المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملاحظات على كلام العلامة المعلمي في الإمام أبي حنيفة في كتابه التنكيل



أهــل الحـديث
21-08-2012, 07:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


يعتبر رد العلامة المعلمي على الكوثري من الكتب المهمة من حيث البحث العلمي وسعة الاطلاع وكثرة الردود الصائبة. لكنني لاحظت في أكثر من موضع من الكتاب نوع من التحامل على الإمام أبي حنيفة. وكنت أرجو أن يستمر العلامة المعلمي على نهجه العلمي وعدم الدخول في ما يفهم أنه نوع انتقاص من الأئمة.
وسأبدأ بتدوين ما أجده خلال مطالعتي للكتاب.
الموضع الأول: قال العلامة المعلمي: في التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (2/ 82) في معرض دفاعه عن الإمام مالك: "ولو جاءه رجل فقال : جئتك بمائة مسألة لبادر إلى الأمر بإخراجه فكيف يقاس إلى من قيل له : (( جئتك بمائة ألف مسألة )) فقال : (( هاتها )) !"اهـ
قلت: يقصد المعلمي أنه لاقياس بين أبي حنيفة الذي كان مستعدا للرد على من أتاه بمائة ألف مسألة! وبين مالك الذي اعتذر عن الإجابة عن مائة مسألة. ولي على كلام المعلمي ملاحظات:
1. كان ينبغي على العلامة المعلمي أن يوثق لنا هذه القصة التي وردت عن الإمام أبي حنيفة إذ أنه من المستبعد إن لم نقل من المحال أن يأتي رجل واحد في وقت واحد إلى شخص واحد ويطلب منه الإجابة عن مائة ألف مسألة. إذ لو فرضنا أن كل مسألة أخذت من وقت أبي حنيفة خمس دقائق لاحتاج إلى 8333 ساعة ولو فرضنا أنه سوف يفرغ له خمس ساعات يوميا لاحتاج الإمام إلى 1666 يوم أو 56 شهر أو مايقارب الخمس سنين. فهل هذا معقول؟
2. لاينبغي أن يقال في الإمام أبي حنيفة أنه لا يقاس بالإمام مالك فإن كليهما من أئمة أهل السنة وقد أسسوا مذاهبهم على الكتاب والسنة ولم يتقصد أبو حنيفة ولاغيره رد حديث صحيح واحد. وقد تعبد الملايين من المسلمين وأئمتهم بمذهبه على مر العصور. ولا ندعي لأحد منهم العصمة لكن كلمة لايقاس تعني أن أبا حنيفة لاشيء مقارنة بمالك، وهذا تهجم مردود.
والله أعلم