المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة أكاذيب سعيد فودة في تحريف عقيدة عبد الله بن سعيد ابن كلاّب (8)



أهــل الحـديث
26-08-2012, 08:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فما زلنا في سلسة بيان أكاذيب سعيد فودة على شيخ الإسلام رحمه الله وقد قطعنا التسلسل عدة مرات بسبب مشاغبة بعض مريديه وهذه المرة نقطع التسلسل مرة أخرى بسبب سعيد فودة نفسه ،حيث تطلعت نفسي إلى سماع شريط من شرحه المزعوم على أساس التقديس للرازي ، فاصابني الذهول من هول ما وجدته من عظيم افتراءات الرجل وتحريفه لعقيدة ابن كلاب رحمه الله فرأيت من الضروري أن أعلق على ما ذكره في هذا الشريط ،ولنجعلها الحلقة الثامنة من سلسلة أكاذيبه المتواترة .
- وهذا هو الشريط العاشر شرحه لأساس التقديس للرازي رحمه الله ، ولكني لم أجد كلمة واحدة تشير أنه يشرح كتاب الرازي المذكور، بل الشريط كله كان في تحريف عقيدة ابن كلاب والرد على ابن تيمية والطعن فيه وسبه وشتمه والاستهزاء به .. وسيأتي الكلام على ذلك لاحقا ..
وفي الحقيقة فأنا لا أعتب على سعيد فودة فالرجل حاله معروف لدينا كما هو في هذه السلسلة ،ولكني أعتب على من يجلسون حوله ويرون تحريفه وتدليسه بأم أعينهم ثم يطأطئون رؤوسهم ولا يعترضون بشفت كلمه على هذا التجريف البين، بل قد يشاركونه في ذلك وهم لا يشعرون !
وأظن أن ما فعله في هذا الشريط هو نفس ما فعله في غيره فكلها تحريف في تحريف ، وسنرى هذا قريبا إن شاء الله ...
- ففي الخمس عشرة دقيقة الأولى يتكلم فودة عن نشوء الفرق وعوامل نشوئها داخليا وخارجا بكلام إنشائي لا معنى له ولا قيمه في ميزان التحقيق العلمي الذي يدعيه ..
وقد ذكر قبل ذلك أن سيعتمد في تقرير عقيدة ابن كلاّب على مصدرين أساسيين :
الأول : هو ما ذكره الأشعري رحمه الله في كتابه المقالات .
والثاني : هو ما ذكره ابن تيمية نقلا عن ابن فورك من كتاب مجرد مقالات ابن كلاب وغيره .. وهذا من عجائب فودة !!!

- وفي الخمس عشرة دقيقة الثانية بدأ في تحريف كلام ابن كلاب ،فبمجرد ذكر الأشعري لابن كلاب أخذ فودة في القول بأن الأشعري كان دقيقاً في التفريق بين ابن كلاب وأهل الحديث ،وأن أهل الحديث مفوضة قد اقتصروا فقط على ذكر نصوص الكتاب والسنة بلا زيادة ، يعني أنهم يرددون الكلام كالببغاوات دون فهم أي معنى له ،وبلا زيادة أو نقصان ! ولكن ابن كلاّب أعمل عقله وحاول أن يفهم ! وأنه تميز عليهم بذلك وأنه وأنه ..بكلام إنشائي لا معنى له ، ثم بدأ بالكذب على أهل الحديث بقوله :
أنهم لم يقولوا بأن الله سبحانه " لم يزل " بصفاته ، وأن هذه اللفظة ليست لديهم وأن هذا مما تميز به الإمام ابن كلاّب على أهل الحديث ،وكأن القوم دراويش عند سعيد فودة !
- وهذا الذي ذكره فودة عن أهل الحديث غير صحيح بل كذب عليهم وافتراءً، فقد نقل هذا اللفظ مرارا عن السلف والمحدثين ،فنقل عن إمام المحدثين أحمد بن حنبل في الرد على الجهمية وفي كتاب الخلال وعن أبو نعيم في الحلية والدارمي في نقضه وغيرهم من السلف !
ولو شئنا لنقلنا ذلك عنهم ، ولكني أقول لأتباع فودة كما يقول هو لهم : ابحثوا وستجدون ما ذكرته لكم ، وحينها قولوا لشيخكم : اتق الله فينا ولا تكذب علينا !!!

- ثم زعم فودة بعد ذلك أن ابن كلاب قد أثبت صفات اليدين والوجه والعين على أنها صفات معان، أو معنوية واحتج على ذلك بكلام غريب لا ينطلي على الصبيان ، مثل قوله : أن هذه الصفات ليست هي الله ولا هو هي .. إلخ ، دون أن يذكر وجه ذلك ودلالته على ما ذهب إليه ،وعلاقته بكون هذه الصفات صفات معاني ، بل جعل ذلك دليلا على أنها صفات معاني وفقط !!
وكلامه على هذا الرابط :
http://www.youtube.com/watch?v=P8Fo_...ature=youtu.be (http://www.youtube.com/watch?v=P8Fo_0QDMz4&feature=youtu.be)

ولا أدري بأي دلالة استدل سعيد على هذا الذي ذهب إليه ؟
فابن كلاب أصلا فيما نقل عنه لم يذكر أن العلم والارادة والقدرة وغيرها من الصفات صفات معاني !
فكيف يزعم فودة أنه رحمه الله يلحق بها صفات اليد والوجه واليدين ؟!
وأنها صفات معاني بحجة أنه ذكرها في سياق صفات القدرة والعلم وغيرها ؟
الرجل أصلا لم يثبت القدرة والعلم والإرادة صفات معاني !!!
فمن أين جاء فودة بهذا الفهم وهذا التحريف ؟!

- ثم بدأ فودة الخمسة عشر دقيقة التي تليها بالكذبة التي وعد أتباعه إياها وهي قول ابن كلاب :
" وكان يزعم أن البارئ لم يزل ولا مكان ولا زمان قبل الخلق وأنه على ما لم يزل عليه وأنه مستو على عرشه كما قال وأنه فوق كل شيء تعالى." ا.هـ
فزعم أن قول ابن كلاب بلا زمان ولا مكان يعني أن الله ليس في مكان وهذا لا بأس به فهو سبحانه منزه أن يكون في مكان ،ولكنه جعل من ذلك سببا لأن يحرّف معنى الإستواء والفوقية التي أثبتهما ابن كلاب بقوله :
" مستو على عرشه كما قال وأنه فوق كل شيء تعالى " فزعم أن الإستواء بمعنى العلو الحسي لابد وأن يكون في مكان وأن الاستواء هنا استواءا بلا مكان ولا جهة ولا مماسة ..
والحقيقة أنه لا تلازم أصلا ، فإثبات العلو والفوقية لا يلزم منها المكان مطلقا إلا عند فودة ومن على شاكلته !
فالله سبجانه وتعالى فوق جميع خلقه مستو على عرشه وليس في مكان إذ ليس فوق العرش مكان ،لأنه آخرالمخلوقات وأعلاها والله سبحانه فوقه بائن من خلقه حيث لا مكان ...
ولكن سعيد يريد أن يجعل الأمور متلازمة حتى يصل في النهاية إلى أن العلو في الاستواء إنما هو علو المكانة وعلو الرفعة والقدر، فأوهم بأن إثبات الفوقية على العرش يلزم منه " بالضرورة" إثبات المكان ، وأن هذا يخالف قول ابن كلاب "لم يزل بلا مكان ولا زمان .." وهذا غير صحيح وهو تحريف لكلام ابن كلاب وتزييف لعقيدته وسيأتي كلام ابن كلاب الذي يقصم ظهر فودة ويجعله عبرة لمن يعتبر !

- ثم أخذ فودة في الخمسة عشر الأخيرة من الساعة الأولى ،وإلى الدقيقة 52 من الشريط يواصل تحريفه لمعنى الفوقية والإستواء عند ابن كلاب ويزعم بأن الإمام ابن كلاّب لا يثبت الفوقية المكانية وإنما يثبت العلو غير الحسي والفوقية غير المكانية وأن ابن تيمية يدعي خلاف ذلك .. وسيأتي ،،
وأنا أسأل من يستمعون له ويجلسون حوله وفيهم بلا شك طالب العلم ومنهم النبيه الفاهم طالب الحق وفيهم أيضا الجاهل المقلد ..
فأولا :
أقول لهؤلاء أين كنتم عندما حرف سعيد فودة كلام ابن كلاّب في الفوقية ؟!
أين في كلام ابن كلاب ما يفيد تفسير الفوقيقة بأنها حسية أو غير حسية ،أو معنوية أو غير معنوية ؟!
أين فيما نقل عنه لا فيما حرّف سعيدكم ؟!

إن ابن كلاب لم يزد حرفا عن إثبات الإستواءوالفوقية لله سبحانه وتعالى ،فمن أين فهم فودة أن الاستواء معناه علو مكانة وأن الفوقية مثلها ؟!

- ولو فرضنا جدلا أنه يتكلم عن الفوقية المعنوية فهل يصح مع هذه الفوقية نفي المماسة والحد والجهة ؟!
يا إخواني :
إن نفي المماسة لهو أكبر دليل على إثبات العلو الحقيقي والفوقية الحقيقية وأن الله سبحانه فوق العرش بنفسه وذاته جل في علاه ! لأن هذه التي يتناسب معها نفي المماسة لا غيرها ، فلما اعتقد هؤلاء أن إثبات هذه الفوقية قد يوهم إثبات الحد والجهة والمماسة نصوا على نفيها ؟!

- يا إخواني إنكم إن أعملتم عقولكم وحررتموها من قبضة هذا الرجل ، فهمتم الكلام على وجهه الصحيح دون حاجة إلى تحريفه .. فقط ، خذوا أوراقه واقرأوها بعيدا عنه لن تدجدوا فيها شيئا مما تكلم به في هذا الشريط .. وجربوا ..

ومع ذلك فسأنقل لكم كلام ابن كلاّب الذي لم يذكره سعيد فودة تدليسا وإمعانا في الكذب عليكم، لأنه يعلم أن هذا الكلام يكشف كذبه ويهدم أصله ويبطل سحره ،فالرجل لا يؤتمن على نقل ولا فهم ، ولا تحليل ، وهو والله أقل من ذلك بكثير ، ولكن كما قيل : ومن يتخذ الغراب له دليلا ... يمر به على جيف الكلاب !!!
وهذا الذي أنقله لكم هو من نفس المجلد الذي يقفز بكم سعيد بين صفحاته، وكأنه يسخر من عقولكم وأفهامكم ويأمن مراجعتكم وراءه ، ولسان حالة : ومن يشكك في المحقق العلامة ؟
- وهذا رابط كلامه الذي سبق :
http://www.youtube.com/watch?v=T4HVT...ature=youtu.be (http://www.youtube.com/watch?v=T4HVT7nFvFs&feature=youtu.be)

* قال ابن تيمية رحمه الله في صـ 88 المجلد الأول ( ترقيم الشاملة ) :
( قال ابن فورك : وقال -يعني: ابن كلاب- في كتاب الصفات في بيان القول في الاستواء:
ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صفوة الله من خلقه، وخيرته من بريته، وأعلمهم جميعًا به، يجيز قول الأين ويقوله، ويستصوب قول القائل: إنه في السماء، ويشهد له بالإيمان عند ذلك، وجهم بن صفوان وأصحابه، لا يجيزون الذي زعموا، ويحيلون القول به قال: ولو كان خطأ كان رسول الله أحق بالإنكار له، وكان ينبغي أن يقول لها: لا تقولي ذلك، فتوهمين أنه عز وجل محدود، وأنه في مكان دون مكان، ولكن قولي: إنه في كل مكان، لأنه هو الصواب دون ما قلت، كلا لقد أجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علمه بما فيه، وأنه أصوب الأقاويل، والأمر الذي يجلب الإيمان لقائله، ومن أجله شهد لها بالإيمان حين قال، وكيف يكون الحق في خلاف ذلك؟ والكتاب ناطق به وشاهد له، ولو لم يشهد لصحة مذهب الجماعة في هذا الفن خاصة إلا ما ذكرت من هذه الأمور، لكان فيه ما يكفي، كيف وقد غرس في بَنية الفطرة، وتَعَارف الآدميين من ذلك ما لا شيء أبين منه ولا أوكد، بل لاتسأل أَحدًا من الناس عنه عربيًّا ولا عجميًّا ولا مؤمنًا ولا كافرًا، فتقول: أين ربك؟ إلا قال: في السماء، إن أفصح، أو أومأ بيده أو أشار بطرفه، إن كان لا يفصح، لا يشير إلى غير ذلك من أرض ولا سهل ولا جبل، ولا رأينا أحدًا داعيًا له إلا رافعًا يديه إلى السماء، ولا وجدنا أحدًا غير الجهمية يسأل عن ربه فيقول: في كل مكان، كما يقولون، وهم يدّعون أنهم أفضل الناس كلهم، فتاهت العقول، وسقطت الأخبار، واهتدى جهم وحده وخمسون رجلًا معه، نعوذ بالله من مضلات الفتن .
قال ابن فورك : فقد حقق رحمه الله في هذا الفصل شيئًا
من مذاهبه:
أحدها: إجازة القول بأين الله في السؤال عنه.
والثاني: صحة الجواب عنه بأن يقال في السماء.
والثالث: أن ذلك يرجع فيه إلى الإجماع من الخاصة والعامة .
قلت -أي ابن تيمية - : فقد ذكر أبو محمد بن كلاب أنه لم يخالف الجماعة في ذلك إلا نفر قليل، يَدعون أنهم أفضل الناس جهم وعدد قليل معه، وذكر أن العلم بأن الله فوق فطري، مغروز في فطر العباد، اتفق عليه عامتهم وخاصتهم.
قال أبو بكر بن فورك عقب هذا:
واعلم أن هذا ليس بمخالف لما قال في كتاب التوحيد، لأنه ليس يقول: إنه في السماء إلا اتباعًا للفظ الكتاب، في قوله عز وجل: "أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ" على معنى أنه فوقها، وردَّ ذلك إلى قوله تعالى: "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " فمن توهم عليه أنه يقول: إن الله في مكان دون مكان، أو في كل مكان فقد أخطأ في توهمه .
فقلت: أما قول ابن فورك إنه إنما قال ذلك، اتباعًا للسمع الوارد من لفظ الكتاب، فليس كذلك، :
لأنه قرر أولًا ذلك بالسنة، ثم قال:
والكتاب ناطق به، وشاهد له ثم قال:
ولو لم يشهد لصحة مذهب الجماعة في هذا الفن خاصة إلا ما ذكرنا من هذه الأمور لكان فيه ما يكفي، كيف وقد غرس في بنية الفطرة، وتعارف الآدميين من ذلك، ما لا شيء أبين منه ولا أوكد، لأنك لا تسأل أحدًا من الناس، عربيًّا ولا عجميًّا، ولا مؤمنًا ولا كافرًا، فتقول: أين ربك؟ إلا قال: في السماء إن أفصح، أو أومأ بيده أو أشار بطرفه إن لم يفصح، لا يشير إلى غير ذلك، من أرض ولا سهل ولا جبل، ولا رأينا أحدًا، داعيًا له إلا رافعًا يديه إلى السماء
فقد ذكر أنه مغروز في فطر الناس كلهم ومعارفهم في هذا الباب ما لا أبين [منه] ولا أوكد، وهو اتفاق الخلائق كلهم، إذا سئلوا أين الله؟ قالوا: في السماء، بالعبارة عنه، أو الإشارة إليه، وكذلك هم متفقون على الإشارة باليدين، في دعائه إلى السماء، وهذا الإخبار منه بأن القول بأنه في السماء والإشارة إليه، سبحانه في الدعاء وغير الدعاء، أمر متفق فيه بين الناس، وأن ذلك عندهم من المعارف الفطرية الغريزية، فكيف يقال: قولهم إنه في السماء ليس إلا لمجرد اتباع لفظ القرآن؟ وقد ذكر ابن فورك أن مقام هذا دلَّ على ثلاثة أمور:
أحدها: إجازة القول بأين الله في السؤال عنه.
والثاني: أنه دلَّ على صحته الجواب عنه، بأن يقال: إنه في
السماء.
والثالث: أن ذلك يرجع فيه إلى الإجماع من الخاصة والعامة. فكيف يقول بعد هذا منصف يظن أنه يقول إنه في السماء إلا اتباعًا للفظ الكتاب؟ وقد ذكر أن هذا إجماع من المؤمنين والكفار والعرب والعجم، فهل ما يكون بهذه المنزلة لا يقال إلا لمجرد التوفيق على لفظه؟ وقد ذكر ابن فورك من كلامه في غير هذا الموضع، ما يبين أنه كونه فوق العالم صفة معلومة بالعقل، لا تتوقف على السمع، وإنما المعلوم بالسمع استواؤه على العرش.

قال ابن فورك : فصل آخر في بيان تحقيق قوله:
إن إطلاق وصفه سبحانه وتعالى بأنه فوق واجب، من كلام ذكره في كتاب الصفات في باب الاستواء على العرش:
قال: قد قلنا ونقول إنه عز وجل فوق كل شيء لم يكن بين طبقين قال ابن فورك : وقال في هذا الباب، من هذا الكتاب، عند تفسير الاستواء: إن الاستواء هو العلو، وإنما سمي العلو استواء، لعلة المستوى عليه، إذ لم يكن فوقه شيء، فقوله: استوى على العرش؛ هو أن الله -سبحانه وتعالى- قد كان ولا شيء غيره، ثم خلق العرش فجعله أعلى خلقه، فقيل: هو مستو عليه، لما كان عاليًا عليه، لم يكن بين " طبقتين " ، فيكون فوقه شيء، وليس هو مماس للعرش ) ا.هـ
قال ابن فورك :
فبين هذا من قوله، إنه يطلق الاستواء للخبر الوارد، والقول: بأنه فوق لنفي كونه بين طبقتين، لا معنى القهر والاقتدار، خلافًا لقول من يزعم من المخالفين؛ إنه فوق بمعنى: القهر والغلبة والقدرة والعزة والعظمة فحسب .

- قلت -أي ابن تيمية - أمَّا الاستواء، فقد ذكر أنه صفة خبرية سمعية، وأمَّا القول بأنه فوق، فإنه لم يجعل معناه سلبيًّا، بل جعل السلب دليلًا على الفوقية، فقال: ولكنَّا نقول: إنه عز وجل فوق كل شيء، لكيلا يكون بين طبقتين، فأخبر أنه أثبت الفوقية، لئلا يلزم أن يكون داخل العالم أو خارجه فأثبت أنه خارجه، لئلا يلزم أن يكون داخله، أو لو أمكن أن لا يكون بين طبقتين، ولا يكون فوق العالم، لم يكن نفي أحدهما دليلًا على ثبوت الآخر، كما يقوله النفاة، وهو قد صرح بهذا في غير موضع. ) ا.هـ

* - إن هذا النقل الطويل الذي أخفاه فودة عن طلابه وتحداهم أن يقرأوا الكتاب من أوله إلى آخره فلن يجدوا إلا الإشكالات عند ابن تيمية ،فيه تكذيب لفودة وإبطال لمنهجه الجهمي وملخصه كما ذكر ابن فورك في مسائل :
1 - ففيه تصحيح السؤال عن الله سبحانه " بأين " ، وهذا يكذب فودة في قوله عن ابن كلاب بأنه ينفي الأين عن الله عندما ذكر أنه لم يزل بلا مكان ففي هذا النقل الصريح قد جوز ابن كلاب السؤال بأين بل ذكر رحمه الله أن الجهمية هم الذين يمنعون ذلك ويحيلونه ! فما أبهتك يا فودة !!!
2 - وفيه إثبات أن الله سبحانه فوق خلقه بنفسه وأنها ليست كما يدعي فودة والأشاعرة فوقية معنوية أو فوقية قهر وغلية ،بل نص على " أنه سبحانه مستو عليه، لما كان عاليًا عليه، لم يكن بين " طبقتين " ، فيكون فوقه شيء، " وليس هو مماس للعرش " ا.هـ

وهذا الكلام صريح في إثبات الفوقية الذاتية ولا أقول المكانية كما يحلو لفودة وأتباعه لأنه ليس ثمة مكان مخلوق فوق العرش أصلا !!
3 – وفي قوله " وليس هو مماس للعرش " ا.هـ تصريح بنفي المماسة عند ابن كلاب و التي يزعم فودة أن ابن تيمية ينسب إليه إثباتها بإلزامات باطلة وتحريفات فاسدة .. وسيأتي الكلام عليها .
4- في هذا النقل تصريح ابن كلاب أن جميع الخلائق كافرهم ومؤمنهم قد فطروا على إثبات العلو والفوقية لله سبحانه وتعالى وهذا مما يشنع به فودة على ابن تيمية في كاشفه !
فها هو قد ثبت عن إمامه وشيخ طريقته تصريحا صارخا لا يحتمل !!
فيا ضياع جهدك يافودة الذي أنفقته في التحريف والتدليس ،وتأليف الكتب والكراريس !!!
5- أن في هذا النقل تكذيب لما يدعيه فودة من أن ابن كلاّب قد أثبت الإستواء لمجرد الخبر الوارد فقط ،فكلامه رحمه الله صريح في اعتماده على الحجج الشرعية والعقلية وما فطر عليه الخلائق جميعا من كون الرب في السماء .
6- أن ابن كلاب يثبت أن الإشارة إليه سبحانه بالدين في الدعاء من أعظم أدلة إثبات العلو وهذا ينكره فودة المحرف ويشنع على ابن تيمية وكأنه انفرد بذلك ..
7- إن كلام ابن كلاب هذا أصل عظيم في نقض كلام الرازي في كتابه أساس التقديس الذي يشرحه فودة ،فإنه بإثباته أن الرب سبحانه على عرشه فوق جميع خلقه بنفسه ومع ذلك يقررأنه ليس بجسم ، يبطل قول الرازي بأن كون الرب في فوق العرش يلزم منه إثبات الحد والجهة والتركيب والانقسام وكل لوازم التجسيم!
فالقولين متقابلين متعارضين ، - إلا إذا تدخل فودة – ابن كلاّب يقول هو فوق العرش وليس بجسم ،والرازي يقول كونه فوق العرش يلزم منه أن يكون جسماً !
فأيهما نصدق ؟ وأيهما يصح قوله ؟ وأيهما كلامه يعقل ؟!
إن فودة يجني على نفسه وهو لا يدري ..
وفي النقل غير ذلك من المعاني التي تفضح فودة وتعريه وتجعله في حاجة لأن يستر وجهه عن أتباعه ومريديه ، فيبطل كل ما حرفه فودة من عقيدة كلام ابن كلاب رحمه الله ...


وثانيا:
- لقد زعم فودة في هذا الشريط أن ابن تيمية لما أنكر على ابن فورك زيادته على نص الأشعري من نفي الحد والمماسة والتحيز إنما فعل ذلك لأن ابن تيمية نفسه يثبت المماسة وغيرها !!
ولأن ابن تيمية يزعم ان ابن كلاب يثبت المماسة !!!
فأين في كلام ابن تيمية رحمه الله ما يفيد أنه يثبت المماسة ؟!
أو أنه يقول بأن ابن كلاب يثبت المماسة ؟!
- قد يكون الكذب رخيصا ، لكن المؤمن لا يكذب كما قال صلى الله عليه وسلم ..
ولو ادعينا على فودة بأنه قال كلمة ما لم ينص عليها نصا حرفيا لأقمتم الدنيا وما أقعتموها ، ولكن عندما يخرّف ويدعي على ابن تيمية الأكاذيب ويلزمه بإلزامات لا تصح ولا تعقل تصدقوه وتسلموا له ..!!

وثالثا :
- ومن الدقيقة 52 وإلى نهاية الشريط ، زعم فودة أن في كلام ابن تيمية إشكالية كبيرة ،وذلك أن ابن تيمية قد قال بما يفيد أن ابن كلاب يقول بمماسة الله سبحانه وتعالى للعرش ، ثم نقل- أي ابن تيمية – بعد ذلك في موضع آخر عن ابن كلاب أنه ينفي المماسة ، ثم ذكر فودة أن هذه الإشكالية توجب على ابن تيمية أن يتراجع أو أن يعترف بخطأه ولكن ابن ابن تيمية لم يفعل ذلك وان ابن تيمية غير أمين ولا فاهم ولا يستحق ان يكون باحثا أصلا !!!
وأن فودة لو كان مكانه لتراجع مباشرة او اعترف بخطئه !!!
وكل ما ذكره فودة باطل وكذب لا شك فيه !!!
*- فالإشكالية التي يزعمها سعيد في كلام ابن تيمية هو الذي اصطنعها بتحريفه للكلام وتحويره عن معناه !!
- ففي كلام ابن فورك الأول تكلم ابن تيمية على أن ابن فورك قد زاد على ما نقله الأشعري في المقالات عن ابن كلاب فقال :
(وأيضًا فلفظ الأشعري في كتاب المقالات عن ابن كلاب : أن الباري لم يزل، ولا مكان ولا زمان قبل الخلق، وأنه على ما لم يزل عليه، وأنه مستو على عرشه كما قال، وأنه فوق كل شيء تعالى فزاد ابن فورك : لا بحد ولا مماس، أو مفارقة بعزلة أو تحيز ) ا.هـ
فزعم فودة أن ابن تيمية إنما قال ذلك لأن هذه الزيادة "لا بحد ولا مماس .." إنما يقول بها ابن تيمية ، وينسبها لابن كلاّب !! وهذا من أكاذيب فودة !!!
والأمر أن ابن تيمية إنما تكلم عن مجرد الزيادة من ابن فورك على كلام الأشعري ، وقال الثابت عن ابن كلاب هو ما ذكره الأشعري عنه وما ذكره ابن فورك كان من عنده بناء على فهمه أو تفسيرا لما يظنه حقا با جتهاده ، ونقل على ذلك شواهد كثيرة وفي هذا الموضع قال : (وهذه الألفاظ موجودة، هي أو ما يوجب الإثبات في كلام ابن كلاب كما سيأتي، لكن اللفظ الذي نقله الأشعري عنه هو ما تقدم فقط،) ا. هـ –وكأن في العبارة سقط ما -
فأين في هذا الكلام ما يدل على أن ابن تيمية يثبت الحد والمماسة والجهة كما يزعم فودة ؟!
يا إخوان إن كلام فودة مجرد إدعاء من عنده يزعم أن هذا فهمه وأنه هو الفهم الصحيح فأعملوا عقولكم يا عباد الله ..
ابن تيميية يقول : إن ما ذكره ابن فورك زيادة عما ذكره الأشعري رحمه الله ،حيث أنه ينقل عن المقالات للأشعري ، فلما حرف فودة كلام ابن تيمية الأول ،وزعم أن ابن تيمية إنما قال ذلك لأن ابن كلاب يثبت المماسة جاءت الإشكالية التي يزعمها فودة في تعليق ابن تيمية على كلام ابن فورك الثاني ،والذي نفى فيه ابن كلاب المماسة،!!
والحقيقة ان ليس بين النصين تعارض أصلا !!!
فابن تيمية لم يثبت المماسة ولا قال إن ابن كلاب أثبتها وإنما ذلك من تحريفات سعيد !
فالإشكالية ابتداء ًهي من صنع فودة وتحريفه.

فلما ذكر ابن تيمية في الكلام الأول أن ابن فورك زاد من عنده على كلام الأشعري ما ذكر ، أوهم فودة أن ابن تيمية إنما اعترض على هذه الزيادة لأنه يثبت ما فيها ومنها المماسة وأنه يقول بأن ابن كلاب يثبتها أيضا ،وأن ابن فورك إنما كذب على ابن كلاب في نقله عنه .. فجعلها قصة درامية
ثم لم أحكم الكذبه جاء ونقل من كلام ابن فورك عن ابن كلاب بأن ابن كلاب ينفي المماسة ...
فجعل وكأن ابن تيمية وقع في حرج وتناقض ،لأنه –أي ابن تيمية - قال أن ابن كلاب يقول بالمماسة ثم نقل عنه بعد ذلك أنه ينفي المماسة !! والرجل لم يقل هذا ولا هذا أصلا !!!
- فابن تيمية رحمه الله يقر في النقلين بأن ابن كلاب ينفي المماسة ، وينقل ذلك في غير ما موضع من كلامه وذلك لأن ابن كلاب رحمه الله يثبت العلو والفوقية والمباينة لله سبحانه وتعالى !
ومن يثبت المباينة ينفي المماسة بالضرورة !
وهذا ما يخفيه فودة عن أتباعه بكل حيله ،فيقفز من فوقه بين الصفحات وهم نائمون مسلمون له !!
- بل الأمر عند ابن كلاب أوضح وأصرح من ذلك فهو ينكر على الجهمية قولهم بنفي المماسة والمباينة معا ، والقول بأن الله لا خارج العالم ولا داخله والذي لم يذكره فودة الأمين من عقائد ابن كلاب موضوع الدرس !!!
وهذا قول ابن فورك عن ابن كلاب : (قوله: «وأخرج من النظر والخبر قول من قال: لا هو في العالم ولا خارج منه، فنفاه نفيًا مستويًا، لأنه لو قيل له: صفه بالعدم، ما قدر أن يقول فيه أكثر منه، وردَّ أخبار الله نصًّا، وقال في ذلك بما لا يجوز من خبر ولا معقول، وزعم أن هذا هو التوحيد الخالص، والنفي الخالص عندهم، هو الإثبات الخالص، وهم عند أنفسهم قياسيون ) ا.هـ1/42
هذا كل ما في الأمر وهذا هو ما يقوله ابن تيمية ويوافقه عليه لا كما يكذب فودة ويفهم أتباعه عكس ذلك، بالحيل ولي ّ أعناق الكلام وتركيب اللوازم التي لا يقبلها عاقل !!!
فأين عقولكم يا كرام ؟!!
ووالله إن ما ذكره فودة في هذا الشريط لا يستحق تأخير الصلاة التي أخرتموها لأجله، فلا بارك الله في شيء أضاع الصلاة ، وكلها تحريفات وتلبيسات لا بارك الله فيها ، فقد ضاعت عليكم صلاة الجماعة في شهر رمضان المبارك ، فاتقوا الله وأعملوا عقولكم فإن الله سائلكم عن ذلك ...
وسيأتي تفريغ بعض كلامه والتعليق عليه لاحقا إن شاء الله،
وهذا هو شريطه بالكامل :
http://www.youtube.com/watch?v=oz1OCU5Y11Y
الله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما ..