aa11
09-12-2005, 01:48 PM
فهد عامر الاحمدي
أعرف طالباً في أمريكا وقع في مشكلة قانونية بسيطة فخيّره القاضي بين عقوبتين.. قضاء 30يوماً في السجن أو
إنفاق 10ساعات في (خدمة المجتمع).. فوافق الشاب على العقوبة الثانية هرباً من السجن - وفي نفس الوقت استفاد
المجتمع من خدمة مجانية يعود نفعها على الجميع!!
(وخدمة المجتمع) تستعمل في بعض الدول كنوع من التعزير في الجنح والمخالفات البسيطة.. وقد يقضيها المذنب في
خدمة دار للأيتام أو نزل للعجزة أو في أحد أقسام الطوارئ.. وبالإضافة إلى أنها (عقوبة وتعزير) تقدم خدمة مجانية
للصالح العام - ناهيك عن اقتصادها في ميزانية السجون واكتظاظها بالنزلاء!
أما في معظم الدول فيكاد يكون "السجن" العقوبة الوحيدة التي لا تفرق بين قاطع إشارة وقاطع رأس.. ورغم ان
السجن يعد واحداً من أقدم أنواع العقوبات انتشاراً، إلا أن دوره الأساسي هو حجز الأشرار عن المجتمع المدني ومنع
المجرم من تكرار جريمته.. أما في المخالفات والجنح البسيطة فغالباً لا يشكل المذنب خطراً على المجتمع (فالأشخاص
المحترمون قد يقطعون الإشارة ويشتمون موظف البنك ويصفعون جيرانهم في لحظة غضب) ولكن هذا لا يجعلهم مجرمين
أو خطرين من الناحية القانونية.. بل على العكس قد يتحولون لذلك إن تمت معاقبتهم بقسوة أو بصورة غير انسانية - أو
تم حشرهم مع المجرمين واللصوص في السجون العامة!!
لهذا السبب من المهم اختيار (وابتكار) عقوبة غير السجن تتناسب مع طبيعة المخالفة ذاتها.. فقد يكون التعزير بـ (الاحراج)
مناسباً للأشخاص المحترمين وذوي الأصل النبيل (والاعتذار علناً) مناسباً للمشهورين والمعروفين (وخدمة المجتمع)
للشباب والمراهقين لتعليمهم أهمية المشاركة وتحمل المسؤولية..
ولأن المقال "لا يكتمل إلا بالمثال" فسأسرد نماذج حقيقية لعقوبات مبتكرة أصدرها قاض معروف في ولاية أوهايو
يدعى Misheal Ciccontti:
ففي الأسبوع الماضي فقط سرق موظف محترم شريطاً من احد محلات الفيديو فعاقبه بالوقوف أمام المحل لمدة اسبوع
وهو يحمل لوحة كتب عليها (السرقة عمل مشين)!
وحكم على مراهق ضرب رجلاً مسناً بالخدمة لشهرين في أحد بيوت العجزة.
كما حكم على سبعة شباب بزرع سبعين شجرة بعد قطعهم بعض الأشجار العامة وبيعها كحطب!
وحكم على رجل سكران (وضع قطته بالفرن) بإطعام القطط في حديقة بنسلفانيا لشهرين كاملين!
وحين اتهم أحد المحامين شرطة الولاية بالرشوة والفساد - في أحد البرامج التلفزيونية - طالبه بتقديم الدليل أو نشر
إعلانات يعتذر فيها عن هذا الاتهام!!
وحين قبضت الشرطة على أحد الأطباء بتهمة شرب الكحول أثناء القيادة خيره بين السجن لمدة ستة أشهر، أو إلقاء
محاضرات في المدارس عن أضرار الكحول!!
وحين قطع أحد المواطنين الحبل الموصل إلى جرس الكنيسة (بحجة ان الجرس يزعجه في يوم إجازته) حكم عليه بإعادة
وصل الحبل وقرع الجرس كل يوم أحد!!
وأخيراً، هناك سائق باص منع امرأة تحمل رضيعاً من دخول الباص بحجة أن طفلها يبكي.. وحين دفعها إلى الخارج
سقطت على الرصيف وانفلت الطفل من يدها (... وهذه المرة سأترك لكم تخمين العقوبة التي فرضها القاضي علي
السائق)!!
.. وهذه مجرد نماذج لعقوبات مبتكرة تعتمد على مبدأ "الجزاء من جنس العمل".. وهي لا تتجاوز فقط قسوة السجن
وإضراره بالفرد والأسرة، بل وتخدم المجتمع بطريقة راقية ترضي كافة الأطراف..
ومقالنا هذا دعوة صريحة لابتكار طرق أكثر فعالية من "السجن" بخصوص المخالفات والجنح البسيطة.. كما إنها دعوة
لتوجيه العقوبات التعزيرية لخدمة الصالح العام (بدل تعطيلها في حالة سجن المذنب لفترة طويلة)!!
وقبل أن أنسى:
.. حكم القاضي على سائق الباص بحمل الطفل خلف الأم لمدة أسبوعين!!
لماذا لا نطبق مثل هذا العقوبات ... أفضل من السجن ..
أعرف طالباً في أمريكا وقع في مشكلة قانونية بسيطة فخيّره القاضي بين عقوبتين.. قضاء 30يوماً في السجن أو
إنفاق 10ساعات في (خدمة المجتمع).. فوافق الشاب على العقوبة الثانية هرباً من السجن - وفي نفس الوقت استفاد
المجتمع من خدمة مجانية يعود نفعها على الجميع!!
(وخدمة المجتمع) تستعمل في بعض الدول كنوع من التعزير في الجنح والمخالفات البسيطة.. وقد يقضيها المذنب في
خدمة دار للأيتام أو نزل للعجزة أو في أحد أقسام الطوارئ.. وبالإضافة إلى أنها (عقوبة وتعزير) تقدم خدمة مجانية
للصالح العام - ناهيك عن اقتصادها في ميزانية السجون واكتظاظها بالنزلاء!
أما في معظم الدول فيكاد يكون "السجن" العقوبة الوحيدة التي لا تفرق بين قاطع إشارة وقاطع رأس.. ورغم ان
السجن يعد واحداً من أقدم أنواع العقوبات انتشاراً، إلا أن دوره الأساسي هو حجز الأشرار عن المجتمع المدني ومنع
المجرم من تكرار جريمته.. أما في المخالفات والجنح البسيطة فغالباً لا يشكل المذنب خطراً على المجتمع (فالأشخاص
المحترمون قد يقطعون الإشارة ويشتمون موظف البنك ويصفعون جيرانهم في لحظة غضب) ولكن هذا لا يجعلهم مجرمين
أو خطرين من الناحية القانونية.. بل على العكس قد يتحولون لذلك إن تمت معاقبتهم بقسوة أو بصورة غير انسانية - أو
تم حشرهم مع المجرمين واللصوص في السجون العامة!!
لهذا السبب من المهم اختيار (وابتكار) عقوبة غير السجن تتناسب مع طبيعة المخالفة ذاتها.. فقد يكون التعزير بـ (الاحراج)
مناسباً للأشخاص المحترمين وذوي الأصل النبيل (والاعتذار علناً) مناسباً للمشهورين والمعروفين (وخدمة المجتمع)
للشباب والمراهقين لتعليمهم أهمية المشاركة وتحمل المسؤولية..
ولأن المقال "لا يكتمل إلا بالمثال" فسأسرد نماذج حقيقية لعقوبات مبتكرة أصدرها قاض معروف في ولاية أوهايو
يدعى Misheal Ciccontti:
ففي الأسبوع الماضي فقط سرق موظف محترم شريطاً من احد محلات الفيديو فعاقبه بالوقوف أمام المحل لمدة اسبوع
وهو يحمل لوحة كتب عليها (السرقة عمل مشين)!
وحكم على مراهق ضرب رجلاً مسناً بالخدمة لشهرين في أحد بيوت العجزة.
كما حكم على سبعة شباب بزرع سبعين شجرة بعد قطعهم بعض الأشجار العامة وبيعها كحطب!
وحكم على رجل سكران (وضع قطته بالفرن) بإطعام القطط في حديقة بنسلفانيا لشهرين كاملين!
وحين اتهم أحد المحامين شرطة الولاية بالرشوة والفساد - في أحد البرامج التلفزيونية - طالبه بتقديم الدليل أو نشر
إعلانات يعتذر فيها عن هذا الاتهام!!
وحين قبضت الشرطة على أحد الأطباء بتهمة شرب الكحول أثناء القيادة خيره بين السجن لمدة ستة أشهر، أو إلقاء
محاضرات في المدارس عن أضرار الكحول!!
وحين قطع أحد المواطنين الحبل الموصل إلى جرس الكنيسة (بحجة ان الجرس يزعجه في يوم إجازته) حكم عليه بإعادة
وصل الحبل وقرع الجرس كل يوم أحد!!
وأخيراً، هناك سائق باص منع امرأة تحمل رضيعاً من دخول الباص بحجة أن طفلها يبكي.. وحين دفعها إلى الخارج
سقطت على الرصيف وانفلت الطفل من يدها (... وهذه المرة سأترك لكم تخمين العقوبة التي فرضها القاضي علي
السائق)!!
.. وهذه مجرد نماذج لعقوبات مبتكرة تعتمد على مبدأ "الجزاء من جنس العمل".. وهي لا تتجاوز فقط قسوة السجن
وإضراره بالفرد والأسرة، بل وتخدم المجتمع بطريقة راقية ترضي كافة الأطراف..
ومقالنا هذا دعوة صريحة لابتكار طرق أكثر فعالية من "السجن" بخصوص المخالفات والجنح البسيطة.. كما إنها دعوة
لتوجيه العقوبات التعزيرية لخدمة الصالح العام (بدل تعطيلها في حالة سجن المذنب لفترة طويلة)!!
وقبل أن أنسى:
.. حكم القاضي على سائق الباص بحمل الطفل خلف الأم لمدة أسبوعين!!
لماذا لا نطبق مثل هذا العقوبات ... أفضل من السجن ..