المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تُبنا يا ربّاه فتب عليناد. عائض القرني



تاجر مواشي
04-08-2012, 03:30 PM
اغنام - ابل - دواجن - طيور


تُبنا يا ربّاه فتب علينا


د. عائض القرني (http://sabq.org/WoiNId)
واحرّ قلباه، واكرباه، يا ربّاه، يا ابن آدم تذنب ولست بنادم، الأنبياء يبكون، والصالحون يشكون، تتابع المعاصي، وتستهين بمن أخذ بالنواصي، ويحك كيف تلعب بالنار، وتستهين بالجبار، يغديك ويعشِّيك، ويقعدك ويمشيك، ثم تنهض على عصيان أمره، مع علوِّ قدره، وعظيم قهره، ويلك هذا الملك كسر ظهور الأكاسرة، وقصّر بالموت آمال القياصرة، وأرغم بالجبروت أنوف الجبابرة، الروح الأمينُ وَجِلٌ مسكين، من خوف القويّ المتين، ومحمد يتهجد ويتعبد، وهو الذي دعا كل موحِّد، ومع هذا يتوعد ويهدد من ركن لكل كافر وملحد.

أين عقلك يا مغرور، هل نسيت يوم العبور، وساعة المرور، كل طائر من خوفه يخرُّ صريعًا، وكل كاسر يئن من خشيته وجيعًا، أبو بكر انتفض من خوفه كالعصفور، وصار صدره بالنشيج يفور، وسقط الفاروق من الخشية على الرمال، حتى حُمِل على أكتاف الرجال، وبقي ذو النورين من منظر القبر يبكي يومين، وهذا علي بن أبي طالب دموعه من التذكر سواكب، كان عمر بن عبد العزيز، يرتعد ولصدره أزيز، ويقول: يا قوم، اذكروا صباح ذلك اليوم، ويلك والله لو أن القرآن نزل على صخر لتفجر، ولو هبط على حجر لتكسر، وتقرؤه وأنت لاهٍ ساه، تتفكر في المنصب والجاه، كأن الليالي لا تطويك، والكلام لا يعْنيك، تدفن الآباء والأجداد، وتفقد الأخوة والأولاد، وأنت لازلت في إصرار وعناد، سبحان الله تغترّ بالشباب، وتزيّن الثياب، وتنسى يوم يُهال عليك التراب:
أبداً تصرُّ على الذّنوب ولا تعـي