المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين، بين قهر الأعداء، وخيانة الأدعياء.



أهــل الحـديث
30-07-2012, 08:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي العظمة والكمال والجلال، والصلاة والسلام على الضحوك القتّال، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل.
إن اليهود هم أخبث الناس وأشدهم عدواة لله ورسوله والمؤمنين، وهم المتطاولون على الله بالسب والتنقيص، وهم قتلة الأنبياء والمرسلين، شيمتهم الغدر والخيانة، همهم إشعال الحروب والفساد بين الناس، لقد وصفهم القرآن بأبشع الأوصاف، وبين حقيقتهم أحسن بيان.
ولقد سئم الصليبيون من تواجد هؤلاء الناس بينهم، وأرادوا التخلص منهم ومن شرّهم وأذاهم، فتواطؤوا مع الحكام العرب العملاء على أن يغرسوا هذه النبتة الخبيثة وهذا الورم السرطاني اللعين في قلب ووسط العالم الإسلامي، وعند الأرض المباركة والمسجد الأقصى، ليكونوا خنجراً مسمواً في قلب الأمة.
لقد مرّت مأساة فلسطين والمسجد الأقصى بجملة من المراحل التي دبّرها اليهود وعملاؤهم المرتدون الخونة لتحجيم هذه القضية الكبرى من قضية الأمة الإسلامية، إلى قضية عربية، لتخرج من همّ الأمة ككل وتصبح همّ العرب فقط، ولكي تخرج من مكانتها الدينية وتوضع في الجانب العرقي، ثم حُجّمت إلى قضية فلسطين، لتخرج حتى من القضية العربية إلى قضية حدودية وطنية قطرية.
وبذلك تخلى العالم الإسلامي عن هذه القضية الدينية الكبرى، وبقيت بعض الدول العربية تتدخل في القضية كوسيط خارجي يسعى للإصلاح! بل لتخضيع الشعب لليهود وتقديمهم كبش فداء وقرابين للصهاينة.
وبهذا التدرج في تحجيم القضية خُذلت فلسطين وأُسلمت إلى اليهود يدنسون مسجدها ويسحقون ويذلون ويقهرون أهلها الشرفاء.
وبقيت فلسطين جرحاً غائراً في قلب الأمة، كلما رقأت دماؤها تفجرت ينابيع أخرى من الدماء.
إن الذي يُعلّق أمله في الحكام الخونة لتحرير فلسطين، هو كمن يُعلق أمله في اليهود أنفسهم، فإن العملاء الخونة هم شر من اليهود، لأنهم باعوا دينهم وكرامتهم ورجولتهم وخانوا أمتهم، وإذا لم يكن هناك أمل في اليهود فلا أمل أيضاً في عملائهم الخونة.
والأمة إذا فقدت أملها في الحكام، التفتت إلى العلماء والدعاة لكي يقودوها إلى بر الأمان، ويرشدوها إلى طريق العزة.
ولكن وللأسف لقد وثقت الأمة في علماء ودعاة كثير منهم عملاء للطواغيت، كما أن الطواغيت عملاء لليهود.
وكما سلّم الطواغيت فلسطين وأهلها لليهود، فكذلك علماء الطواغيت سلّموا فلسطين وأهلها لليهود.
وبدل أن يسعى هؤلاء العلماء والدعاة لنصرة المسلمين قاموا بتخديرهم وغشهم وخداعهم، بل زادوا على ذلك بأن سفهوا وضللوا علماء الأمة وقادتها الصادقين الذين كانوا ولا زالوا يرشدون الأمة إلى الحل الوحيد لتحرير فلسطين وانقاذ أهلها ومسجدها من براثن اليهود.
وبعد كل حملة يشنها اليهود الأرذال يخرج كثير من الأدعياء يتباكون على دماء المسلمين بدموع التماسيح في خطب رنّانة ومحاضرات نارية، فإذا ما خرجوا توجهوا مباشرة إلى الطواغيت وارتموا في أحضانهم.
إن الطواغيت وعلماء السوء هم شركاء أساسيون في كل ما يحدث لأهلنا في فلسطين من قهر وظلم، وما يحدث للمسجد الأقصى من تدنيس وتهديم.
وإذا أرادت الأمة حقاً أن تنصر المسلمين في فلسطين وتطهر المسجد الأقصى من رجس اليهود، فعليها أن تستجيب لنداء العلماء والقادة الصادقين الذين أرشدوها إلى الحل الوحيد والصحيح.
إن تحرير فلسطين لابد قبله من تحرير البلاد العربية التي تحيط بفلسطين والتي تعتبر الحارس الوفي لليهود، ولكي نصل إلى اليهود لابد من الإطاحة بعملائهم.
إن اليهود جبناء لا يجرؤون على قتال المسلمين إلا من وراء جدر، وبعدما يعلمون أن ظهورهم محمية محروسة.
والذي يحمي ويحرس اليهود هم طواغيت العرب الخونة الذين أحاطوا بفلسطين إحاطة السوار بالمعصم، وأقفلوا الحدود وأقاموا الحواجز والسدود، لكي يمنعوا المسلمين من نصرة إخوانهم، كما قاموا من خلال إخوانهم في العمالة بتجريد الشعب الفلسطيني من السلاح لكي يكون فريسة سهلة المنال لضربات اليهود.
إن تحرير فلسطين واجب وفرض على الأمة جميعاً خاصة على المتاخمين لفلسطين في الحدود فإن الواجب في حقهم مقدم وآكد.
والقاعدة عند العلماء أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ولا يمكن تحرير فلسطين إلا بإزالة الحواجز والسدود، ولا يمكن ذلك إلا بالخروج على الطواغيت وإزالتهم، ومن ثم فتح الحدود والتدفق إلى فلسطين وجهاد اليهود حتى يخرجوا منها أذلة صاغرين.
وعلى هذا فإن أول عمل يجب أن تقوم به الأمة تجاه فلسطين هو الخروج على الطواغيت وخلعهم حتى يتسنّى لهم نصرة إخوانهم نصرة حقيقة عملية.
ومن يزعم أنه يريد تحرير فلسطين، مع أمره بطاعة الطواغيت وعدم الخروج عليهم، فهو كاذب مخادع غاش لدينه وللمسلمين ومقدساتهم.
وبغير الجهاد ولا تبرأ ذمة الأمة وليس لها عذر أمام الله ولا أمام المسلمين المستضعفين، وسيرها خلف علماء الانبطاح ودعاة الجبن والخور لن يعفيها من مسؤوليتها.
إننا أمة عمل وجهاد، ولسنا أمة بكاء وعويل ونياحة كالنساء، ومجرد الحزن والبكاء دون جهاد وتضحية هو عمل الجبناء الذين رضعوا الذل ورضوا بالهوان.
ولقد أدى العلماء والقادة الصادقون واجبهم في بيان الحق ومضوا على درب الجهاد فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا بتديلا.
لقد أوفى أسد الجهاد الشيخ أسامة بن لادن تقبله الله بوعده ولم ينكص عنه حتى أخر قطرة من دمه الطاهر فمضى إلى ربه وفياً أبياً يشهد لصدقه كل قطرة من دمه.
وها هم إخواننا في قاعدة الجهاد وبقيادة الوالد الحكيم الشيخ أيمن الظواهري -حفظه الله- يسيرون على الدرب في عزيمة وإباء لم يغيروا ولم يبدلوا، بل هم على العهد ماضون وعلى الله متوكلون وبنصره متيقنون.
وقد اقتربت جحافل التوحيد وجموع المجاهدين من المسجد الأقصى، يفلون الحديد بالحديد، ويكسرون الحواجز ويسحقون جيوش الكفر والردّة، ويرغمون أنوف الطغاة.
فعلى الأمة أن تلحق بركب الصادقين وتنضم لقافلة المجاهدين حتى تستعيد عزتها وكرامتها ومجدها وسيادتها.
نسأل الله أن ينصر المجاهدين في كل مكان، وأن يخذل أعداء الدين في كل مكان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.