالة



بسم الله الرحمن الرحيم



البيان لبدع شوال

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد و على آله، و صحبه أجمعين .
أما بعد :
إن أيابتداع في الدين أيها الأحبة هواستدراكعليه وزعم قبيح بأن الشريعةلمتكتمل!، و ويلزم من ذلك أن نبينا صلى الله عليه وسلم ترك شيئا من الرسالة لم يبلغه!،فاحتاجالدينإلى الإحداثوالابتداع!!
وهذامافهمهأصحابالنبي صلى الله عليه وسلم ،والأئمةمنبعدهم من صنيع المبتدعة؛ فقال ابنمسعود (رضي الله عنه):"اتبعواولاتبتدعوا؛فقدكفيتم ،وكلبدعةضلالة".رواهالدارمي في سننه(211)
و قال إمام دار الهجرة مالك - رحمه الله -:"منابتدعفيالإسلامبدعةيراها حسنة؛ فقدزعمأنمحمدا صلى الله عليه وسلم خانالرسالة؛لأناللهيقول] اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا [[ المائدة :3] فمالميكنيومئذدينا؛فلايكون اليومدينا".الاعتصام للشاطبي(1/64)
قال الإمام الشوكاني- رحمه الله- :"فإذاكاناللهقدأكملدينهقبلأ نيقبضنبيهصلى الله عليه وسلمفماهذاالرأيالذي أحدثهأهلهبعدأنأكملاللهدين ه؟!إنكانمنالدينفياعتقادهم� �فهولميكملعندهمإلابرأيهم(!) وهذافيهردللقرآن!وإن لميكنمنالدين؛فأيفائدةفيال اشتغالبماليسمنالدين؟!.
وهذهحجة قاهرة،ودليلعظيم،لايمكنلصا حبالرأيأنيدفعهبدافعأبدا،ف اجعلهذه الآيةالشريفةأول ماتصكبهوجوهأهلالرأي،وترغم بهآنافهم،وتدحض به حججهم".القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد(ص38)
أيها الأفاضل الكرام كما عودناكم من قبل، في كل شهر نحاول معا تسليط الضوء على ما أحدثه بعض الناس فيه، ومن ذلك التحذير مما يعتقده بعض الجهلة في شهر شوال، ومما أحدثه بعض المبتدعة فيه ، و الله المستعان .
فمن ذلك :
1-بدعة التشاؤم من الزواج فيه : كان العرب في الجاهلية يتشاءمون من الزواج في شهر شوال ، قال ابن منظور مبينا سبب ذلك"...وكانت العرب تطير – تتشاءم-من عقد المناكح فيه،وتقول: إن المنكوحة تمتنع من ناكحها كما تمتنع طروقة الجمل إذا لقحت وشالت بذنبها،فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم طيرتهم".لسان العرب( 11/377)
إبطال النبي صلى الله عليه وسلم طيرتهم كان بزواجه من أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- في هذا الشهر ، فعن عروة بن الزبير عن عائشة-رضي الله عنها- قالت:"تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال ، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني " . رواه مسلم ( 1423)
قال عروة بن الزبير –رحمه الله- :" وكانت عائشة تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا في شَوَّالٍ " . رواه مسلم ( 1423)
قال الإمام النووي – رحمه الله – في شرحه لحديث عائشة –رضي الله عنها-: "فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال، وقد نص أصحابنا على استحبابه ، واستدلُّوا بهذا الحديث .
وقصدت عائشة بهذا الكلام ردُّ ما كانت الجاهلية عليه ، وما يتخيله بعض العوام اليوم،من كراهة التزويج والدخول في شوال،وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية،كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع ". الشرح على مسلم ( 9/309)
قال الإمام ابن كثير-رحمه الله-:"وفي دخوله صلى الله عليه وسلم بها – أي عائشة( رضي الله عنها)- في شوال ردا لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين خشية المفارقة بين الزوجين ، وهذا ليس بشيء ". البداية و النهاية ( 3/231)
فالتشاؤم من الزواج في شهر شوال من الطيرة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها بقوله:"لا عدوى ولا طيرة". رواه البخاري ( 5380) ومسلم (2220 )من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-
2-بدعة عيد الأبرار :ومن الأمور المحدثة المبتدعة في شهر شوال : بدعة عيد الأبرار ، وهو اليوم الثامن من شوال
فبعد أن يتم الناس صوم شهر رمضان ، ويفطروا اليوم الأول من شهر شوال-وهو يوم عيد الفطر- يبدأون في صيام الستة أيام الأول من شهر شوال ، وفي اليوم الثامن يجعلونه عيداً يسمونه عيد الأبرار .
ويكون الاحتفال بهذا العيد في أحد المساجد المشهورة فيختلط النساء بالرجال ، ويتصافحون ويتلفظون عند المصافحة بألفاظ الجاهلية ، ثم يذهبون بعد ذلك إلى صنع بعض الأطعمة الخاصة بهذه المناسبة ". السنن والمبتدعات للشقيري ص(166) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال: إنها ليلة المولد ، أو بعض ليالي رجب ، أو ثامن عشر ذي الحجة ، أو أول جمعة من رجب ، أو ثامن من شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار : فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف،ولم يفعلوها،والله سبحانه وتعالى أعلم ". الفتاوى ( 25/298)
وقال أيضاً : " وأما ثامن شوال : فليس عيداً لا للأبرار ولا للفجار ، ولا يجوز لأحد أن يعتقده عيداً ، ولا يحدث فيه شيئاً من شعائر الأعياد ". الفتاوى الكبرى لابن تيمية ( 4/462)
فالحمد لله ما جاء في فضل هذا الشهر من الحث على صيام الست منه ، كما تقدم معنا في المقال السابق يغني ، عن الإحداث و الابتداع .
فعلينا أيها الأحبة أن نحرص على معرفة البدع لاجتنابها و تحذير الناس منها لإماتتها ، كما نحرص على تعلم السنن وإحياءها و نشرها بين الناس .
فالله أسأل أن يُنور المسلمين بالسنة ويجنبهم ظلمة البدع و شرور أهلها ، فهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه .


وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



أبو عبد الله حمزة النايلي