تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صيام ست من شوال منقووول



تاجر مواشي
22-08-2012, 06:10 PM
اغنام - ابل - دواجن - طيور

الحمد لله المتفضِّل بالنِّعم، وكاشف الضرَّاء والنِّقم، والصﻼ****ة والسﻼ****م على النبي اﻷ****مين، وآله وأصحابه أنصار الدين. وبعد:*

أخي المسلم:*ﻻ**** شك أن المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات، واﻻ****ستمرار في الحرص على تزكية النفس.*

ومن أجل هذه التزكية شُرعت العبادات والطاعات، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية.*

لذا كان أهل الطاعات أرق قلوباً، وأكثر صﻼ****حاً، وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشد فساداً.*

والصوم من تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها.. لذلك فإن شهر رمضان موسماً للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب.*

وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.*

وصيام الستة من شوال بعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان.*

وقد أرشد أمته إلى فضل الست من شوال، وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذه اﻷ****يام..*

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: {من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} [رواه مسلم وغيره].*

قال اﻹ****مام النووي - رحمه الله -: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، ﻷ****ن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..).*

ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: (قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً).*

أخي المسلم:*صيام هذه الست بعض رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات.*

قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: (فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً).*

أخي المسلم:*ليس للطاعات موسماً معيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد اﻹ****نسان إلى المعاصي!*

بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، وﻻ**** ينقضي حتى يدخل العبد قبره..*

قيل لبشر الحافي - رحمه الله -: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال: (بئس القوم قوم ﻻ**** يعرفون لله حقاً إﻻ**** في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها).*

أخي المسلم: في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة، يجد بركتها أولئك الصائمين لهذه الست من شوال.*

وإليك هذه الفوائد أسوقها إليك من كﻼ****م الحافظ ابن رجب - رحمه الله -:*

إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.*

إن صيام شوال وشعبان كصﻼ****ة السنن الرواتب قبل الصﻼ****ة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من اﻷ****عمال.*

إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان عﻼ****مة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك عﻼ****مة على قبول الحسنة اﻷ****ولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك عﻼ****مة رد الحسنة وعدم قبولها.*

إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فﻼ**** نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبي يقوم حتى تتورّم قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فبقول: {أفﻼ**** أكون عبداً شكورا}.*

وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك.*

كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً للتوفيق للقيام.*

وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من اﻷ****عمال كالطواف ونحوه، فيقول: ﻻ**** تسألوا عن ثوابه، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر، للتوفيق واﻹ****عانة عليه.*

كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبداً فﻼ**** يقدر العباد على القيام بشكر النعم. وحقيقة الشكر اﻻ****عتراف بالعجز عن الشكر.*

إن اﻷ****عمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه في شهر رمضان ﻻ**** تنقطع بإنقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً..*

كان النبي عمله ديمة.. وسئلت عائشة - رضي الله عنها -: هل كان النبي يخص يوماً من اﻷ****يام؟ فقالت: ﻻ**** كان عمله ديمة. وقالت: كان النبي ﻻ**** يزيد في رمضان و ﻻ**** غيره على إحدى عشرة ركعة، وقد كان النبي} يقضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال، فترك في
عام اعتكاف العشر اﻷ****واخر من رمضان، ثم قضاه في شوال، فاعتكف العشر اﻷ****ول منه.