المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لم كل هذه الحساسية الشديدة من فعل المعروف والنصيحة .....



أهــل الحـديث
23-07-2012, 04:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




لم كل هذه الحساسية الشديدة من فعل المعروف والنصيحة .....




هل الوعظ والنصح والإرشاد بقَوْلٍ وَفِعْلٍ حَكِيمٍ .... مَقْصُورٌ عَلَى جَمَاعَة التَّبْلِيغ ؟


ـ سرت في الشارع ليلاً ، فوجدتُ طفلاً صغيراً لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره يلعب مع زملائه بالكرة وهو يدخن ، فلاحظتُ ذلك عليه ، فتوجهتُ نحوه منادياً له ومُسَلِّماً عليه ، فأقبل إليّ مصافحا لي ... فتكلمتُ معه بشأن شرب الدخان فألقى السيجارة على الأرض وقال لي : أنا متأسف ، ولن أفعل ذلك بعد اليوم .... ( أفلح إن صدق ) ....
ـ وقمتُ بتوزيع جدول للحث على العمل الصالح .... وذلك في خارج المسجد على العوام والشباب ... فقبلوه منيّ ... وأما في داخل المسجد .... فتكلم بعض الشباب الصغار قائلاً : هو ده ـ يقصدونني ـ تبع جماعة التبليغ ... وذلك في مسجد للمتدينين .
ـ وقمتُ بتوزيع نصيحة للحث على الأمر والنهي بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة على الناس في الطرقات وأماكن التجمعات .... فأخذها العوام باستحسان لها ... وأخذها المتدينون باستغراب لها .... حتى إن البعض لم يتنازل أن يصرفني عنه إلا بعد أن يعرف انتمائي وتوجهي ... وكلما أقول له : ( أنا مسلم مثلي مثلك ... أنصحك بالحسنى ) ...يصمم ويصر على أن يصنفني : إخوانيّ .. سلفيّ ... تبليغيّ ... تكفير وهجرة ... جهاديّ ...
لم كل هذه الحساسية الشديدة من فعل المعروف والنصيحة .....
أنا أخبركم بهذه الحساسية الشديدة وانتبهوا جيدا لهذا الكلام المهم جدا من كلام محمد أحمد الراشد فِي ( كتابه المنطلق ) :
... فمحنة المسلمين اليوم لا تقتصر على تسلط أئمة الضلالة فحسب ، بل تعدت ذلك إلى تربية سخرت المناهج الدراسية وكراسي الجامعات والصحف والإذاعات لمسخ الأفكار والقيم ، حتى غدا صيد المخططات فِي سرور، يحسب نفسه فِي انعتاق من أسر القديم ، أي قديم كان .
... وهكذا أدركوا المقتل الذي عرفه فرعون ، فتواصوا بالإفساد ، وأخذوا يحولون المجتمعات إلى فتات غارق فِي وحل الجنس والفاحشة والفجور ، مشغول بلقمة العيش لا يجدها إلا بالكد والعسر والجهد ، كي لا يفيق ، بعد اللقمة والجنس ، ليستمع إلى هدى أو يفيء إلى دين . وصارت تلك سياستهم .
سياسة محاربة المساجد بالمراقص . ومحاربة الزوجات بالمومسات . ومحاربة العقائد بأساتذة حرية الفكر . ومحاربة فنون القوة بفنون اللذة .
وهكذا تحوّل بهذه التربية ذلك الصقر الإسلامي إلى مثل طائر الحَجَلِ فِي وداعته .
إنه الأدب والترويض الذي استعمله أئمة الضلالة ...
وكان من تمام ما يلزمه هذا الترويض أن يضيقوا على دعاة الإسلام ، ليستبد بالتوجيه التربوي والإذاعي والصحافي أدعياء العلم والشعر والحكمة ، الذين موهوا أمرهم بأسماء منظمات تبدو فِي ظاهرها مختلفة ، وطفقوا يزينون للجيل الجديد ، سَلِيل المجاهدين وشبل الأسود ، أن يكون رقيقاً للشهوات والجنس والعيش الرغيد ، وبدءوا يمحون تراث الأمة الذي نهضت به ، ويطمسون قصص العلماء ، حذرًا من أن تكون نبراسًا للجيل يستدل بها على طريق العمل .
.. هذا هو عنوان خطة الكيد اليهودي والصليبي ، إنه تعليم الليث الإسلامي جفلة الظبي . ومحو قصص أُسد الإسلام من العلماء والزهاد والمجاهدين من تاريخ القرون الفاضلة الأولى لهذه الأمة المجاهدة . وأنتجت خطط التربية ذاك الظبي الجفول الذي لم يعد يقتحم ، واستبدل التلفت بالعزم ، وتعلم المسارعة إلى الهرب .
إنهم هذا الجيل من أبناء المسلمين . شبل أسد تحول إلى ظبي وديع . وحر استرقوه ففرح .
ومرت الخطة ، حتى إن ما نلحظه اليوم لدى بعض المخلصين من ميل إلى العزلة ، والخوف من التعاون مع بقية المسلمين ليس إلا من آثار هذه التربية ، ودليلاً على نفاذها ، وليس ذلك بمستغرب ، فإنها إذا نجحت فِي إبعاد الكثيرين عن الإسلام ، فمن باب أقرب أن تبعدهم عن بعض الإسلام ، وتقنعهم بترديد الكلام ، والاعتزال ، والتماس الحذر من عملٍ يعرض للمتاعب .. انتهى بتصرف .

ـ أعلمتم إخواني بالجواب المر .... : لم نعد نقتحم ، واستبدلنا التلفت بالعزم ، وتعلمنا المسارعة إلى الهرب وأصبح كل واحد منا ظبيا وديعا ، ومائلا إلى العزلة ، والخوف من التعاون مع بقية المسلمين ، والتماس الحذر من عملٍ يعرض للمتاعب .
ـ فهل نصلح نحن أن نقود أمة ... ؟
ـ إن تحركنا اليوم لنكون أناسا يقودون أمة .... لكن للأسف الشديد لا نستطيع نحن أن نقود أمة ....


علينا بذل كل غال ونفيس للجيل الجديد . علينا بذل كل غال ونفيس للجيل الجديد . علينا بذل كل غال ونفيس للجيل الجديد .