المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللاعب الذي لا يعتزل ابدا !



النصرالعالمي
23-08-2012, 04:30 PM
صدق من قال إن في هذه الحياة أشياء عظيمة لا تصفها ولكن فقط تشير إليها، لأنه مهما أثنى الكتاب ومدح الشعراء وبكى الأعداء لن تكون بقيمة ثلاث ثواني يشاهد بها عاشق الفن والإبداع ذلك اللاعب وهو يصعد في ارتقائه يضرب فيها الكرة ويهبط (شامخاً) على قدميه، وربما هنا تكمن كلمة سر من ضمن كلمات أدركت بعضها لوحدي والجميع في كل يوم وبعد كل إنجاز يتكلمون عن الكثير منها!
وأنا في كل مرة يحقق فيها (ذو السيقان المقوسة) إنجازاً جديداً أقول: يكفي! وحان الوقت أن يصبح هذا الرجل ذكرى جميلة عندما نلتفت إلى الماضي لنتذكر أجمل مافيه نذكره! ولكن ما صنعته أقدامه في الميادين الخضراء تصر على أن يكون الماضي الجميل والحاضر المتجدد والمستقبل الذي لا نعرفه ولكننا بتنا ندرك بعد كل هذا أنه حتماً سيأتي لنا بالجديد عن هذا العملاق.
أما العبرة الحقيقية والدرس الذي لم يكتب في موسوعة (جينيس) كما كُتبت أهدافه في الدقائق التسعين ولن يُدرس في المناهج كما ستدرس سيرة إبداعه ونجوميته هو ما يجب أن يستفيد منه اللاعب الذي يريد أن يبقى خالداً في أذهان الجماهير حتى بعد أن يرمي رقمه ويترجل يكمن في ما قاله ذلك الأسطورة يوماً بأنه لم يكن يعد أهدافه ويجمع إنجازاته لأنه كان كل تركيزه في مهمته كلاعب فقط! وأجزم أن هذا الأمر كان جلياً، فعندما أشاهد ماجد ينطلق في كرة لا أشك أبداً أنه سخر كل تركيزه وموهبته في تلك اللحظة، احتراماً لها ولموهبته ولأعداد كثيرة من الناس ينتظرون ماذا سيفعل! هذا وهو لم يشاهد الحشود في المدرجات تتصلب أجسادهم وتتجمد مشاعرهم منذ اللحظة التي تتهادى به الكرة باتجاه قدمه سواء كان في نصف الملعب أم في آخره!
يستحق كل هذا كيف لا وهو إذا بدأت بالحديث عنه تشعر بالقوة والثقة التي تستمدها من تاريخه الكبير وإذا أردت أن تبرهن عليه لا تقول: انظر الصحيفة الفلانية والمقال الفلاني، بل انظر إلى الملعب الفلاني والهدف الفلاني! لم يخذل جماهير ناديه عندما كان لاعباً ولم يخذلهم بعد تركه، وهاهو ينقذ التاريخ حتى بعد عقد من الزمن والكثير من النكسات!
حق له أن يترك كل شيء ويتفرغ فقط للاستمتاع بإنجازاته التي تظهر كل يوم وشعبيته التي ترتفع كلما تقدم به الزمن، فلا وقت لتحليل ولا لتدريب ولا لمحاولة صناعة نجاح لم يُصنع سابقاً.