المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القناعه عدسه لعينك



أسواق
30-07-2012, 01:20 PM
بسم الله الحمرن الرحيم

أهلاً و سهلاً بكم أخواني وأخواتي أعضاء منتديات مجيد

في هذا الموضوع سأروي لكم قصة حدثت لي في جمهورية مصر الحبيبة
واستفدت من هذا الحدث أكثر من استفادتي من قراءة بعض الكتب , ليس استنقاصاً للكتب
بل هو من عظمة الموقف

وعلينا جميعاً أن نجعل ما يمر علينا من مواقف في حياتنا دروساً لنا .

أثناء تنقلنا في مصر توقفنا في حارة ضيقة والسيارات تكسوها من هنا ومن هناك ,,,
وهناك في آخر الحارة ، شيخ كبير متكئ على عصاه يترنم ببعض الألحان الجميلة التي جمالها من جمال روح صاحبها ,,,
وهناك أم على النافذة تصيح لإبنها الذي يلعب في الشارع وتقول :
" قول لعمك محمد يدينا كيلوين طماطم و الحساب بعدين لأن فلوس الشهر خلصت يا ابني "
كانت تقولها وزملائه يسمعون وكان الأمر أيسر من المتوقع و السبب , لأن كل أهل الحارة يعانون ما يعانيه هذا الصبي و أمه ,,,

وهناك رجل يدفع عربية مكتوب عليها " كشري ينسيك الهموم" وكان يقول العبارة بصوت عالي و بلحن أكذب إن قلت جميل ,,،
دخلنا إلى أحد هذه العمائر ، فلما دخلنا رأيت موقف أثار مشاعري وأعطاني حكمة يصعب تطبيقها ،

رأيت في هذه اللحظات طفلة في سن السابعة أو أقل ابنة حارس العمارة ، وكانت تنظف مدخل العمارة الكبير والمتسخ
وظهرها منحنٍ طوال الوقت لتنجز العمل بأسرع وقت ممكن ،
ومع العمل الشاق على هذه الطفلة كان وجهها يتصبب عرقاً ، وهنا أراها مبتسمة
وكانت تحمل أخاها الأصغر الذي عمره ما دون السنة وهو يبكي ويحرك يديه بشده ويضربها وهي تحاول أن تلهيه وتقول له
" بابا جاي إمتى ، جاي الساعة ستة , راكب بسكلته " وهنا أراها مبتسمة
كانت تنتظر متى تغفل أمها عن النظر إليها لكي تلعب مع إخوانها وتجري خلفهم وهم يركضون ،
وفجأة تجدها تعمل بكل إخلاص خشية من أن تراها أمها وهي تلعب تاركة عملها ، وهنا أراها مبتسمة

علمتني هذه الطفلة وإن كانت لم تقصد ولم تعلم ، أن الحياة هي القناعة
وستصبح ملكاً إذا كنت قنوعا وأن السعادة في متناولك ،
إذا مزجت عيشتك بقليل من القناعة.

" القناعة عدسة لعينك , إن لبستها رأيت الحياة جميلة ورأوك الناس جميلاً "
تحياتي لكم نقل بواسطة نسيم العود:052: