المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بـَــــوحٌ وسـِـــلوة !



أهــل الحـديث
28-08-2012, 12:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



..

فِي غمْرَة الصّحْب أجُدني وَحيدَة فريدَة إلا منكَ يَا الله ..
وفِي خضْم الشّدادْ أراني يَائسَة إلا منْ روْحِكَ يا الله ..
وفِي دُجَم الأحْزانِ أشَاهِدني بائسَة إلا أن تتلافاني يا الله ..

الله - سُبحَانه - أدرَى بلوْعَة المحْزوُن ..
اللهُ - سُبحَانه - أعلمُ بشدّة المكرُوب ..

وحْده الله الذي مَاشكَوتُ لهُ حَزنا إلا رفعَ أسْجافَه ..
وحْدهُ الله الذي مابثثتُ له غما إلا كشفَ أسْداله ..

مَن كَانَ معَ الله فليْس عليْه غرْبة ..
مَن كَانَ في كنفِ الرحمَن فما توهِنه كُربَه !!

بربكُم ..
أيفرُ عبدٌ الى ربّه فـ يَخْذله ..؟!

بربكُم ..
أيفدُ سَائرٌ على الكَريمِ فـَ يردُه ..؟!

لا والله ، حُسْنَ ظنٍ به ، و يقينَا بخبَرهِ ،

أن لنْ يَرُد كسـيِرا حَسـيِرا .. أن لن يَرُد خائفـا خائبـا ..

لايلجُ القنوط قلبَا صَدقَ تعلقـُه بملاذِه
ولايسْكنُ اليَأسُ قلبآ أحْكمَ وصْـله بمولاه !

فِي القرآنِ عزاءٌ لكِلُ مغمُوم ، وفيهِ سلوَة لكُل مهمُوم ..

تتلى آيَاته ..

فما يلامسُ شغَافَ القلوبِ أعْذبَ منهَا ..
ولايلجُ جُـلجُـلانَ الجَنانِ ألذ منهَا .!

تتلى آيَاته ..

فلا يُذهبُ روْعَة المكْروبِ شيءٌ مثلها ..
ولا يذري وجعَة المحْزوُن شيءٌ مَا خلاها .!

تتلى آيَاتهُ ..

فـ تُـنبيِكَ أنَ معَ العُسْر يُسرا ..
و تشعرُكَ أن الله مع الصّابرين ..
و تحَذرُك من اليأسِ من روْح الرحمَن ..
و تبثُ في حنايَا رُوحِكَ الأمل والإيمآن ..
وتحلقُ في فوقَ مفآرقِ الرضآ والتسْـليم !

القرآنُ غيثٌ تخضوضرُ بهِ المهآمهِ المقحِلات ، فتغدو جنآتٍ نضِرات يآنعات ..

القرآنُ وابلٌ تعشوشبُ بهِ الهجَآهجُ الممْحِلات ،فتصيرُ روضآتٍ مُمرعات !

القرآنُ ينبتُ كلأ التقوى في قلوبِ البائسَين ..
القرآنُ يخرجُ ثمرَ اليقين في صُدور الحيَارى .!

وحَتمَا ..

يَسْموا بكَ حتى يُريكَ العَظيمَ من حُظوظِ الدُنيا خسِيسَا .!!
وسعيرَ المواجعِ يسيرآ .. وعذابَ الفجَائعِ عذبَا .!!

فـ تعدَ منعَ اللهِ لكَ عطاءً ..
وابتلاءَه لك تمْحيصَا وثوابا ..!

جَزى اللهُ الأحْزان عَني خيْرآ، فـ لطآلما قربَتني إلى الرحمِن - سُبحآنه - بَعد بُعْد ..

جَزى اللهِ الشدائِد عني خيرآ ، فـ لطآلمآ قآدتنِي إلى محْرابِ الضرآعَةِ بعد هَجْر ..

ماخلقَ اللهُ الدمعَ عبثآ ..

وفي البُـكَاء راحَة يَجدُها كلّ منهَك .. ويَلمسُ برْدهَا كلّ محْزون .!!
..
الليْلُ مهمَا أغدَودفَ وأرْخى سُدوله ، فإنَ سَنآ الصُبحِ يفتقُ سُدفَه !!
الليْل مهمَا تطاولَ وامْتد ديجُورهُ واشتد ، فلا مناصَ مِن نُورٍ يَهتكه !!

هَذهِ سُنة الله ..


{ إنَ معَ العُسْر يُسْرا } ..!!

مايُشمرُ العُسْر عَنْ سَاقيْه فارا ، حتى يرى عادياتِ اليسْر والبركَات مقبلات مسْرعات !!
وما تشدُ الكُربُ رحَالهَا مظعنَة ، حتى ترى اماراتِ الفرجِ وتباشيرهُ تلُوح !!

كلُ الكُربِ والهمُوم مهمَا جَـلت واشتدَت تتلاشى إذا رجَوْت لهَا ثوآبا ..
كلُ الأحْزان والغمُوم مهمآ عَظمَت واغدَوْدنَت تضمِحل إذا رجوتَ لهآ أجْرا ..
..
للهِ درُ الأشجَان والمحَن تقربُـك إلى ربك ، وتزلفكَ إليه ، وتدنيكَ منهُ ..
حَتى توقنَ ألا ملجَأ مِن الله إلا إليْه .!

..

إذا وقرَ في قلبِ المؤمِن اليقين ، هآن عليْهِ فواتُ الإربْ ، وتواثب الكُرَب ..
لأن اللهَ رؤوفُ رحيمٌ ، جوادٌ كريم ..
إمآ أن يُنولكَ مُبتغآك ، أوْ يؤتيَـك خيرآ منهُ ، أعني : أجْر الصَبْر على فقدِه !
شتآنَ بيْن خِيرتي القاصِرة ، وبيْن خيرَة الحكيمِ الخبيِر ..
" مَآ يفعَل اللهُ بـ عبْدهِ المؤمِن إلا خيْرا " .!!
أرقمُهآ يقينآ .. أرَدِدُهآ إيمآنآ ..

/
قآلـَ الغزالي - عليْهِ أندى الرحمَآت - :
" إذا رأيتَ اللهَ يحبسُ عنكَ الدُنيآ ، ويُـكثرُ عليْـكَ الشدائِد والبلوى ،
فأعلم أنكَ عزيزٌ عنده ، وأنكَ عندهُ بمَـكآن ، وأنهُ يسْـلكُ بكَ طريقَ أوليآئِه وأصْفيآئِه ، وأنهُ يَراك !
والظنُ في الله حسَن !
..
أيمآ حَزنٍ تغشآك ، أوهمّ أعْتراك ، فـ هُوَ من عِند نفسِك ، و من سُوء جَريرتِك !
أيمآ خيْرٍ تخيّرني أو شرٍ صَدفَ عني فـَ بفضل الله ..
وأيمآ شرّ تلفعَني أو خيْر تنكبَني فـ بِمآ كسبِت يدي ويعفوا الرحمنُ عَنْ كثير .!!
..
إن الذي يسيرُ على جسْر الدُنيآ وهُو يتوقى المواجِع والفوآجِع ،
كالذي ( يطأُ ) بأخمصِه على حَد صمْصآم وهُو يخشى أن يجْرحه !

الدُنيآ ..
مَرفأ الأحْزان ، ومسْـكنُ الأوجآع ، وموْئلُ المحَن ، ومثوى الكُرب ..
مآيرمقُ المرءُ في مرابعِهآ أملآ إلا أشعرهُ الموتُ أن سـَ يقطعُه ..
ومآيسْـتكملُ في مَغانيهآ بنآءً إلا نبأهُ الدهرُ أن سَـ يهدمُه .!
ومَاتبْرحُ تذيقُه من علقمها ، والسُنونُ تجرعُه من زعآقِهآ ، حَتى تُـسْـلبَ رُوحُه ..
مآ تنفكُ المحنُ بالمؤمنُ تتعاورهُ سـِهآمهآ ، حَتى ينزلهُ ذوُوهُ جَدثه !

..

ومَايعَانقُ المؤمن الراحَة الأبديَة ، إلا عندَ أوَلِ قدمٍ يضعُها في مغاني الجَنات ..
مآيُعآينُ المؤمنُ السَعآدة السَرمَدية ، إلا إذا سآر في مرابع الجنآتِ ..
- نسْألُ مِن فضلِه - ..!
..
إذا وفدَ المؤمن على اللهِ يومَ القيآمَة ، فـَ رضيَ عنهُ وأدنآهُ ، ورحمَ مسْـكَنته ، وسَكن روعَه ..
وأوردهُ ريآضَ الجِنة ، فـ كسَآهُ من حُـللهآ ، وأسْـكنهُ ظللهآ ..
فـَ قد سَعد يومئذ وهَنأ .!!
ولن يَبكيَ هنآك ، ولن يَحزَن ، ولن يغتمَ ولن يهتمْ .!

{ إنمَا أشكُو بثي وحُزني الى الله } .!

تدكُ معآقلَ الوجَع ، تنسفُ معآلمَ الألم ، تدحرُ مكآمنَ الحَزن ..
تفتتُ في عيْنيّ أيّ لغوبْ ، وتذرِي في نآظري كُلّ كَلال !

لأنَ بثَ الشكوى إلى الله يبثُ بيْن جَوانحِك راحَة تجِد روْحَهآ كلّ غـُدوٍ وروآحْ ..
فـَ يسْعى الأنسُ في حَنآيآك ..
ويختآلُ البشرُ في ثنآيآك .!
وكُـلمآ اعتلجَ برُوحي شجَن ، واضطرمَ فيهآ حَزن ..

طفقتُ أردِد /

{ إنمَآ أشكُو بَثِي وَحُزنِي إلى الله } . . وفي الله كفآية وعوَض ، ونعمَ المولى !

..

المؤمنُ لايقطعُ طمَعهُ بالرّحمَن ، ولاينصرمُ رجآءَه في الله ..
لأن اللهُ - سُبحآنهُ - حَيِيٌ كريمْ ، يسْتحِي أن يمُد عبْدٌ إليْه يديْه فيُردهمآ صِفرآ ..
مَآصَدق بآئسٌ الفرارَ إليْهِ فـَ خيبَه ..
ولآ أخلصَ طرْقَ أبوابهِ مسْـكين فـَ خذله ..
ومآ أنآخ رآكبُ رحْله في رحَآب اللهِ فـَ طرَده ..
ومآ أتآهُ عبْدٌ يمشي إلا أتآهُ سُبحآنهُ هروَلة !!

..

إذا تمكَن الإيمآنِ مِن قلبِ العبْد ، وامتلأ بالرضآ بأقدار الله ، واسْتشعرَ أن " الشوكَة " يُشآكهآ يكفرُ اللهُ بهآ من سَيئآتِه ، ويرفعُ بهآ مِن درجآتِه /
هآنَت عليْـهِ كلّ شقة ، واسْتلذَ كلّ مِشقة ..
وطربَ للكُرب ، وابتهجَ بالنصَب ..
وهَذهِ منزلة عآليَة سآميَة ، مآيلقآهآ إلا ذو حَظٍ عظيمْ ..
- نسْأل الله مِن فضلِه - !

..

دهمَني مرَة همٌ شدِيد كَفكَفني عَن العمَل ، وصَدفني عَن لجَج الكُرى ..
فـَ بتُ ليْـلة لا أعادَ الله دُجمهآ ، ولا أري مؤمنآ مِثلهآ ، فـَ بعثتُ الى بعْضِ الصآلحِين ألتمسُ دعواتِهم ، فـَ بعث اليّ أحَدهُم بـِ ومضةٍ بهيَة :
حَداني فيهآ الى الإسْتغفآر .!
فكأنمآ فطِنت لأمْر أذهلني عنهُ الهَم ..
ولزمْتُ الإسْتغفآر ليلتِي كلهآ ، فمآ أسْفر واللهِ الصُبحُ ألا وأسْفر معَه فجْرُ الفرَج ..!
فلمآ أن كشفَ اللهُ عَني حُـلكَ الكَرب ، وجلى عَني ديجُوره ..
عُدت كَمآ كُنت ، وترَكت الإسْتغفآر !
وصَدق الله :
{ وإذا مَسَ الإنسَان الضُرُ دَعَانَا لِجَنبِه أوْ قآعِدا أوْ قآئما فـَلمَا كَشَفنَا عَنْهُ ضُره مَر كأن لمْ يَدعُنا إلى ضُر مَسَه ...} ! 12 : يُونس !

طالما كسَتني الأحْزانُ لباسَ بؤسْ أوْ سِربالَ يأسْ ..
فمَا وجَدتُ بلسَما كالإسْتغفار عَلمَ الله ..
الإسْتغفارُ تنتعشُ بهِ رُوح الكئيبْ .. وتأنسُ به نفسُ المكرُوب ..
الإسْتغفار تريآقٌ للحَزانى وبلسَم .. وسُـلوةٌ لهم ومغنَم ..
الإسْتغفار يمرعُ بهِ يبآبُ القلب ، ويثمرُ بهِ مجْدابُه ..

ويمِينآ برَه صآدِقه انهُ لـَ /

يهدُ أجْـبُـلَ الصِعآب ، ويقشعُ الله بهِ الغمَم الثقآل !
ومآيلزم الإسْتغفآر مؤمنٌ إلا رأى أقآحيَ الفرجِ رأيَ العيْن ..
وانبثقت لهُ تباشيرُ اليسْر فـ شآهدهآ بلا ريْب !
..
مهمآ جُبتَ مِن جَفجَف ، أو سَلكتَ مِن صَفصَف ، أو قطعْتَ مِن نفنَف ,
أوْ خضتَ من عصَبْصَب ، أو جبتَ من سَبْسَب ، أوْ بذلتَ من سَبب ،
فلن تجِد كـ صِدقِ الفرآرِ الى المسَبب - سُبحآنه - !

لأنـَ له /

حِيآضُ جودِه مآيرِدهآ طالبٌ فـَ يصدرُ سَآغبآ ..
رياضُ فـَضله مآيفدُ عليْهآ رآجٍ فـَ يعُد خآئبآ ..
واللهُ أهلٌ للفضْـل !
..
دعواتُ الصآلحِين /

تسربلكَ بالأنسْ ، وتكسُوكَ بالسَعد ..
لهآ سَكبٌ بآردٌ على القلوب ..
لهآ انثيالٌ عذبٌ على الأفئِدة ..
ومآفي الدُنيآ ألذَ مِن دعواتِهم ، ولا أسْمى ، ولا أندى ، ولا أورق ، ولا أبهى ..
الدعواتُ إذا صَدحَت بهآ مُهجٌ مبآركَة ، قلَ أن ترَد ..!

/

اللهمّ ..
انزل على غيثآ ثجُوجآ سَحُوحَا تتلافى بهِ الفوات ، وتـُحيي بهِ الأمآل المَوات ..!

اللهمّ ..
مُن عليّ بإيمانٍ يؤمِنُني مِن مُدلهمآت الذنوبِ ، وغمراتِ الكُروب ..
فلا أغشى معَه ذنبْ ، ولا أكترثُ لـِ كَرب !

اللهمّ ..
هَبْ لي يقينآ يقيِيني نوبآتِ اليأس والبؤسِ والأسى ..
ويسَربلني أكسيَة المسّرَة والسّعد والرِضآ ..

اللهمّ ..
ايمآ ضرٍ أو عُسْر تغشآني ومآ وجَدتُ عنهُ عُندُدا إلا إليْـك ، فأجعَـله لي عندكَ قربَة وزلفى !

آمين .. آمين .. آمين ..
آمين .. آمين .. آمين .. آمين ..
آمين .. آمين .. آمين ..آمين .. آمين !

ويرحمُ الرحمنُ قآريءً قآلـ : آمين .!

ميْـمُونة الهآشمي.