المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أضرار التعصب . بقلم زكريا شعبان حنش .



أهــل الحـديث
22-08-2012, 12:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم

أضرار التعصب. بقلم زكريا شعبان حنش .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
أما بعد :
فإن الحديث عن التعصب حديث طويل، يحتاج إلى تسويد أوراق كثيرة، إلا إنَّ المقام مقام تذكير، وليس مقام بسط وتفصيل وإسهاب، لذا اقتصرت على أضرار التعصب، وقد دعاني أنْ أكتب هذا المقال ما أشهده من طلبة العلم -فضلاً عن عوام الناس- من ابتعاد عن المنهج القويم، فأحياناً نسأل عن صحة حديث، فيكون الجواب -بتوفيق الله- تصحيحاً أو تضعيفاً، باحثين في كتب أهل الفن، سايرين على طريقتهم، عاضين على أقوال أهل التحقيق بالنواجذ، وإذا بالسائل يقول: الحديث صححه فلان وفلان، أأنت أعلم منه أم أزكى منه؟!! ولا حولة ولا قوة إلا بالله، فأفصِّل القول وأبينه له، ومنهم من يظهر له الأمر فيتبع، وبعضهم يأبي إلا بالابتداع والابعاد عن الحق، ولا حولة ولا قوة إلا بالله.
فمن أضرار التعصب :
أولاً : عدم قبول الحق، والإصرار على القول الباطل.
ثانياً: الوقيعة في التدليس والكذب.
ثالثاً: التعصب يقود صاحبه في عدم أخذ الرأي الراجح، واعتماد رأي مرجوح.
رابعاً: التعصب يقود صاحبه في الدفاع عن رجل والوقيعة في رجال، ألا ترى كيف وقع بعض متعصبي الحنفية في الخطأ حينما وثقوا أبا حنيفة وتكلموا فيمن ضعفه بكلام غير مرضي لا عقلاً ولا شرعاً، وردوا الشمس وهي في رابعة النهار!!.
خامساً: التعصب يحيل بين طالب العلم وبين كثير من المشايخ الربانيين، ألا ترى أن بعض طلبة العلم أصبح الولاء والبراء عندهم يطبق على المشايخ!!.
سادساً: التعصب يحرم طالب العلم من الأبحاث الجيدة، والفوائد القيمة، وذلك أنَّ بعضهم يحذَّر من اقتناء كتب فلان وفلان، لماذا ؟ لأنَّ شيخهم يختلف معهم!!.
سابعاً: التعصب لا يدع الإنسان يفكر جيداً، وإنَّ فكر فإن هوى التعصب يمنعه من قول الحق أو كتابته .
ثامناً :التعصب لا يستقيم مع شرع الله، ألا ترى أنَّ التعصب يقسم الأمة... .
تاسعاً: التعصب كله شرٌ، لا خير فيه، ألا ترى أن التعصب قد قول أصحابه بغير ما عرفوا، وهذا الأمر قد وقع فيه بعض الكبار-فضلاً عن الصغار- ألا ترى أن يحيى بن معين تعنت فضعَّف الشافعي؛ لأنَّه حنفي متعصب!!.
عاشراً: التعصب جعل المتعصبين يلتهون بأمور حقيرة، يردُّ بعضهم على بعض، مما أدى إلى استغلال ذلك من الغرب، فقالوا للناس: هذا هو الإسلام، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره .
ختاماً أقول : إخوتي، ليس كل من ترك قولاً فقهياً لإمام متبع دلَّ على أنه لا يحب الإمام ولا يثق به.
إخوتي، ليس كل من خالف الألباني دلَّ على أنَّه يقع فيه ويقدح فيه، ألا ترون أنَّ الدارقطني خالف البخاري ومسلم في كتابيهما ، هل قال أحدٌ أنَّ الدارقطني ينال من الشيخين ومن كتابيهما؟!! والله ما قالوا!!.
إخوتي كفاكم طعناً بالألباني وقولكم للعامة أنَّه ضعَّف أحاديثاً في الصحيحين، لا تنسوا حسناته، لا تنسوا فضله، فهو مجتهدٌ، له ما له، وعليه ما عليه، وأكثر من خالف الالباني في أحكامه عبد السعد، انظروا كيف أثنى على الشيخ في شرحه كتاب التمييز لمسلم، الشريط الرابع على ما أذكر .
إخوتي، سئمنا الحديث في بعضنا، لم يبق عالم إلا وقد تُكُلِّم فيه، كفانا تسقيطاً للعلماء الربانيِّن!!.
الله الله في علمائنا، الله الله في منهجنا وأفكارنا، الله الله فيمن تدرسونهم، الله الله في أنفسكم .
فعند قولكم، وعند كتابتكم، وعند غضبكم، وعند انبساط وجهكم، سالوا أنفسكم هل قولي وكتابتي وغضبي وسروري على فلان هل هو لله، هل هذا الكلام يحبُّه الله، هل يوافق شرع الله، فإن كان ذلك فسأل ربك التوفيق وحسن الخاتمة، ولا تعجب بعملك وإن أعجب به غيرك، وإلا فبالله لا تسود الاوراق، ولا تكثر المؤلفات فإنك تسير في طريق مسدود، بعيد عن الله، وهل يوصل إلى الله بغير الله!!.الله المستعان، وهو الموفق، فكم من إنسان ليس له من قوله إلا جهد العضلات، وكم من إنسان ليس له من قلمه إلا قوة العبارة مع حرمان إجرها وثبات وزرها، والله الموعد!! وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.