المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسم السورة القرانية ومدلولها العام



عبير الزهر
13-12-2005, 07:18 AM
http://www.al-fateh.net/images49/w1.JPG

إن من الأهمية لقارئ القرآن الكريم أن ينتبه في قراءته لعنوان السورة وبين مدلولها العام حتى يتمكن من الربط بين المدلول المقاصدي لاسم السورة ولمعناها العام، وإن القارئ لسورة العنكبوت بإمكانه أن يتوقف عند العديد من المقاصد الكلية التي اشتملت عليها السورة الكريمة، إذ اسمها مدخل –أي العنكبوت– لمقاصد شرعية ومصالح عظيمة، والتي يمكن أن نذكر منها:
1/ مقصد التدبر في عظمة الخالق: إن من أهم دلالات اسم سورة العنكبوت أنها ترتبط بكلية الدين التي رعيت من جهة الوجود، إذ الناظر فيها لا محالة سيقف على تحقق هذا المقصد، فالحفاظ عليه باستمراره في حياة الناس، يتحقق بإثبات حقيقته، وكذا ببيان الحقائق الموصلة والمعرفة بتوحيد الله سبحانه وتعالى، وإن العنكبوت هذا المخلوق الضعيف والذي ضرب به المثل في القرآن الكريم ما هو إلا مقدمة ووسيلة لمصلحة عظمى، فالإنسان مطالب بالنظر في شكل هذا المخلوق وطريقة تكاثره وعيشه وارتباطه في عيشه بغيره من الكائنات الحية وإلى أنواعه، وإن هذا المخلوق الضعيف يدفع الإنسان إلى التفكير في عظمة الخالق سبحانه، ولهذا نجد أن الكثير من علماء الأحياء في الغرب تخصصوا فقط في دراسته لسنـوات عـديـدة ووقفـوا على الكثير من أسرار حياته.
ومن هذا المنطلق فلا غرابة أن يكون اسم السورة، أي العنكبوت هو الوسيلة التي يلج من خلالها قارئ القرآن للوقوف على حقائق الأشياء في الكون والتدرج من الأدنى نحو الأعلى، نحو السماوات والأرض والنجوم وغيرها من العوالم وليقف على دليل العناية الشامل للإنسان.
وإن هذا الدليل، أي ما يترتب من أعمال وخدمات يقدمها هذا العنكبوت للإنسان وإن كانت في الظاهر بعيدة أي دائرة خدمته لو بعيدة نوعا ما إلا أنه لا يخلو مخلوق من خدمة مقدمة للإنسان.
فالناظر العاقل المتدبر لنسيج العنكبوت مثلا وتناسقه وتناسب شكله الهندسي وترتيبه يهتدي إلى مقصد التدبر، وذلك من خلال استفادة هذا الإنسان من الطبيعة عموما ومن العنكبوت خصوصا في التعامل مع الحياة وفي إعطائه مجموعة من الأفكار التي تعينه في حياته أليست شبكة الصياد شبيهة بنسيج العنكبوت؟ وهي المعنى الآخر لتعليم آدم الأسماء، فالتعليم يعني الاستفادة من العلوم المبثوثة في الطبيعة، وبذلك يحفظ الإنسان حياته أو كلية النفس بما يحصل عليه من الطعام؟ كما أن في النظر إلى نسيجه التدبر في عظمة الخالق سبحانه (1).
2/ مقصد إثبات صحة النبوة: لقد تناولت السورة الكريمة الحديث عن بيت العنكبوت وبينت ضعفه وعلى أنه أضعف البيوت(2) على الإطلاق، وهي حقيقة عملية يقرها العلم المعاصر، وهذا مما يدعم صحة النبوة الخاتمة ، إذ كيف لهذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أن يأتي بهذه الحقيقة العلمية ونحن نعرف ظروف المكان والزمان اللذين عاش فيهما النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ؟ وهكذا فإن السورة تقرر قاعدة ودستورا في الكون أن الضعف في حقيقة نفسه قوة، إذ أن وهن بيت العنكبوت سيصبح قوة دامغة لإثبات صدق النبوة وصحتها عبر اختلاف المكان والزمان كما رد زعماء قريش خائبين عند غار ثور.
3/ مقصد التربية بالأمثال: لا يخفى على أي عاقل أن في ضرب المثل جملة من المقاصد والمصالح، فالمثل ما هو إلا وسيلة لمصالح عظيمة للفرد والجماعة، فهو كما يحقق العبرة لسامعه أو قارئه يتعدى إلى تعريف الناس بالحقائق والتسليم العقلي لها وما سورة العنكبوت إلا حكاية لواقع الإنسان ويقرب الحقائق الإيمانية لتتقبلها العقول السليمة وترفع الوهم عنها. قال الفراء: "وهو مثال ضربه الله سبحانه لمن اتخذ من دونه آلهة لا تنفعه ولا تضره؟ كما أن بيت العنكبوت لا يقيها حرا ولا بردا"(3)، وبذلك تصبح النتيجة، وهي التفكر و المقصد أو المصلحة أن يكون المعنى: "أن أوهن ما يعتمد في الدين دينهم"(4) وأما المفسدة الواقعة الاحتمال في هذا المثل فهي أنهم "لم يستفيدوا بمن اتخذوهم أولياء إلا ضعف"(5).
كما أن وهن بيت العنكبوت يمكن أن ينظر إليه من جهة أخرى والمتمثلة في عدم الاستقرار العائلي داخل عائلة العنكبوت، إذ ما يقع فيها من أمور من أكل أنثى العنكبوت لذكرها إلا في حالة فراره منها، أو ما يقع من أن تلتهم الأبناء والدتهم أو والدهم أو العكس؟(6) وإن هذا الأمر يقاس عليه الحالة النفسية لأهل النفاق، فإنهم وإن كان ظاهرهم الاستقرار على الفكرة والتعاضد فيما بينهم، إلا أن أفكارهم شتى وقلوبهم مختلفة؟ ومن هنا فالناظر إلى بيت العنكبوت يجب عليه أن ينظر إليه من جهة الوهن الحقيقي والمعنوي لمعنى البيت والذي من مستلزماته الاستقرار والتعايش السلمي والتعاون بين أفراده.
4/ مقصد عدم التعجل في الحكم على الأمور: كثيرا ما يتسرع الإنسان كفرد أو جماعة للحكم على الأمور دون روية وتمعن، مما يؤدي به إلى الوصول إلى نتائج خاطئة بناء على ما بناه من مقدمة خاطئة؟ ومن هنا فإن الناظر لبيوت العنكبوت من خلال شكله الخارجي أو الظاهري لا يرى إلا جمال النسيج وهو حقيقة فيه، كما لا يرى إلا ضعف بيته وقابليته للزوال بسرعة؟ ولكن الإنصاف في الحكم على الأشياء يقتضي التعمق بالفكر والنظر قبل الحكم؟ إذ أن هذا البيت الذي انعدمت فيه مواصفات البيوت الأخرى من الوقاية من الحر والبرد كما جاء على لسان القرطبي (7) يوفر لساكنيه أسباب العيش فهذا البيت الذي ضعفت خيوطه يستطيع أن يوقع بمختلف الحشرات لتقع في المصيدة لتصبح فريسة سهلة للعنكبوت.
ومن هنا فوهن البيت أو ضعفه قد يكون مصدر قوة كما هو حال بيت العنكبوت.
والنتيجة أن ما ينسجه أهل النفاق من شبهات حول شخص النبي صلى الله عليه وسلم أو شريعته وإن كان في ظاهره واهيا إلا أنه يمتلك من القوة ما يوقع فيه الكثير من ضعاف العقول والإيمان في شباكه كما توقع العنكبوت بالصيد في شباكها على الرغم من ضعفه وقوة المصطاد في بعض الأحيان؟ وخاصة عندما يغيب هذا المؤمن عقله ويحكم على الأمور بظواهرها دون الغوص في أعماقها وأبعادها؟ أي دون النظر في نتائجها في المستقبل على الفرد والمجتمع حالة حادثة الإفك مثلا.
وفي الأخير، فإن القارئ لسورة العنكبوت عليه أن يجمع بين التدبر في معنى السورة واسمها حتى يقف على المقاصد العامة للسورة القرآنية وعلى التسمية مقصودة في حد ذاتها، وأن المثال هو أقرب للحقيقة حتى يحرك هذا الإنسان فكره وعقله للوصول إلى الحقائق، وأن لا يؤسس فكره على قواعد واهية ضعيفة من حيث المعنى كبيت العنكبوت.

أ. عبد القادر بن عزوز

التميمـــــي
13-12-2005, 03:24 PM
الغاليه

عبير الزهر

جزاك الله خير

خــــالـــــد
14-12-2005, 09:08 AM
عبير الزهر

.
.

الله يعطيك العافية

ويجزك الله خير

شكراً لك على هذا الطرح الطيب




أخوكـ/خالد

*أهداب*
14-12-2005, 12:45 PM
من المعلوم أن أسماء سور القرآن الكريم توقيفية أي أن الله هو الذي سمى السور بهذه الأسماء ، ونزل أمين الوحي جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبره بأسمائها، والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر الصحابة بها بعدما أوحي إليه بذلك ، وبهذا جزم السيوطي في كتابه الإتقان
وفي صحيح البخاري أن عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم إنهن من العتاق.
والظاهر أن وضع هذه الأسماء كان بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه، وقد جزم السيوطي في الإتقان بأنها توقيفية قال: وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار،
ولله الحكمة في ذلك .....والله اعلم
*
*
*

وهنا وضعتي لنا مثال رائع وهي سورة العنكبوت ...
وذكرتي مدلولاتها ......فجزاك الله كل خير على حسن طرحك وأثابك ..

امجاد نجد
14-12-2005, 01:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


باركِ الله فيك

موضوع رائع ومفيد

جعلة الله في موازين حسناتك

(*)~سدوومة~(*)
15-12-2005, 11:35 PM
عبير الزهر

الله يعطيك العافية

ويجزك الله خير علي ماطرحتي

كل الشكر لك بعد شكر الله

عزوز
15-12-2005, 11:46 PM
جزاك الله خير اخت عبير الزهر

بـــشـــرى
16-12-2005, 06:20 PM
الله يجزاك خير

ودمت على طاعة الرحمن

اختك .. عاشقة العقيدة

فتى سدير
16-12-2005, 06:32 PM
بارك الله فيك

سمووره
16-12-2005, 07:46 PM
عزيزتي عبير الزهر

جزاك الله كل خير وبارك الله فيك

وسبحان الله في خلقه

بغـدادالأمجاد
16-12-2005, 08:14 PM
جزاك الله خير

بارك الله فيك