المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل قصة سلامة الترجمان صحيحة



أهــل الحـديث
26-08-2012, 02:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


والقصة كما ذكرها المؤرخون غنه قال :
أن الواثق لما رأى في المنام أن السد الذي سده ذو القرنين ببناء بين يأجوج ومأجوج انفتح وجهني فقال: عاينه واتني بخبره، وضم إليَ خمسين رجلاً ووصلني بخمسة آلاف دينار وأعطاني ديتي عشرة آلاف درهم، وأمر بإعطاء كل رجل معي ألف درهم ورزق ستة أشهر، وأعطاني مائتي بغل يحمل الزاد والماء. فشخصنا من سر من رأى بكتاب من الواثق إلى إسحاق بن إسماعيل صاحب أرمينية وهو بتفليس، في إنفاذنا فكتب لنا إلى إسحاق صاحب السرير، وكتب لنا ذاك إلى ملك الدان، فكتب لنا إلى قلانشاه، فكتب لنا إلى ملك الخرز، وسرنا من عند ملك الخرز، يوماً وليلة، ثم وجه معنا خمسين رجلاً أدلاء، فسرنا من عنده خمسة وعشرين يوماً، ثم سرنا إلى أرض سوداء منتنة الريح وقد كنا تزودنا قبل دخولها طيبَاً نشمه للرائحة المكروهة، فسرنا فيها عشرة. أيام، ثم صرنا إلى مدن خراب فسرنا فيها سبعة وعشرين يوماً فسألنا عن تلك المدن التي كان يأجوج ومأجوج طرقوها فخربوها، ثم صرنا إلى حصون بالقرب من جبل السد في شعب منه.
وفي تلك الحصون قوم يتكلمون بالعربية والفارسية مسلمون يقرأون القرآن، لهم كتاتيب ومساجد، فسألوا: من أين أقبلتم؟ فأخبرناهم أنا رسل أمير المؤمنين، فأقبلوا يتعجبون ويقولون: أمير المؤمنين! قلنا: نعم،فقالوا: أشيخ هوأم شاب؟ فقلنا: شاب، فتعجبوا وقالوا: أين يكون؟ قلنا: بالعراق في مدينة يقال لهاسرمن رأى، فقالوا:ما سمعنا بهذا قط.
ثم سرنا إلى جبل أملس ليس عليه خضراء، وإذا جبل مقطوع بواد عرضه مائة وخمسون ذراعاً، وفيه السد، وإذا عضادتان مبنيتان للمشي مما يلي الجبل من جنبتي الوادي، عرض كل عضادة خمسة وعشرون ذراعاً الظاهر من تحتها عشرة أذرع خارج الباب، وعليه بناء مكين من حديد مغيب في نحاس في سمك خمسين ذراعاً. وإذا دروند حديد طرفاه على العضادتين، طوله مائة وعشرون ذراعاً، قد ركب على العضادتين، على كل واحد بمقدار عشرة أذرع في عرض خمسة أذرع، وفوق الدروند بناء بذلك الحديد المغيب في النحاس إلى رأس الجبل فىِ ارتفاعه مدّ البصر، وفوق ذلك شرف حديد في كل شرفة قرنان يشير كل واحد منهما إلى صاحبه وإذا باب حديد مصراعين معلقين، عرض كل مصراع خمسون ذراعاً في ارتفاع خمسين ذراعاً في ثخن خسمة أذرع، وقائمتاهما في دوارة في قدر، وعلي الباب قفل طوله سبعة أذرع في غلظ ذراع الاستدارة، وارتفاء القفل من الأرض خمس وعشرون ذراعاً، وفوق القفل بقدر خمس أذرع غلق طوله أكثر من طول القفل، وقعر، كل واحد منهما ذراعان، وعلى الغلق مفتاح مغلق طوله ذراع ونصف، وله اثنتا عشرة دندانجة كل واحد كدستج أكبر ما يكون من هاوون معلق في سلسلة طولها ثمانية أذرع في استدارة أربعة أشبار، والحلقة التي فيها السلسلة مثل حلقة المنجنيق، وعتبة الباب عشرة أذرع بسط مائة ذراع سوى ما تحت العضادتين، والظاهر منها خمس أذرع، وهذا الذراع كله بالذراع السوداء.
ورئيس تلك الحصون يركب في كل جمعة في عشرة فوارس مع كل فارس مرزبة حديد، في كل واحدة خمسون ومائة منّ، فيضرب القفل بتلك الموزبات في كل يوم مرّات ليسمع من نقباء الباب الصوت، فيعلموا أن هنالك حفظة، ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا في الباب حدثا، وإذا ضرب أصحابنا القفل وضعوأ اذانهم فيسمعون بمن داخل دوياً.
وبالقرب من هذا الموضع حصن كبير يكون وعشرة فراسخ في عشر فراسخ بكسر مائة فرسخ ومع الباب حصنان يكون كل واحد منهما بمائتي ذراع قي مائتي ذراع، وعلى باب هذين الحصنين شجرتان، وبين الحصنين عين عذبة، في أحد الحصنين آلة البناء الذي كان بني به السد من القدور والحديد والمغارف الحديد، على كل أنصبة أربع قدور مثل قدور الصابون، وهنالك بقية من اللبن قد التزق بعضها ببعض من الصداء، واللبنة ذراع ونصف في سمك شبر.
وسألوا من هنالك: هل رأوا أحداً من يأجوج ومأجوج، فذكروا أنهم رأوا مرّة عدداً فوق الشرف، فهبت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبهم، فكان مقدار الرجل منهم في رأي العين شبراً ونصفاً. قال سلام الترجمان: فلما انصرفنا أخذتنا الأدلاء إلى ناحية خراسان فسرنا إليها حتى خرجنا خلف سمرقند سبع فراسخ، وقد كان أصحاب الحصون زودونا ما كفانا، ثم صرنا إلى عبد اللّه بن طاهر. قال سلام: فوصلني بمائة ألف درهم، ووصل كل رجل معي بخمسمائة درهم. وأجرى للفارس خمسة دراهم وللراجل ثلاثة دراهم في كل يوم إلى الذي. فرجعنا إلى سرمن رأى بعد خروجنا بثمانية وعشرين شهراً.
قال ابن خرداذبه: فحدثني سلام الترجمان بجملة هذا الخبر ثم أتليته من كتاب كتبه الواثق.