المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقل الدعوة إلى الخارج.... خبرة واحتراف وفهم ناضج.



أهــل الحـديث
27-07-2012, 02:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


نقل الدعوة إلى الخارج.... خبرة واحتراف وفهم ناضج.
1ـ هل كان صلى الله عليه وسلم يربي الصحابة ليجلسهم معه في حلقاته دروسه ومواعظه ولا يستفيد منهم في الدعوة ؟
2ـ وهل كان منتهى فهم الصحابة رضوان الله عليهم للدعوة إلى الله تعالى أن ينتظروا النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج إليهم ويحدثهم ولا يتحركوا ليهتدي الناس على أيديهم ؟
3ـ وهل اختار النبيُّ صلى الله عليه وسلم والصحابةُ أناساً مفصّلين محترمين متدينين مجتهدين ليدعونهم إلى الله تعالى فيهتدوا...أم أنه هو وصحابته الكرام بذلوا كل ما في وسعهم لهداية الناس على عمومهم فاسدهم وصالحهم.
4ـ وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتقي الذين يدعوهم فيختار هذا ويدع هذا ...من مجرد منظره وشكله ... أم أنه يدعوا الجميع ....؟
5ـ وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد نتيجة دعوته مباشرة والذي لا يقبل الإسلام ـ فضلا عن أن يقبل أن يكون ملتزما متدينا ـ يقاتله ويعنفه ويضطهده ... وهل كانت هذه دعوة الأنبياء عليهم السلام .. كلا...إنها سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ...
6ـ وهل أسلم عمر بن الخطاب عندما سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ... أم لاقت أخته أشد العنف منه ... وهذا العنف كان سببا في إسلامه رضي الله عنه...
7ـ وهل السخرية منا واضطهادنا والتعرض لنا بألفاظ غير مقبولة لدينا يثنينا عن الدعوة والإقبال عليها ... أم ربما تكون هذه السلبيات سببا في هداية الآخرين ... ويكون ثوابنا عظيما عند الله ابارك وتعالى....
"لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"
8ـ وكم من أناس كان ظاهرهم الفساد ولكن يٌرجى منهم خير كثير ، ولكن من سيستخرج منهم هذا الخير؟
9ـ هل منتهى آمال الإنسان منا أن يجلس إلى الشيخ أو الداعية أو المربي كل يوم ويفرح بلقياه وبنظره إليه وباتصاله به....وهل الشيخ أو الداعية أو المربي أدرك أن ما يفعله هذا الشخص ... ليس من الصواب في شيء.
10ـ وإنما محبة الشيخ أو الداعية أو العالم بتفعيل كلامه وتطبيقه العملي وإنمائه وتطويره...كما ذهب أبو ذر رضي الله عنه بعد أن أسلم من عند النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه وحثهم على الإسلام...
11ـ وإنما أيضا محبة الشخص المتربي على أيدي هؤلاء أن يراه العلماء والدعاة نموذجا مشرفا لديهم في العلم والعبادة والدعوة ... فيروا نتاج ثمرتهم أمام أعينهم وهم أحياء...
12ـ ليست الدعوة محفوفة بالورود والبسط والفرش وكل ما هو جميل حسن ... ولكنها طريق يفتحه الله على من يريد أن يسلك فيه بإخلاص ومحبة...
13ـ وتحتاج الدعوة لأناس مجهّزين بالعلم والإيمان والتقوى والزهد والورع ...أينما تطلبهم الدعوة فهم لها ... وحريصين عليها... سواء مع المرأة المتبرجة أم مع الشاب المدخن أم مع شارب الخمر أم مع من يعاكس البنات في الطرقات ... فهم حكماء في تصرفاتهم.
14ـ وهؤلاء محترفون في الدعوة لديهم الفهم الناضج ... كان من المفترض أن يظهروا في هذه الأيام ...فهل السنوات الطويلة الماضية في العلم والدعوة والتربية أنتجت أناسا كهؤلاء ...فيخرجوا ويظهروا ..فالدعوة تطلبهم الآن ... وتفتقر إليهم وإلى خدماتهم ...أم أن هذه السنوات الطويلة مازالت في تحضيرهم ولم تنتهي بعد من تخريجهم...أم أن الأمر لم يكن في الحسبان ... ولا نية لتحضير أشخاص كهؤلاء...
ربما الرجوع خطوة إلى الوراء وترتيب الأوراق والحسابات أمر مهم للإنطلاق... ولا مانع من بدء تربية أمثال هؤلاء الآن .... أما التجاهل فهو الأمر الذي لا تحمد عقباه.