المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حالنا مع القران



النصرالعالمي
24-07-2012, 12:23 PM
سافر احد الاباء ساعيا وراء الرزق وكان ابناءه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام , وقد ارسل الاب رسالته الولى التي لم يفتحوها ليقرؤوا ما فيها , بل اخذ كل واحد منهم يقبل الرسالة , ويقول : هي من عند اغلى الاحباب , وفي كل مرة كان الابناء يتأملون الظرف من الخارج , ثم يضعون الرسالة في علبة قطيفة, كانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ثم يعيدونها ثانية .. وهكذا فعلوا مع كل رسالة تصلهم من ابيهم, ومضت السنون .
وعاد الاب ليجد اسرته لم يبق منها إلا ابن واحد فقط ,
فسأل الاب الابن : اين امك ؟؟
قال الابن : لقد اصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مال لعلاجها فماتت .
قال الاب : لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة الاولى !! لقد ارسلت فيها مبلغا كبيرا من المال .
قال الابن : لا, فسأله ابوه, واين اخوك ؟
قال الابن : لقد تعرف على بعض رفقاء السوء, اذ بعد موت امي لم يجد من ينصحه ويقومه, فذهب معهم.
تعجب الاب وقال : لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها ان يبتعد عن رفقاء السوء, وان يأتي إلي ؟
رد الابن قائلا : لا, قال الرجل لا حول ولا قوة إلا بالله, واين اختك؟
قال الابن لقد تزوجت ذلك الشاب الذي ارسلت تستشيرك في زواجها منه, وهي نعيسة معه اشد تعاسة.
قال الاب ثائرا : ألم تقرأ هي الاخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة هذا الشاب, ورفضي هذا الزواج ؟
قال الابن : لا, لقد احتفضنا بالرسائل في هذه العلبة القطيفة, فدائما نجملها, ونقبلها, ولكن لا نقرأها.

تأمل في قصة هذه الاسره كيف تشتت شملها وكيف تعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الاب إليها
ولم تنتفع بها, وتأمل في حالك وحال بعض الناس إن لم يكونوا أغلبهم.
هل انتم تتعاملون مع رسالة الله لكم كما يتعامل معها هؤلاء الابناء؟
تزينونها, وتقبلونها, ولكن لا تقرؤونها , ولا تنتفعون بها ؟؟
انه والله منهاجكم في الحياة كلها.
إن كنتم كذلك فستغفروا ربكم, واخرجوا مصاحفكم, واعزموا على أن لا نهجروها...