المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث " مَوْتُ الْفُجَاءَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ "



أهــل الحـديث
27-08-2012, 03:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



6- " مَوْتُ الْفُجَاءَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ ".



صحيح من حديث عائشة، وعبيد بن خالد السلمي، وابن مسعود، وأبي هريرة، وعبد الله ابن عمرو، وأنس بن مالك.



فحديث عائشة له عنها ثلاث طرق:



الأول:عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عن عَائِشَةَ.



أخرجه البيهقي في الكبرى (6573) من طريق الأعمش عن زبيد عنه به.

وكذا رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (12007) من نفس الطريق، وهذا إسناد صحيح، وزبيد هو بن الحارث اليامي، ثقة أحد الأعلام وثقه غير واحد من أهل العلم.



الثاني: عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فذكره.



أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6781) عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ عنها به.



ويحيى بن العلاء هذا كذبه أحمد وقال يحيى ليس بثقة، وتركه عمرو بن علي والنسائي والدارقطني، وضعفه أبو زرعة وأبو حاتم والبخاري.



وابن سابط هو عبد الرحمن بن سابط المكي، قال فيه يحيى بن معين وأبو زرعة "مكي ثقة"،

وأما حفصة بنت عبد الرحمن فقد روى لها مسلم، وأبو داود، والتِّرْمِذِيّ، وابن ماجه، ووثقها العجلي وابن حبان.



وهذا إسناد صحيح.



الثالث:عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ؟ فَقَالَ: «رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ»



أخرجه أحمد في المسند (25042) وقال حدثنا وكيع حدثنا عبيد الله بن الوليد حدثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ؟ فَقَالَ: «رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ»



وأخرجه البيهقي في الكبرى (6573) موقوفا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، وسفيان الثوري عن عبيد الله بن الوليد وصوبه موقوفا.



وهذا إسناد ضعيف علته عبيد الله بن الوليد متروك، قال فيه النسائي وعمرو الفلاس متروك وكذا ابن حبان.



وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3883) وقال رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْطَبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ قِصَّةٌ، وَفِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.



وأما حديث ابن مسعود فله طريقان:



الأول: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَوْتُ الْفُجَاءَةِ تَخْفِيفٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَأَسَفٌ عَلَى الْكُفَّارِ.



رواه عبد الرزاق في المصنف (6776) وذكر الحديث البيهقي (3/534) وقال: " وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مِنْ قَوْلِهِ، وَرَوَاهُ الْحَجَّاجُ عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مَرْفُوعًا"



رواه ابن أبي شيبة (12007) موقوفا على ابن مسعود وعائشة وقال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَائِشَةَ، قَالَا: «مَوْتُ الْفُجَاءَةِ رَأْفَةٌ بِالْمُؤْمِنِ، وَأَسَفٌ عَلَى الْفَاجِرِ».



وهذا إسناد صحيح إن شاء الله.



الثاني: عن أَبُي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ أَقَامَ بِخُرَاسَانَ سَنَتَيْنِ وَنِصْفَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، وَلَا يَجْمَعُ، وَعَادَ ابْنَ عَمٍّ لَهُ فَلَمَسَ جَبْهَتَهُ فَوَجَدَهَا تَرشَحُ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ تَخْرُجُ رَشْحًا، وَلَا أُحِبُّ مَوْتًا كَمَوْتِ الْحِمَارِ» قَالَ مُسْلِمٌ: يَعْنِي مَوْتَ الْفُجَاءَةِ.


وهذا إسناد صحيح أبو معشر اسمه زيد بن كليب وثقه النسائي وغيره روى لَهُ مسلم، وأَبُو داود، والتِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي، وبقية رجاله رجال الشيخان والحديث أخرجه الشاشي في المسند (343-345) وقال الدارقطني في "العلل" (873) وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَوْقُوفٍ قَالَ مَوْتُ الْفُجَاءَةِ أَسَفٌ عَلَى الْكَافِرِ تَخْفِيفٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ.

فَقَالَ: يَرْوِيهِ الْأَعْمَشُ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛

فَرَوَاهُ أَبُو بكر بن عياش، عن الْأَعْمَشِ، عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.

وَرَوَاهُ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ مِثْلَ قَوْلِ الْمُحَارِبِيِّ وَقَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَعَائِشَةَ.

وَقَوْلُ الْمُحَارِبِيِّ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ.


وحديث أبي هريرة أيضا له طريق:



عنإِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّ بِجِدَارٍ أَوْ حَائِطٍ مَائِلٍ، فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: " إِنِّي أَكْرَهُ مَوْتَ الْفَوَاتِ "



أخرجه أحمد (8666) وأبو يعلى في المسند (6612) والعقيلي في "الضعفاء" 1/61، وابن عدي في "الكامل" 1/232، والبيهقي في "الشعب" (1359) من طريق أبي معاوية الضرير عن إبراهيم به.



وهذا إسناد ضعيف إبراهيم هذا ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم والبخاري والترمذي والنسائي "منكر الحديث"، وهو شبه مجمع على تضعيفه.



وأما حديث عبيد بن خالد السلمي له طريق:



عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، أَوْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ به.



وهذا إسناد صحيح رجاله رجال الشيخين أخرجه أبو داود في سننه (3110) والبيهقي في الكبرى (6570-6571) وقال وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدٍ، مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَرَفَعَهُ، قَالَ شُعْبَةُ: هَكَذَا حَدَّثَنِيهِ، وَحَدَّثَنِيهِ مَرَّةً أُخْرَى فَلَمْ يَرْفَعْهُ. أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ فَذَكَرَهُ. قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ بِهَذَا مَوْقُوفٌ.



وأخرجه أحمد في المسند (17924) عن يحيى بن سعيد عن شعبة به. و(17925) عن محمد بن جعفر عن شعبة به. وابن أبي شيبة (12010) قال حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.



وحديث أنس مرفوعا من طريق واحدة:


رواها الطبراني في الكبير والأوسط (9376) من طريقشَرِيكٌ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، - رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلَالُ قُبُلًا، فَيُقَالُ: لِلَيْلَتَيْنِ، وَأَنْ تُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا، وَأَنْ يَظْهَرَ مَوْتُ الْفُجَاءَةِ»

وقال: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ إِلَّا شَرِيكٌ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ الْمُعَافَى.(9/147).



وابن ذريح هذا وثقه أحمد وابن معين والنسائي وذكره ابن حبان في "الثقات" وروى له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود والنسائي وابن ماجه.

وشريك بن عبد الله وإن كان فيه مقال فالحديث حسن إن شاء الله.



وأخرجه ضياء المقدسي في الأحاديث المختارة(2325-2326-2327) وقال معقبا عليه إسناده حسن، ثم قال ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ ثُمَّ قَالَ وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ مُرْسَلا وَاللَّهُ أَعْلَمُ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الطَّبَرَانِيِّ يَرْفَعُهُ وَالْبَاقِي مِثْلُهُ.



وقال العجلوني في كشف الخفاء بعد أن ذكره ((وهذه الروايات بعضها يقوي بعضا))انتهى.



وللحديث شواهد من حديث عبد الله بن عمرو أخرجه أبي يوسف الفسوي في "المعرفة والتاريخ" و رواه أحمد (6594) من طريق عبد الله ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو قَبِيلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَاذَ مِنْ سَبْعِ مَوْتَاتٍ: مَوْتِ الْفُجَاءَةِ، وَمِنْ لَدْغِ الْحَيَّةِ، وَمِنَ السَّبُعِ، وَمِنَ الْحَرَقِ، وَمِنَ الْغَرَقِ، وَمِنْ أَنْ يَخِرَّ عَلَى شَيْءٍ، أَوْ يَخِرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَمِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ فِرَارِ الزَّحْفِ "

وهذا إسناد ضعيف له علتان:



الأولى: ابن لهيعة فإنه مختلط ولم يتابعه أحد على هذا الإسناد.

والثانية: مالك بن عبد الله هذا هو حُيي بن هانئ المَعافري مجهول.



وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة عند أحمد (8667) من طريق إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ غَمًّا، أَوْ هَمًّا، أَوْ أَنْ أَمُوتَ غَرَقًا، وَأَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، أَوْ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا "



وإسناده ضعيف لحال إبراهيم هذا وقد سبق الكلام عليه آنفا.



والخلاصة من هذا البحث أن الحديث صحيح مرفوعا من حديث تقدم ذكره آنفا من الصحابة والله أعلم.