المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علّمني رمضان!



أهــل الحـديث
25-08-2012, 04:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



فارقَنا رمضان ؛ إلّا أنّهُ تركَ خلفَهُ وقفاتٍ ودروسٍ وعبرَ كثيرة ، تأبى إلا أن تلازمَ الفكرَ بعدَ مُضيِّه!

علّمني رمضان أنَّ: الحياةَ أنفاسٌ معدودة ، ودقائقُ سرعانَ ما تنقضي وتمضي!

علّمني رمضان أنَّ: في العمرِ فرصةٌ للتّوبةِ والآوبة والعودِ إليهِ سُبحانَه والتجرُّدِ من الذّنوب والخطايا والرزايا ؛ من انتهزَها ؛ فقد حازَ الخيرَ كُلَّه!
ولا شكّ أنّ فرص التوبة لا تنقضي حتّى يأذنَ الله ؛ إلّا أنَّ رمضان فرصةٌ عظيمة للتّوبةِ والأوبة .


علّمني رمضان أنّ : العطايا والمنحُ الربّانيّة يهبُها الإله لمن يشاءُ من عباده ؛ ومن أحسنَ فلنفسه ومن أساءَ فعليها!

علّمني رمضان أنَّ : القبائحَ والرّذائل ومستنكراتِ الأمور بإمكانِ المرء أن يتركُها ويفارقَها فِراقاً لا رجعةَ فيه! إلّا أنَّه اتّباعُ هوى النّفس والشّيطان! وإلّا ؛ فمن أمسكَ نفسَه عن الخطايا والرّزايا شهراً كاملاً أمكنَهُ أن يكفَّها عنه في باقي الشّهور والدّهور!

علّمني رمضان أنَّ : الخيرَ في أمّةِ الإسلامِ عظيم ونفعها عميم! إلّا أنّها الهمم وباثّيها في النّفُوس يُثبّطُهم رحيلُ رمضان عن المُضيِّ قدُماً! وهذا ما يولدُ القصورَ ويبعثُ على التّراخي!

علّمني رمضان أنّ : ثمّةَ مقدرة على كفِّ اللسان وحفظِ الجوارحِ والأركان من كُلِّ ما يسوؤُها ويعيبها من منكراتِ الأقوالِ والأعمال!

علّمني رمضان أنّ : اللهَ سُبحانه لا يأمرُ وينهى إلّا لحكمةٍ ظاهرةٍ أو باطنة ، وأنّهُ سبحانَه أعلم وأرحم بأحوالِ العباد من أنفسهم سُبحانه!

علّمني رمضان أنَّ : استشعارَ فضلِ وبركةِ الزّمانِ له بالغ الأثر على الأنفس والقلوب! فما لنا لا يدومُ لنا هذا في سائرِ الأوقاتِ والأحوال؟؟ إذ فضلُ أوقاتِ المُسلم لا تخفى على طالبِ علمٍ حريصٍ استغلاِل كُلِّ لحظةٍ من لحظاتِ عُمرِه ..

علّمني رمضان أنَّ : العبادَ بحاجتهم وتوجّههم إليهِ سُبحانه سواسية لا مجالَ ليُزيَّنَ للمُحسن حُسنُ عملِه ؛ فهذا رسولُ الله إذا أقبلت العشر " أحيى ليلَه ، وشدَّ مأزرَه ، وأيقظَ أهلَه " .

علّمني رمضان أنَّ : حماسةَ البداية لا تُغني عن التّقصيرِ في النّهاية! فإنّما الأعمالُ بالخواتيم ، ونقصُ البدايات يسدُّهُ كمالُ النّهايات ..

علّمني رمضان أنَّ : عبادَ اللهِ المتّقين في جدٍ ومسابقةٍ واجتهاد وأكثر ما يكونون اجتهادا في الفرص العظيمة التي يهبُها اللهُ لعبادِه! وأنّ التّقوى والتعلُّق به سُبحانَه أكثر ما يظهر في هذه الأوقات الفضيلة ..

علّمني رمضان أنَّ : بذلَ الوقتِ فيما هو فائضٌ عن الحاجة من طعامٍ وشرابٍ وزيارة ما هوَ إلّا تضييعٌ للجهود ـ، وإهدارٌ لجزيلِ الأجور ..

هذا و نسألُ اللهَ أن يبلّغَنا رمضانَ القادم ، وأن يوفّقنا لاغتنامِ سائرِ الأوقاتِ والأعمار ..

وكتبت صبيحةَ 26-رمضان- 1433 هـ / 16-7-2012 إفرنجيّة ..

الطّويلبة ..