المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة للتدبر:: { وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء}



أهــل الحـديث
29-07-2012, 01:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال تعالى فِيْ مطلع سورة الأعراف فِيْ الآية الثالثة:

1-{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}

فأخبر سبحانه بأنه هُوَ الولي الَّذِي يجب أن نتولاه ونطيع أمره، وألا نتخذ غيره وليا نطيعه ونرجو منه النصر والخير؛ فهو المدبر لأمور خلقه بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، المحمود العاقبة في جميع ما يقدره ويفعله؛ كما قال سبحانه: {وهو الولي الحميد}.

ثم ذكر سبحانه (الولاية) في أربع مواضع فِيْ نفس السورة غير هٰذا الموضع، فقال سبحانه:

2- {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} الآية: 27

3-{فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } الآية: 30

4-{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ } الآية: 155

5-{إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } الآية: 196

قال السعدي -رحمه الله-:

"فالمؤمنون الصالحون لمّا تولوا ربهم - بالإيمان والتقوى, ولم يتولوا غيره ممن لا ينفع, ولا يضر- تولاهم اللّه, ولطف بهم, وأعانهم على ما فيه الخير والمصلحة, في دينهم, ودنياهم, ودفع عنهم - بإيمانهم - كل مكروه, كما قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا }". وهٰذه هي ولاية الله الخاصة للعبد.

قال العثيمين -رحمه الله-:

"وأمَا ولايته العامة: فهي الولاية على العباد بالتدبير والتصريف، وهذه تشمل المؤمن والكافر وجميع الخلق ، فاللـه هو الذي يتولى عباده بالتدبير والتصريف والسلطان وغير ذلك ، ومنه قوله تعالى: { ثم ردوا إلى اللـه مولاهم الحق آلا له الحكم وهو أسرع الحاسبين }".

ومن تدبر السورة كاملة يجد فيها أخبارا وقصصا يوضح بها سبحانه حسن عاقبة من تولاه، وسوء عاقبة من تولى غيره.

فيتعرف العبد من خلال تدبره لآيات هٰذه السورة العظيمة على رب لطيف رحيم ودود حكيم علي أعلى متعال كبير عظيم حفيظ عزيز جبار غالب نصير، تولى من تولاه، وساق له الخير بلطف وحكمة ورحمة.

وخَذَلَ من تولى غيره وانتقم منه بقوته وعظمته وجبروته وقدرته.

فاقرأ كتاب الله قراءة متدبِّر يريد العلم بالرحمن، والهداية والغفران، والدرجات العلى من الجنان، وأوفر حظ من روية المنان.