المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صبرك علينا ... يا صبر



محمد دلومي
01-12-2005, 02:14 PM
مضى الصبر وحيدا كما كان منذ الأزل , مضى سائرا بين البشر ينثر عليهم من قلبه الأمل بعد الصدمات ويهون عليهم الحزن ويسهل الصعاب .. يمضي وحيدا منذ فجر الخليقة , يؤدي الأمانة التي كلف بها بلا ملل أو كلل , وقف يوما يتأمل وحدته فانهمرت عبراته على خده , رأى آخر النهار وهو يصافح أول قطع من ظلام الليل البهيم شاهد تلك الألفة بين الليل والنهار فأحس بمعنى الوحدة وسطوتها على القلب , وحرقة السنين والأحقاب التي مضى فيها يرافق وحدته ’ كم من أحقاب مضت عليه وهو وحيد بلا سند بلا رفيق او عدو , بلا صديق ,, بلا صبر مثل صبره , لكل أول آخر وللبر بحر ,, وللمغيب شروق,, ومن بعيد يأتي الخير عن يمين ينظر الى الشر عن شمال ,, الحياة كلها لها فيها ما يماثل وما يعادل وما يرافق بل الحياة نفسها يقابلها الموت ,, ووحده الصبر يمضي وحيدا ’’ لم يكن ساخطا ولم يكن حانقا ,, فهو الصبر ,, لكنها الوحدة ’ والوحدة لا يصبر عليها صبر ,, يستجدي لصبره صبرا فلا يجد صبرا وهو الصبر الذي صبر ,, أيها الناس لا ترمون عليه لوما .. هي الوحدة والوحدة معبد القهر ’ أيها الناس لا تعجبوا فما العجب الا من وحدة ليس لها الا قهر وقهر ,,
ايها الناس انها الوحدة جعلته يذرف دمعا ,و جعلته يحن الى رفيق ,, الى صديق ,, الى يد جميلة رقيقة تمسح عنه دمعا سقط مثل بلور جميل ,, الى يد حنون تربت على كتفه تجعله يشعر بالوجود والأمان ,, ليته كان ليلا ليعانق النهار ,, ليته كان نهارا يقبل الليل ,, ليته كان أولا أو آخر ,, او برا أو بحرا ,, ليته كان شمالا او جنوبا ’’ شرقا أو غربا شرا او خيرا ..فقط ليكون معه مثيل ورفيق لكل ما خلق الله معين ,, سواه الصبر وحيد ,, وحده الصبر وحيد .

وضع رأسه بين يديه واستسلم للبكاء كان بكاءه مرا يمرق من أعلى القلوب وينزل الى أعماق الأكباد فتذرف المآقي دموعا سخية ...
ها هو الصبر أيها البشر الذي أطعمكم من شتات روحه ومسح عنكم مدامع ,, واحيا فيكم العزائم بعد يأسكم ,, وأينع فيكم ربيعا موشح بالورد بعد أحزان الخريف وغضب الشتاء العاصف ,, ويرسم على الثغور بسمة تشرق من بين المدامع المنسحبة من الأحداق ,, ويجعل الحياة تطل من العيون بعد الأحزان وانكسار الروح ,, ها هو اليوم وحيدا .. حزينا ,, يسير في الحياة كسير النفس وقد كان لكم أنيسا في الليالي الحالكات الموشحة بسواد الأحزان وسطوة الزمان ,, يبحث عن صبر لصبره فلا الصبر وجد و وهو الصبر الذي يملأ الناس حياة بعد موت ,, يبحث عن جرعة صبر ,, عن قطرة صبر .

مسح تلك العبرات التي تسقط شفافة جميلة مثل لؤلؤ مهدور ,, حمل نفسه المثقلة بالألم وألم الناس أجمعين ,, ومضى بينهم حاملا الحب بعد خيبة ’’ والنصر بعد هزيمة ,,

في مكان ليس في الحياة وليس في الأرض في مكان الله وحده يعلمه سجد الصبر بين يدي ربه ,, سبح وحمد الله على فضله وشكره على ما أصبغ عليه من نعم لا تزول وأفضال لا تحول ,,,,,, وأـنشأ يقول :
أي ربي أنت الله لا اله إلا أنت ..تباركت وتعاليت ,, بين الكاف والنون ما تشاء يكون ,, أنت الله ربي عظم شأنك ,, الحمد لله لك على ما أعطيت ,, والحمد لك على ما منعت ,,

ربي خلقت الجنة والنار وجعلت للبداية نهاية ,, وللأول آخر وبعد الغروب شروق ولليل نهار تشرق فيه شمس وللنهار ليل بهيم ينير فيه ضياء قمر جميل ,, ومع الحياة موت تأتي بلا موعد ’’ ولهذه دار دار أخرى فيها قرار ,, وعدد له المخلوقات وما معها ,, صمت وسجد لله وقال بصوت هادئ رخيم فيه ذلة العبد للخالق العظيم ’’ أما انا يا الله فخلقتني وحيد ,,,,
حينها جاءه صوت من بين نور عظيم ’’ نور يضيء الليالي المعتمة ويخفي الشمس المشرقة ,, نور لا يشبه أنوار الدنيا ’’ صوت يجعل النفس تشعر بالسكينة والأمان والوقار أمام رحمة الله الواسعة : أيرضيك أن يكون الله معك ,,,,
خر الصبر ساجدا بعدما قام من سجود ’’’ وقال رضيت ربي رضيت ,, رضيت ربي رضيت ,,
ومن يومها والناس تقول ,, إن الله مع الصابرين ’’

أصبروا يا أخوتي ففي الصبر حلاوة لا يعرف كنهها الا من غرس الله في قلبه نعمة الإحساس لا تحزنوا فالله معكم ..

وتصــــــــبحون عـــــلى صـــــــبر ... وتشــــــرقون عـــــــلى أمــــــل .

أمل عبدالعزيز
01-12-2005, 02:46 PM
.
.
.
كلمات من ذهب
ومشاعر تروى بروحك الصادقة
ونبرات صدى مشاعرك المشرقة في هذا المكااان
بالفعل كتابة تنبيء أن خلفها قلب/ قلم ... لايشقُ له غبار..