المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن سينا المعلم الثالث والطبيب الحاذق



تاجر مواشي
13-08-2012, 12:20 PM
اغنام - ابل - دواجن - طيور

المختصر / اسمه.. الحسين بِن عبد الله بِن الحسن بِن علي بِن سينا، كانَ أبوه عَبدُالله مِن مدينة بَلَخْ بِخَراَسان - وأمه مِن مدينة أَفِشنة ، وقد وُلِدَ ابن اسينا وأخوه الحارث فيها - وهي تَقعُ قرب بخارى التي هي أوزبكستان الآن.
ُولِدَ الحسين في شهرِ صفر مِن عامِ 370 هجري /981 ميلادي. لقب ابن سينا بألقاب كثيرة منها الشيخ الرئيس، والطبيب ألحاذق، والمعلم الثالث ، وأمير الأطباء ولقب بألقاب أخرى حياته.
اشتهر والد ابن سينا بسعة المال ، فلقد عَينهُ الملك نوح بِن منصور - وهو من الملوك الساميين- والياً على مدينة أَفِشنة.
ابتدأ ابن سينا بتلقي العلوم وهو ابن السادسة فلما بَلَغَ العاشِرة مِنَ العمر كان قد أتَمَّ حِفْظَ القُرآنِ الكَريم و درس الأدب واتقنه ، فوجههُ أَبوهُ بعد ذلِك إلى دراسة علمِ الفقه على يد الشيخ (إسماعيل الزاهد) فأخذَ عنهُ الشيءَ الكثير حتى أنه تفوقَ على شيخه.
بعدما انهى ابن سينا علوم الفقهِ وعلوم الأدب و الطب الذي اصبح بارعا فيه أرادَ تعلم حِساب الهند مِن خِلال كُتب الخوارزمي، فقامَ والده بإرساله لصديق له، فدرسه كتب الخوارزمي جميعها.
ثم درس على يد أبي عبدالله الناتلي الفلسفة والمنطق لأرسطو وغيره من فلاسفة اليونان، ولم يكد قد بلغ من العمر الرابعة عشرة.
ثم ارسله ابوه لِدراسةِ الطب عند الأطباءِ المعروفين مثل الحسين بن نوح القمري وأبي سهل المسيب - وهما طبيبا الملك نوح بن منصور - فأمضى ثلاث سنين وهو يتعلم الطبَّ النظري والعملي عندهما، ثم تطوع لمعالجة الفقراء دونَ أخذ أجورٍ منهم ، حتى أنَّ الناس كانوا يلقبونه بالطبيب الحاذق. وعندما أصبح ابن سينا في السادسة عشرة من العمر استطاع بفضل علمه الواسع ان يكتشف العلاج للكثير من الامراض المستعصية.
وفي الوقت الذي انتشرَ المرضُ في بخارى كان من بين المرضى الملك نوح بن منصور فحاول طبيباه الحسين بن نوح القمري وأبي سهل المسيب معالجته ، وعندما يَئِسَ الطبيبان في معالجته أَشاروا إلى الملكِ نوح بن منصور بالحسين فأمرَ الملِكُ نوح بإحضار الحسين ، فأَحضروا لهُ الحسين فقام بفحصهِ وأعطاه الدواءَ المناسب، وبعد مدة من الزمن شُفِيَّ الملِكُ نوح فقام بضم الحسين لأطبائِه، ثم عين ابن سينا رئيساً للوزراءِ على همذان.
أصاب شمس الدولة أمير همذان مرضٌ عَجزَ أطباؤهُ عن علاجهِ فاستنجدوا بابن سينا فذهب إليهم.وبعدَ وفاةِ الأمير تولى ابنه تاج الدولة الخلافة ، ولم تكن علاقته بابن سينا جيدة فقد كان حُساد الحسين يتكلمون عن الحسين بكلامٍ سيئ ففتح تاج الدولة أذنيه لهم حتى تمكن الحُساد من عزلِ الحسين مِن رئاسة الوزراء، فاودعه الامير في السجن ثم بعد ذلك ذهب الى اصفهان فاقام فيها، حتى أصبحَ عمره 55 عاماً فأصابهُ مرض آلام المعدة والقولونج، فاشتدَ عليهِ المرض وأدرك أنها النهاية فاستعدَ للقاءِ ربهِ ، فاغتسل وتفرغَ للصلاةِ والتوبةِ والاستغفار وقراءةِ القرآن فتوفي رحمهُ الله يوم الجمعة في شهر رمضان من عام 428 هجري/ 1037 ميلادي.
كانَ ابن سينا في العاشرة من العمر جاء إليه رجلٌ قد وقع من مكان عال فـتـزحزحت عظامه ، فأتاهُ يطلبُ مساعدتهُ فطلبَ الحسين من أخيه الحارث أن يُحضِرَ لهُ بقرةً عطشى ، فأحضرها أخوهُ وأجلسَ الرجُلَ على ظهرها وجعلَ البقرة تشربُ المياه، فعندما شربت المياه انتفخ بطنها فأرجعت عظام الرجل إلى مكانها فتوقف الشعور بالألم.
وأصيب مرة أميرٌ شاب بمرضٍ عصبي وامتنعَ عن تناول الطعام ، وتوهم بأنه بقرة وأخذ يصرخُ مطالباً الحرس بذبحهِ وإطعامهِ للناس، فلما استنجد أهله بابن سينا لمعالجتهِ ، قصد ابن سينا بيت الأمير ومعهُ عددٌ من تلامذتهِ فتناول ابن سينا سكيناً حادة بعد أن عرف مرض الشاب، وقال:'أين هي البقرة التي تريدون ذبحها؟' ، ثم تقدم نحو الأمير وأخذ يتحسس جسمهُ وعنقهُ بالسكين موهماً إياه أنهُ يريد ذبحه ثم قال ابن سينا هذه بقرةٌ نحيفة هزيلة اعلفوها أولاً حتى تسمن، فانصاع الأمير لرغبة ابن سينا فبدأ بتناول الطعام، وكان ابن سينا قد دس في الطعام الدواء، وبذلك استطاع ابن سينا أن يتفهم واقع الشاب النفسي وعالجه من هذا المنطلق.
وأصيبَ ابن احد الامراء بمرضٍ غريب وبدأ جسمهُ يهزل حتى عَجِزَ عنهُ الأطباء، فاستدعت والدتهُ الحسين لعلاجِهِ ، فبعدما درس واقع الحال طَلَبَ من الأميرة إحضار خادمة تعرف المدينة شبراً شبرا ، وطلب من الخادمة أن تذكر أسماء المناطق والأحياء، فبدأ الحسين يتحسس نبضه سرعته أو رتابته، فلاحظ أن الشاب بدأ نبضه يتسارع عندما ذكرت منطقة ما ، فطلب الحسين من الخادمة أن تذكر أسماء بنات الحي في المنطقة، فبدأت الخادمة تسرد الأسماء، وكان النبض طبيعيا إلى أن ذكرت اسم فتاة معينة، فتسارع نبضه، فقال الحسين لأم الأمير: 'إن ابنك غير مريض فقط زوجوه تلك الفتاة”!.
ألف ابن سينا اكثر من200كتاب في شتى المجالات، لكن اكثرها فقد او مخطوط حتى الآن نستذكر منها ما يلي:
- الطب: إن أشهر كتب ابن سينا في الطب هو كتاب (الفولنج والقانون) وهذا الكتاب هو اساس شهرة ابن سينا كطبيب حيث ترجم هذا الكتاب أكثر من مرة إلى جميع اللغات ودُّرِس في الجامعات الأوروبية حتى القرن التاسع عشر. ومن كتبه في الطب (الأدوية القلبية) وأيضا (دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية) ورسالة في تشريح الأعضاء. وله أيضا أراجيز في الطب ومنها أرجوزة في التشريح وأرجوزة المجربات في الطب والألفية الطبية.
- الرياضيات: لقد كانت كتبه في الرياضيات من اشهر ماكتب في هذا الباب منها (رسالة الزاوية) و(مختصر إقليدس) و(مختصر الأرتماطيقي) و(مختصر علم الهيئة) و(مختصر المجسطي) ورسالة في (بيان علة قيام الأرض في وسط السماء) وغيرها الكثير.
- وفي الفيزياء : برع في دراسة مختلف أنواع الطاقة والحرارة والضوء والميكانيكا ودراسة مفاهيم القوى والفراغ واللانهاية. ومن استدراكاته على تلك العلوم قوله 'أنه إذا كان إدراك الضوء ناتجا عن انبعاث نوع ما من الجسيمات من مصدر مضيء فإن سرعة الضوء لا بد أن تكون محدودة' ، كما قال أنه يوجد ترابط بين الزمن والحركة، وقام بعمل دراسات في الوزن النوعي واستخدام ميزان حرارة هوائيا.
- والفلسفة :له في الفلسفة كتاب (الشفاء) وهو اكبر كتبه الفلسفية فكان الكتاب بمثابة موسوعةٌ شاملة. ذكر في الكتاب امهات المسائل الفلسفية والرياضيات. والفيزياء كما ذكر فيه مسائل ما وراء الطبيعة وله كتب أخرى في الفلسفة منها (كتاب النجاة) الذي هو مختصر كتاب الشفاء و(كتاب الإشارات والتشبيهات)الذي كتبه آخر ايامه وله رسائل اخرى كثيرة منها رسالة النفس، ورسالة العشق، ورسالة في الاخلاق وغير ذلك.
المصدر : أحرار العراق