المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا أستاذ حسين السويدي : هذا هو رأي الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في التقارب مع الشيعة



أهــل الحـديث
05-08-2012, 08:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

كتب الأستاذ حسين السويدي – وفقه الله لما يُحب ويرضى – مقالاً في جريدة الوطن يوم الجمعة 15رمضان 1433هـ ، عنوانه (سماحة الطنطاوي في زمن الطائفية ! ) على هذا الرابط :
http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...rticleID=12947 (http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=12947)
تحدث فيه عن الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – قائلاً عنه : ( ولا أذكر يومًا أنه تحدث - سواء في برنامجه أو في كتبه - عن الطائفية .. ) .

وأقول : إن كان الأستاذ يقصد بالطائفية : الحديث عن خطر المد الشيعي على الأمة الإسلامية ، وتحذير المسلمين من مخططاتهم وألاعيبهم ؛ فالشيخ – رحمه الله – كان من أوائل مَن تنبهوا لمكر القوم و " تقيتهم " ، فلم يكن بالخب ولم يكن الخب الشيعي يخدعه ، وهذا هو المؤمّل من جميع محبي الشيخ – رحمه الله - .

فقد كتب مقالاً في مطلع شبابه عندما كان في مصر في مجلة " الرسالة " ( العدد 722 ) عنوانه : ( إلى علماء الشيعة ! ) تحدث فيه عن دعوة التقريب بين السنة والشيعة التي كانت في أوجها مع قدوم العالم الشيعي محمد تقي القمي إلى مصر ، لافتتاح ما سمي بـ " دار التقريب " .

قال الشيخ :
( لذلك رحبنا في مصر بالعالم الإيراني محمد تقي قمي ، كما رحبنا من قبل في الشام ومصر بسلفيه أبي عبدالله وعبدالكريم الزنجانيين ، ومكناه من افتتاح دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، وسررنا حقيقة بتقرب إخواننا الشيعة منا ورجوعهم إلينا بعد إعراضهم عنا ) .

ثم قال مبينًا شروط التقارب مع الشيعة :
( وأن نرجع جميعا إلى أصول الدين : إلى الكتاب معتمدين في تفسيره على المأثور كالذي نقله الطبري في تفسيره أولا ثم على المعقول الموافق للعربيه ولأسباب النزول ، وإلى السنة الصحيحة وما بني عليها من فقه ، وفروع من فروع ، وأن نترك كتب الخلاف التي تورث الأحقاد ، وتثير السخائم ) .

إلى أن يقول معلقًا على كتاب لأحد الشيعة المعاصرين جهر فيه بمعتقدهم القبيح تحت رعاية القمي ! :
( ومؤلف الكتاب " البحاثة المحقق " لا يسوق هذا على أنه رأي له ، بل على أنه معتقد الشيعة ، وأنه المعتمد عندهم ، وأنا أصدقه في ذلك ما لم أر علماء الشيعة يكذبونه فيه ، وينكرونه عليه ، وأقول :
إذا كان إخواننا الشيعة يعتقدون أن المهاجرين والأنصار لم تصف نفوسهم لفهم الدين ، ولم يصل إلى أعماق قلوبهم ، ونحن نراهم أئمة الهدى وورثة الرسول ... وإذا كانوا يسبون أكثر الصحابة ونحن نجدهم خلاصة الإنسانية ولباب البشر ... وإذا كانوا لا يقبلون إسنادنا ولا يحتجون بحديثنا ، ونحن نبني على هذه الأسانيد ديننا ، ونقيم على هذه الأحاديث شرعنا ... وإذا كانوا يرون الصحيحين مملوءين بالموضوعات والسخافات ، لا يليقان إلا بمخرفي البربر وعجائز السودان ، ونحن نراهما أصح الكتب عندنا بعد كتاب ربنا .. ولا يعتبرون تفسير الطبري وهو عمدة تفاسيرنا .. وكانوا يطعنون على أئمتنا ، ويصمونهم بالتجسيم وفساد المعتقد ... وإذا كان المؤلف قد صرح في الصفحة 15 و 64 و 132 أنه لم يقل كل ما عنده ، ولم يجهر بكل ما يعتقده " لئلا يقوده البحث إلى نتائج غير صالحة قد لا تلتئم مع العصر الذي يطلب فيه الوفاق " ، وإذا كان عنده أي عند الشيعة أكثر من هذا الذي قاله ... فكيف يا علماء الشيعة ، وكيف يا أعضاء دار التقريب ، وكيف يا محمد تقي قمي ، يكون الوفاق ، ويتم التقارب ؟
أو ليس من التناقض أن يأتي من إيران محمد تقي قمي ، ليعمل على التقريب بين المذاهب ، فينزل في أفخم فندق في القاهرة ويفتح دارًا ينفق عليها وعلى موظفيها وزوارها أضخم النفقات ، في الوقت الذي يَطبع فيه في طهرن هذا الكتاب !! وهل وجدتم في مصر أو الشام أو العراق كتابًا لسني يسب فيه أهل البيت الأطهار ، أو يتعرض فيه لسيدنا علي وذريته الطيبة ؟! ) .

قلت :
أما في مذكراته – رحمه الله – فقد قال ( 7 / 132 ) :
( جاء مصر رجل اسمه القمي, إيراني شيعي حاذق ذكي, داهية من الدواهي, ففتح " دار التقريب " يدعو فيها إلى التقارب بين الفريقين السنة والشيعة, وهو في الحقيقة داعية إلى التشيع ) .

رحم الله الشيخ علي الطنطاوي الذي لم تخفَ عليه ألاعيب القوم ، ولعله استفاد هذا من " خاله " الكاتب الإسلامي الكبير : محب الدين الخطيب – رحمه الله - ، الذي كان متخصصًا في فضح معتقدات الشيعة ، من خلال كتبه ورسائله التي كانت خير موقظ للأمة في هذا المجال . والله الهادي ..