المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللهم إني صائم !



النصرالعالمي
08-08-2012, 05:10 AM
مرحبًا ,

//

لا تندهش.. حين ترى شخصاً يشرب الماء بسرعة 9 خيول مع انطلاق أول كلمة في آذان المغرب!

في شهر الصوم كل شيء مختلف، ومن أوجه هذا الاختلاف التقاليد التراثية الرمضانية المتكررة في كل عام، والتي تبدأ ما قبل الفطور بدقائق، ومنها "حرب الشوارع"؛ فالكل ينشد الوصول إلى البيت قبل "طقطقة" ميكروفون الجامع الذي ينادي بالآذان، وخلال هذه اللحظات العصيبة يشتم السائق ويسب ويحش كل مَن في طريقه.. ويختم بـ"اللهم إني صائم"! أيها الصائم المتعجل أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً..!

وخلال هذه الإجازة (الرسمية) للشيطان، نجوع عن الطعام نهاراً، وننتقم منه مساءً، ويتغير المثل المشهور إلى "على قد كرشك مد رجليك"!
# ودائماً أتساءل: لماذا يرتبط هذا الشهر بالحلويات والقطايف التي تختفي 11 شهراً وتظهر مع تصفيد الشياطين؟ هل هناك علاقة بينهما؟!

وموعدنا كل رمضان مع "الفقرة الكوميدية" حين تسمع أسئلة الصائمات قبل الصائمين: الكحل يفطر يا شيخ؟ يا شيخ معجون الأسنان يفطر؟ البسكوت يفطر؟ السجائر تفطر؟ ما رأيك بقطرة العين؟ هل يجوز تذوق الطعام لمعرفة ملوحته من عدمها؟ ما حكم تقبيل الزوج في رمضان؟! >> يعني تركتم أيام السنة كلها و"حبكت"..؟! إجابات متكررة من قناة لأخرى، تشدد وتؤكد للصائمين أن صيام رمضان بلا سمبوسة جائز! وكذلك أكلها بلقمة واحدة!

وهل تعلم أن هناك طرقاً علمية مدروسة، ابتكرتها مخلوقات صغيرة تصوم "صوم العصفورة"، لمعرفة الصائم من المفطر، لا مفر من الإفلات منها، أولاها أرني لسانك، وثانيها شد جلد السبابة.

# وأستغرب من "العادات الغذائية والشرائية" خلال شهر رمضان، من المفترض والمنطقي أنه شهر الصوم، أي الامتناع عن الطعام، يقل فيه عدد المتسوقين، بينما نجد الأسواق تغص بالمتسوقين، أو في تشبيه أقرب كأن الحرب على الأبواب! تبدد ألوف الريالات على ما لا يلزم، وشراء الأصناف المتنوعة من المأكولات والحلويات، وتعج سلال المشتريات بما لذ وطاب، في وقت وجب علينا أن نشعر بجوع إخواننا الفقراء!

& ومن أجمل ما قرأت مؤخراً أنه عندما يبدأ شهر رمضان في ليبيريا، يقاطع الصائمون الاستماع لأي نوع من أنواع الموسيقى، وإذا استمع أحدهم لها في شهر رمضان ينظر إليه المجتمع على أنه مفطر!

# ويذكُرني هنا أقسى المواقف وأظرفها، وفيه أن المفاجأة ليست بآذان الفجر، بل حين أسمع "طقطقة" الميكروفون وكحة المؤذن، وفي هاتين الثانيتين أحتار: هل أبلع اللقمة العالقة في حلقي أم...؟!

وأذكر فيه إحدى "العادات المحببة إليّ"، وهو مشروع الري الذي تبدأه أمي وقت السحور بإيقاظ النائم ومناولته (كاسة) ماء باردة قد لا يتذكرها صباح اليوم التالي!


اللهم إني صائم !


//


20/9/1433
مبارك عليكم دخول العشر الأواخر من رمضان تقبل الله منا ومنكم الصالح من الأعمال