تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما رأيكم في الأشعري و ابن كلاب إمام و شيخ الأشعرية ؟



أهــل الحـديث
22-08-2012, 07:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
والصَّلاةُ والسَّلامُ على أَشْرَفِ الأنبياءِ والمُرسَلِينَ سيِّدنِا وَإِمَامِنا مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الوَعدِ الأمِينِ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِه أَجمَعِينَ وَرَضِيَ اللهُ تَعالَى عَن صَحَابَتِه الكِرَامِ المُهتَدِينَ سَيِّدنَا أَبِي بَكرٍ وَعُمَرَ وَعُثمَانَ وَعَليٍ وَعَن سَائِرِ الصَّحَابةِ أَجمَعِينَ
أمَّا بَعدُ:


وفي الآداب للعلامة ابن مفلح - رحمه الله تعالى - عن الطبراني قال : حدثنا عبد الله بن الإمام أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزنادقة حفرة . فساق أهل السنة أولياء الله ، وزهاد أهل البدعة أعداء الله هـــــ .
المصدر : لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية للسفاريني - (1 / 26)


يقول المحرف المفتري ابو الحسن حسين أحمد اللندني البرطاني وجماعة من الكلامية الحبيب حسن علي سقاف الاشعري ، محدث الأشعرية عبدالله الحبشي .................
http://www.youtube.com/watch?v=WzX1inS4Mo4
ما رأيكم في الأشعري و ابن كلاب إمام و شيخ الأشعرية ؟

قال الحافظ الذهبي في سير :
http://www.islamweb.net/newlibrary/s....php?ids=13464 (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13464)
ابن كلاب

رأس المتكلمين بالبصرة في زمانه، أبو محمد ، عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان البصري صاحب التصانيف في الرد على المعتزلة ، وربما وافقهم . أخذ عنه الكلام داود الظاهري ، قاله أبو الطاهر الذهلي . وقيل : إن الحارث المحاسبي أخذ علم النظر والجدل عنه أيضا . وكان يلقب كلابا؛ لأنه كان يجر الخصم إلى نفسه ببيانه وبلاغته . وأصحابه هم الكلابية ، لحق بعضهم أبو الحسن الأشعري ، وكان يرد على الجهمية .

وقال بعض من لا يعلم : إنه ابتدع ما ابتدعه ليدس دين النصارى في ملتنا ، وإنه أرضى أخته بذلك ، وهذا باطل ، والرجل أقرب المتكلمين إلى السنة ، بل هو في مناظريهم . وكان يقول بأن القرآن قائم بالذات بلا قدرة ولا مشيئة . وهذا ما سبق إليه أبدا ، قاله في معارضة من يقول بخلق القرآن .

وصنف في التوحيد ، وإثبات الصفات ، وأن علو الباري على خلقه معلوم بالفطرة والعقل على وفق النص ، وكذلك قال المحاسبي في كتاب " فهم القرآن " . ولم أقع بوفاة ابن كلاب . وقد كان باقيا قبل الأربعين ومائتين . وذكر له ابن النجار ترجمة فلم يحررها ، وذكر أنه كان في أيام الجنيد ، وسمع شيئا من عبارات الصوفية ، وتعجب منه وهابه .

قال محمد بن إسحاق النديم : وابن كلاب من نابتة الحشوية ، له مع عباد بن سلمان مناظرات ، فيقول : كلام الله هو الله ، فيقول عباد : هو نصراني بهذا القول .

وقال أبو العباس البغوي : قال لي فيثون النصراني : رحم الله عبد الله ، كان يجيئني إلى البيعة ، وأخذ عني ، ولو عاش لنصَّرنا المسلمين . فقيل لفيثون : ما تقول في المسيح ؟ قال : ما يقوله أهل سنتكم في القرآن . ولابن كلاب كتاب " الصفات " ، وكتاب " خلق الأفعال " ، و " كتاب الرد على المعتزلة " هـــــ.


و قال الحافظ شمس الدين الذهبي في السير :أنبأني أحمد بن سلامة، عن الحافظ عبد الغني بن سرور، أنشدنا أبو طاهر السلفي

وأتباع ابن كلاب كِـلاب ** على التحقيق هم من شر آل

قال الحافظ شمس الدين الذهبي معلقا :: صدق الناظم رحمه الله

و ابْنِ طَاهِرٍ المَقْدِسِيِّ الأثري، الصوفي (448 - 507 ) فِي مَنْظُومَةُ في العَقِيدَةِ
وَأَمَّا ابْنُ كُلَّابٍ فَجَاءَ بِبِدْعَةٍ *** وَجَعْدٌ وَجَهْمٌ وَالمَرِيسِيُّ ذَوُو الدُّبُرْ )

و في لسان الميزان (4 / 486) ::
(ونقل الحاكم في تاريخه عن بن خزيمة أنه كان يعيب مذهب الكلابية ويذكر عن أحمد بن حنبل أنه كان أشد الناس على عبد الله بن سعيد وأصحابه ويقال أنه قيل له بن كلاب لأنه كان يخطف الذي يناظره وهو بضم الكاف تشديد اللام وقول الضياء أنه كان أخا يحيى بن سعيد القطان غلط وإنما هو من توافق الإسمين والنسبة ... )


الإمام الحافظ شيخ الإسلام محمد بن إسحاق السراج محدث خراسان "313هـ":
قال الذهبي في ترجمته: "قال الحاكم: وسمعت أبا سعيد بن أبي بكر يقول: لما وقع من أمر الكلابية ما وقع بنيسابور، كان أبو العباس السراج يمتحن أولاد الناس، فلا يحدث أولاد الكلابية، فأقامني في المجلس مرة فقال: قل أنا أبرأ إلى الله تعالى من الكلابية، فقلت: إن قلت هذا لا يطعمني أبي الخبز، فضحك وقال: دعوا هذا" ا هـ


العلامة الحافظ أبو حامد أحمد بن محمد بن شارك الهروي الشافعي المفسر مفتي هراة وشيخها "355هـ":
قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت الثقة [وأشار أحد النساخ بالهامش فقال: بخط الدقاق: قال لي شيخ الإسلام: هو أبو عبد الله بن أبي ذهل] وهو لي عن أبي حامد أحمد بن حمدان إجازة: (أن جده أبا حامد الشاركي في علته التي توفي فيها دخل عليه أبو عبد الله الفياضي وعنده أبو سعد الزاهد، فلما دخل، قام إليه الناس يعظمونه، ولم ينظر إليه أبو سعد، فقال أبو حامد: أسندوني، فأسندوه، فرفع صوته وكان منه من الشدة على الكلابية شأن)

)
الإمام المحدث الواعظ الكبير أبو علي حامد بن محمد الهروي الرفاء (356هـ)
قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت محمد بن العباس بن محمد يقول: كان أبو علي الرفاء يقول: (لعن الله الكلابية –وكان يشير بيده إلى دار فلان-. قال: ورأيته على المنبر طرف ردائه على رأسه)
رواه أبو إسماعيل الهروي الأنصاري في ذم الكلام وأهله (4/396).


إبراهيم بن أحمد بن عمر أبو إسحاق بن شاقلا الحنبلي (369 هـ)
له مناظرة مع أبي سليمان الدمشقي في مسائل الصفات تبين أن ابن كلاب لم يكن على طريقة الإمام أحمد ولا على منهج السلف.
قال ابن شاقلا: (فقال لي جواباً عن حديث أنس: "إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها" إنما هما نعمتان.
فقلت له: هذا الخبر يقول: "إن الأصبعين نعمتان؟ " –أي: هل قال الخبر: إن الإصبعين نعمتان؟ استنكاراً لتأويله- واليدين صفة للذات. ولم يتقدمك بهذا أحد إلا عبد الله بن كلاب القطان الذي انتحلت مذهبه، ولا عبرة في التسليم للأصابع والتأويل لها على ما ذكرت: إن القلوب بين نعمتين من نعم الله عز وجل......) إلى أن قال:
(ثم قلت له: أنت مذهبك أن كلام الله عز وجل ليس بأمر ولا نهي، ولا متشابه ولا ناسخ ولا منسوخ، ولا كلامه مسموع، لأن عندك الله عز وجل لا يتكلم بصوت، وأن موسى لم يسمع كلام الله عز وجل بسمعه، وإنما خلق الله عز وجل في موسى فهماً فهم به.
فلما رأى ما عليه في هذا من الشناعة قال: فلعلي أخالف ابن الكلاب القطان في هذه المسألة من سائر مذهبه.)
طبقات الحنابلة (2/133-135).


الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده (395 هـ)
قال أحمد بن محمد بن الطاهر المعافري أبو العباس: سمعت أبا عبد الله محمد بن منده الحافظ بأصبهان رحمه الله يقول: (ليتق الله امرؤ وليعتبر عن تقدم ممن كان القول باللفظ مذهبه ومقالته، كيف خرج من الدنيا مهجوراً مذموماً مطروداً من المجالس والبلدان لاعتقاده القبيح؟! وقوله الشنيع المخالف لدين الله مثل: الكرابيسي، والشواط، وابن كلاب، وابن الأشعري، وأمثالهم ممن كان الجدال والكلام طريقه في دين الله عز وجل)

طبقات الحنابلة (4/424).


الإمام المحدث الزاهد أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الأنصاري الهروي الماليني (412هـ)
قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت الشيخ أبا الحسن الماليني طاهر بن محمد يقول: (قيل لأبي سعد الزاهد: إنا أبا الحسن الديناري ناضل عنك عند سبكتكين، فقال: وإياه فلعن الله لأنه كلابي)
رواه أبو إسماعيل الهروي الأنصاري في ذم الكلام وأهله


الإمام الحافظ المحدث شيخ خراسان أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد الأزدي السلمي النيسابوري (412هـ)
قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت أحمد بن أبي نصر يقول: (رأينا محمد بن الحسين السلمي يلعن الكلابية)

عبد الرحمن بن علي بن أبي منصور أبو سعيد الطالقاني
قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت أبي يقول: (سمعت أبا سعيد الطالقاني غير مرة في مجلسه يلعن الكلابية، ويصرح باسم رئيس فيهم، وينسب أبا سعد إلى المداهنة)[39].

وهذا اللعن للكلابية أو الأشعرية مبالغة في الذم، ومجاوزة في الحد، لا يُقرّ عليه

لإمام أبو العباس أحمد بن عمرو ابن سريج البغدادي الشافعي "303هـ":
قال: "لا نقول بتأويل المعتزلة، والأشعرية، والجهمية، والملحدة، والمجسمة، والمشبهة، والكرامية، والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل، ونؤمن بها بلا تمثيل، ونقول: الآية والخبر صحيحان والإيمان بهما واجب، والقول بهم سنة، وابتغاء تأويلها بدعة"




فإن الأشاعرة والأشعرية فرقة كلامية طارئة في الأمة، نشأت بعد القرون الفاضلة، وتنتسب إلى أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، وهو مؤسسها، وقد كان معتزليا بالاتفاق حتى بلغ الأربعين، أي حتى سنة 300هـ، ثم انتقل إلى الطريقة الكلابية، نسبة إلى مؤسسها أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان البصري، كان في زمن الإمام أحمد رحمه الله، ويوصف بإنه فارق إجماع أهل البدع في مسألة الكلام النفساني حيث خالف النقل، والعقل، والفطرة، والعرف، واللغة، وجاء بشيء لم يعرفه أحد من قبله، فأشبه بذلك النصارى في قولهم بالتثليث والكلابية من حيث الجملة مذهب وسط بين الاعتزال وبين أهل السنة (أو الصفائية أو المشبهة والمثبتة كما يسمونهم هم).
وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية، والذهبي، والمقريزي، وغيرهم أن الأشعري لما رجع من الاعتزال سلك طريق ابن كلاب، وخلاصة مذهب ابن كلاب يصفه شيخ الإسلام بأنه يميل فيها إلى مذهب أهل الحديث والسنة، ولكن فيها نوع من البدعة لكونه أثبت قيام الصفات بذات الله، ولم يثبت الأمور الاختيارية بذاته، أي أن ابن أبي كلاب أثبت لله تعالى الصفات الذاتية اللازمة- خلافا لمذاهب أهل الاعتزال- إلا أنه وافق المعتزلة في إنكار الصفات الاختيارية التي تتعلق بمشيئة الله تعالى وقدرته، فهو وإن وافق أهل السنة في أمور، إلا أنه وافق المعطلة في أمور أخرى في باب الأسماء والصفات.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وأما من أثبت الصفات المعلومات بالعقل والسمع وإنما نازع في قيام الأمور الاختيارية به كابن كلاب ومن اتبعه فهؤلاء ليسوا جهمية بل وافقوا جهما في بعض قوله وإن كانوا خالفوه في بعضه وهؤلاء من أقرب الطوائف إلى السلف وأهل السنة والحديث
.هـــــ
النبوات (143)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ولم يكن في مسمى الكلام نزاع بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وتابعيهم ولا من أهل السنة ولا من أهل البدع، بل أول من عرف في الإسلام أنه جعل مسمى الكلام: المعنى فقط هو عبد الله بن سعيد بن كلاب وهو متأخر في زمن محنة أحمد بن حنبل، وقد أنكر عليه علماء السنة وعلماء البدعة.
.هـــــ
[مجموع الفتاوى- 7/134]
.
يقول الإمام ابن القيم عند ذكره لابن كلاب:
«خرق إجماع أهل البدع في مسألة الكلام النفساني وخالف فيه النقل والعقل والفطرة والعرف واللغة، جاء بشيء لم يعرفه أحد من قبله، فأشبه بذلك النصارى في قولهم بالتثليث».
.هـــــ

نقل ابن عبد البر عن محمد بن خويز منداد المالكي (ت: 390هـ) في كتاب الشهادات له في تفسير قول مالك:«لا تجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء»، قال: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع، أشعريا كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها.
.هـــــ
[جامع بيان العلم وفضله- 2/96].



وقال الإمام الهروي في كتابه (ذم الكلام): «سمعت أحمد بن نصر الماليني (ت:412هـ) يقول: دخلت جامع عمرو بن العاص بمصر في نفر من أصحابي، فلما جلسنا جاء شيخ فقال: أنتم أهل خراسان أهل سنة، وهذا موضع الأشعرية فقوموا».
.هـــــ


وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء أن ابن فورك- وهو من أئمة الأشعرية- دخل على السلطان محمود بن سبكتكين (ت: 421هـ) فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية، لأن لازم ذلك وصفه بالتحتية... فقال السلطان: ما أنا وصفته حتى يلزمني، بل هو وصف نفسه، فبُهت ابن فورك، فلما خرج من عنده مات، فيقال: انشقت مرارته
.هـــــ
. [17/487].


إمام أهل السنة الإمام أحمد فقد بدع الكلابية وشدد عليهم وهم كالأشاعرة الأوائل قال الإمام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (2/6): (وأما الحارث المحاسبي فكان ينتسب إلى قول ابن كلاب، ولهذا أمر أحمد بهجره، وكان أحمد يحذر عن ابن كلاب وأتباعه) .
وقال في الفتاوى (12/368: (والإمام أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة كانوا يحذرون عن هذا الأصل الذي أحدثه ابن كلاب ويحذرون عن أصحابه.وهذا هو سبب تحذير الإمام أحمد عن الحارث المحاسبي ونحوه من الكلابية) وقال في كتابه الاستقامة (1/105):والكلابية هم مشايخ الأشعرية فإن أبا الحسن الأشعري إنما اقتدى بطريقة أبي محمد بن كلاب وابن كلاب كان أقرب إلى السلف زمنا وطريقة وقد جمع أبو بكر بن فورك شيخ القشيري كلام ابن كلاب والأشعري وبين اتفاقهما في الأصول ولكن لم يكن كلام أبي عبد الرحمن السلمي قد انتشر بعد فإنه انتشر في أثناء المائة الرابعة لما ظهرت كتب القاضي أبي بكر بن الباقلانى ونحوه ا.هـ

وقال كما في الفتاوى(12/178):وأما قوله وقوم نحوا إلى أنه-أي القرآن- قديم لا بصوت ولا حرف إلا معنى قائم بذات الله وهم الأشعرية فهذا صحيح ولكن هذا القول أول من قاله فى الإسلام عبدالله بن كلاب فان السلف والأئمة كانوا يثبتون لله تعالى ما يقوم به من الصفات والأفعال المتعلقة بمشيئته وقدرته والجهمية تنكر هذا وهذا فوافق ابن كلاب السلف على القول بقيام الصفات القديمة وأنكر أن يقوم به شيء يتعلق بمشيئته وقدرته وجاء أبو الحسن الأشعرى بعده وكان تلميذا لأبى على الجبائى المعتزلى ثم إنه رجع عن مقالة المعتزلة وبين تناقضهم في مواضع كثيرة وبالغ في مخالفتهم في مسائل القدر والإيمان والوعد والوعيد حتى نسبوه بذلك إلى قول المرجئة والجبرية والواقفة وسلك في الصفات طريقة ابن كلاب وهذا القول في القرآن هو قول ابن كلاب في الأصل وهو قول من اتبعه كالأشعرى وغيره ا.هـ
وقال كما في الفتاوى (17/149) : كالكلابية و من اتبعهم من الأشعرية و غيرهم ا.هـ

وقال الإمام أبو بكر ابن خزيمة كما في سير أعلام النبلاء(14/380) لما قال له أبو علي الثقفي : (ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟
قال: ميلكم إلى مذهب الكلابية، فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره ا.هـ
فكيف لو أدرك من جاء بعدهم من الأشاعرة الذين ازدادوا سوءاً إلى أشاعرة زماننا الذين تميع فيهم هؤلاء المفتون وطار بفتواهم إذاعة ونشراً موقع الإسلام اليوم تحت نظر ورعاية من مشرفه سلمان العودة , فإن الأشاعرة كلما تأخروا زادوا بعداً عن السنة قال الإمام ابن تيمية في شرح الأصفهانية (ص107-108)، : فإن كثيراً من متأخري أصحاب الأشعري خرجوا عن قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة) وقال في الدرء (7/97) : وهذا الكلام في الأصل-أي تقديم العقل على النقل- هو من قول الجهمية المعتزلة وأمثالهم وليس من قول الأشعري وأئمة أصحابه وإنما تلقاه عن المعتزلة متأخرو الأشعرية لما مالوا إلى نوع التجهم بل الفلسفة وفارقوا قول الأشعري وأئمة أصحابه الذين لم يكونوا يقرون بمخالفة النقل للعقل بل انتصبوا لإقامة أدلة عقلية توافق السمع ولهذا أثبت الأشعري الصفات الخبرية بالسمع وأثبت بالعقل الصفات العقلية التي تعلم بالعقل والسمع فلم يثبت بالعقل ما جعله معارضاً للسمع بل ما جعله معاضداً له وأثبت بالسمع ما عجز عنه العقل ا.هـ



قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذا مما مدح به الأشعري ؛ فإنه بين من فضائح المعتزلة وتناقض أقوالهم , وفسادها ما لم يبينه غيره ؛ لأنه كان منهم وكان قد درس الكلام على أبي على الجبائي أربعين سنة , وكان ذكيا ثم إنه رجع عنهم , وصنف في الرد عليهم ونصر في الصفات طريقة ابن كلاب؛ لأنها أقرب إلى الحق والسنة من قولهم ,ولم يعرف غيرها ؛ فإنه لم يكن خبيرا بالسنة والحديث وأقوال الصحابة والتابعين وغيرهم وتفسير السلف للقرآن والعلم بالسنة المحضة إنما يستفاد من هذا , ولهذا يذكر في المقالات مقالة المعتزلة مفصلة يذكر قول كل واحد منهم , وما بينهم من النزاع في الدق والجل كما يحكى ابن أبي زيد مقالات أصحاب مالك وكما يحكي أبو الحسن القدوري اختلاف أصحاب أبي حنيفة ويذكر أيضا مقالات الخوارج والروافض لكن نقله لها من كتب أرباب المقالات لا عن مباشرة .
منهاج السنة (5|192)

وقال رحمه الله : وإن كنتم قد رددتم على المعتزلة حتى قيل : إن الأشعري حجرهم في قمع السمسمة ؛ فهذا أيضا صحيح بما أبداه من تناقض أصولهم ؛ فإنه كان خبيرا بمذاهبهم إذ كان من تلامذة أبي علي الجبائي وقرأ عليه أصول المعتزلة أربعين سنة ثم لما انتقل إلى طريقة أبي محمد عبد الله بن مسعود بن كلاب ,وهي أقرب إلى السنة من طريقة المعتزلة؛ فإنه يثبت الصفات والعلو ومباينة الله للمخلوقات ويجعل العلو يثبت بالعقل ؛فكان الأشعري لخبرته بأصول المعتزلة أظهر من تناقضها وفسادها ما قمع به المعتزلة وبما أظهره من تناقض المعتزلة والرافضة والفلاسفة ونحوهم صار له من الحرمة والقدر ما صار له ؛ فإن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما .
الفتاوى الكبرى (6|629)

وقال رحمه الله : فيقال لا ريب أن قول ابن كلاب والأشعرى ونحوهما من المثبتة للصفات ليس هو قول الجهمية بل ولا المعتزلة بل هؤلاء لهم مصنفات في الرد على الجهمية والمعتزلة, وبيان تضليل من نفاها؛ بل هم تارة يكفرون الجهمية والمعتزلة وتارة يضللونهم لا سيما والجهم هو أعظم الناس نفيا للصفات بل وللأسماء الحسنى وقوله من جنس قول الباطنية القرامطة حتى ذكروا عنه أنه لا يسمى الله شيئا ولا غير ذلك من الأسماء التى يسمى بها المخلوق لأن ذلك بزعمه من التشبيه الممتنع ,وهذا قول القرامطة الباطنية وحكى عنه أنه لا يسميه إلا قادرا فاعلا لأن العبد عنده ليس بقادر ولا فاعل إذ كان هو رأس المجبرة وقوله فى الإيمان شر من قول المرجئة ؛ فإنه لا يجعل الإيمان إلا مجرد تصديق القلب و ابن كلاب إمام الأشعرية أكثر مخالفة لجهم , وأقرب إلى السلف من الأشعرى نفسه والأشعرى أقرب إلى السلف من القاضى أبي بكر الباقلاني والقاضي أبو بكر وأمثاله أقرب إلى السلف من أبى المعالى وأتباعه ؛ فإن هؤلاء نفوا الصفات كالاستواء والوجه واليدين ثم اختلفوا هل تتأول أو تفوض على قولين أو طريقين فأول قولي أبى المعالي هو تأويلها كما ذكر ذلك فى الإرشاد وآخر قوليه تحريم التأويل ذكر ذلك في الرسالة النظامية واستدل بإجماع السلف على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب .
وأما الأشعرى نفسه وأئمة أصحابه ؛ فلم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية وفى الرد على من يتأولها كمن يقول استوى بمعنى استولى , وهذا مذكور فى كتبه كلها كالموجز الكبير و المقالات الصغيرة والكبيرة و الإبانة وغير ذلك وهكذا نقل سائر الناس عنه حتى المتأخرون كالرازى والآمدي ينقلون عنه إثبات الصفات الخبرية ولا يحكون عنه فى ذلك قولين .
فمن قال أن الأشعري كان ينفيها وأن له فى تأويلها قولين فقد افترى عليه , ولكن هذا فعل طائفة من متأخري أصحابه كأبى المعالى ونحوه ؛ فإن هؤلاء ادخلوا فى مذهبه أشياء من أصول المعتزلة و الأشعري ابتلى بطائفتين طائفة تبغضه وطائفة تحبه كل منهما يكذب عليه , ويقول إنما صنف هذه الكتب تقية وإظهارا لموافقة أهل الحديث والسنة من الحنبلية وغيرهم , وهذا كذب على الرجل؛ فإنه لم يوجد له قول باطن يخالف الأقوال التى أظهرها ولا نقل أحد من خواص أصحابه ولا غيرهم عنه ما يناقض هذه الأقوال الموجودة فى مصنفاته فدعوى المدعي أنه كان يبطن خلاف ما يظهر دعوى مردودة شرعا وعقلا بل من تدبر كلامه فى هذا الباب فى مواضع تبين له قطعا أنه كان ينصر ما أظهره ولكن الذين يحبونه ويخالفونه فى إثبات الصفات الخبرية يقصدون نفى ذلك عنه لئلا يقال إنهم خالفوه مع كون ما ذهبوا إليه من السنة قد اقتدوا فيه بحجته التى على ذكرها يعولون وعليها يعتمدون .
و الفريق الآخر دفعوا عنه لكونهم رأوا المنتسبين إليه لا يظهرون إلا خلاف هذا القول, ولكونهم اتهموه بالتقية وليس كذلك بل هو انتصر للمسائل المشهورة عند أهل السنة التى خالفهم فيها المعتزلة كمسألة الرؤية و الكلام واثبات الصفات ونحو ذلك لكن كانت خبرته بالكلام خبرة مفصلة وخبرته بالسنة خبرة مجملة ؛ فلذلك وافق المعتزلة فى بعض أصولهم التى التزموا لأجلها خلاف السنة واعتقد أنه يمكنه الجمع بين تلك الأصول وبين الانتصار للسنة كما فعل فى مسألة الرؤية والكلام والصفات الخبرية وغير ذلك, والمخالفون له من أهل السنة والحديث ومن المعتزلة والفلاسفة يقولون إنه متناقض وإن ما وافق فيه المعتزلة يناقض ما وافق فيه أهل السنة كما أن المعتزلة يتناقضون فيما نصروا فيه دين الإسلام ؛ فإنهم بنوا كثيرا من الحجج على أصول تناقض كثيرا من دين الإسلام بل جمهور المخالفين للأشعرى من المثبتة والنفاة يقولون إنما قاله فى مسألة الرؤية والكلام معلوم الفساد بضرورة العقل .
ولهذا يقول أتباعه إنه لم يوافقنا أحد من الطوائف على قولنا فى مسألة الرؤية والكلام فلما كان فى كلامه شوب من هذا وشوب من هذا صار يقول من يقول إن فيه نوعا من التجهم وأما من قال إن قوله قول جهم فقد قال الباطل , ومن قال إنه ليس فيه شىء من قول جهم فقد قال الباطل , والله يحب الكلام بعلم وعدل واعطاء كل ذي حق حقه وتنزيل الناس منازلهم . مجموع الفتاوى(12|202-205)
)

والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..


---------- التوقيع -----------
قال الإمام مالك رحمه الله « ليس لأحد بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) » * (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19590) [ ابن عبد البر في الجامع 2/91 و إرشاد السالك، ابن عبد الهادي 1 / 227]

قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: « فمباني المتصوفة المتحققة في حقائقهم على أركان أربعة : معرفة الله ، ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله ، ومعرفة النفوس وشرورها بدواعيها ..» [ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 1/24 ]

قال الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.

العبد الفقير الى الله تعالى / أبو تراب علي رضا - مجددي قادري الأثري الحنفي