المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَالْعَامِّيُّ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ يَغْلِبُ أَلْفًا مِنْ عُلَمَاءِ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكِينَ...



أهــل الحـديث
05-08-2012, 07:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في رسالته العظيمة " كشف الشبهات" :
(( :(وَالْعَامِّيُّ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ يَغْلِبُ أَلْفًا مِنْ عُلَمَاءِ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكِينَ)).
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في شرحه :
(يريد المؤلف - رحمه الله - أن يشجع من أقبل على الله تعالى وعرف الحق بأن لا يخاف من حجج أهل الباطل ؛ لأنها حجج واهية وهي من كيد الشيطان ، وقد قال الله تعالى:
{ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا } .
وفي ذلك يقول القائل:
حجج تهافت كالزجاج تخالها ... حقا وكل كاسر مكسور)اهـ.
وقال العلامة صالح الفوزان في شرحه:
(هذا من العجائب أن العامي غير المتعلم من الموحدين يغلب ألفًا من علماء المشركين، ذلك لأن العامي عنده الفطرة السليمة التي لم تتلوث بالشكوك والأوهام وقواعد المنطق وعلم الكلام.
أما العالم المشرك فليس عنده فطرة سليمة ولا علم صحيح، وصاحب الفطرة السليمة يتغلب على الذي ليس عنده فطرة ولا علم لأن علمه جهل.
إذًا فالناس ثلاثة أقسام:
القسم الأول: من عنده علم صحيح وفطرة سليمة، وهذا أعلى الطبقات، وهذا هو الذي أقبل على ربه وأصغى إلى حججه وبيّناته فصار عنده علم صحيح وفطرة سليمة.
القسم الثاني: من ليس عنده علم لكن عنده فطرة سليمة وهو العامي من الموحدين.
القسم الثالث: من ليس عنده فطرة سليمة ولا علم صحيح وإنما عنده سراب لا حقيقة له، فهذا يُهزم أمام العامي فكيف أمام العالم الذي عنده علم صحيح وفطرة سليمة؟ فهذا مما يدلك على أن تعلّم العلم النافع يكون سلاحًا للمؤمن أمام أعداء الله ورسوله)اهـ.
وقال بعض الشراح:
(الغلبة على جهتين :
الغلبة بالقدر والوزن.
والثانية: الغلبة بالنصرة والتأييد.
فأما الغلبة بالقدر والوزن فهو أن الموحد الةاحد –وإن كان عاميا- فوزنه ومقداره عند الله أعظم من علماء المشركين وإن بلغوا ألفا.
وأما الجهة الثانية فهي بالتأييد والنصرة، فالموحد وإن كان عاميا فهو يغلب الألف والمئين من المشركين لأن الله تعالى ينصره ،ولأن الله يؤيده)اهـ.