مبـــارك
18-11-2005, 03:16 PM
http://www.asharqalawsat.com/2005/10/16/images/media.328681.jpg
الذي يتمعن في تفاصيل الرسالة الدعائية لهذا العمل التلفزيوني يتبادر إلى ذهنه حسن الظن
بالقائمين عليه، ورغبتهم في المساهمة الجادة في القضاء على الفكر المنحرف المتلبس برداء
الدين، وخلاصته أن رموز هذا الفكر إنما يفعلون ما يفعلون ابتغاء الجنة، والفوز بالحور العين، ولذلك
يرتكبون العمل الإجرامي لتحقيق هذه الغاية عن قناعة كاملة بأن ما يقدمون عليه إنما هو
من "الجهاد" الذي يقدّمون فيه النفس مقابل الجنة.
هذا ملخص العمل التلفزيوني، وهو مقصد نبيل، بيد أنه خاطئ في الوسيلة التي يُراد بها تحقيق
المقصد.
ومدار الخطأ الجسيم هو الخلط الواضح والبيّن بين الفكرة الأساس وآليات تقديمها للجمهور؛ إذ فيه
تجاوز للثابت الديني، وتوظيف لمظاهر الالتزام الديني لمحاربة فكر منحرف، وتشويه جد خطير
للمعاني الإسلامية تشترك فيه القناة مع من تتصدى لمحاربتهم سيتضح أثره التراكمي على
الناشئة بعد حين.
"الحور العين" حقيقة لأهل الجنة جاءت بها نصوص القرآن وصحيح السنة، وتشويه هذه الحقيقة
بربطها بممارسات أهل الفكر المنحرف فيه تجن خطير على حقائق الدين، وترسيخ المعاني
المصاحبة للملتحين وربطها بالسمات الظاهرية لتلك الفئة في العقل الباطن من خلال مثل هذه
البرامج التلفزيونية يمثل "حرباً غير مباشرة" للمتدينين وأهل الالتزام في الأمة، ويساهم في تكوين
أو تعزيز صورة مشوهة في ذهن المشاهد عن أهل الصلاح المتبعين للسنة.
ولئن كانت التغطية الإعلامية والإخبارية لجرائم هؤلاء قد زرعت في عقلية المشاهد العربي بذور
هذه الصورة المشوهة، فإن مسلسل "الحور العين" وغيره مما هو على شاكلته إنما يساهم
إسهاماً مباشراً في تحويل هذه الصورة إلى حقيقة في مجتمع يدين أهله بالإسلام، ويدعون فيه
إلى تطبيق السنة.
نتفق جميعاً على محاربة هذا الفكر، ونعلم أن للوسيلة الإعلامية أثراً كبيراً في تسديد المسار،
وتقويم المعوج، وتصحيح المفاهيم، لكن عندما "يتلبّس الفني بالشرعي" لكسب الجماهير فإن من
حق المشاهد الذي تتوجه له الرسالة الإعلامية أن يرفض مثل هذا العمل، وأن يوسّع دائرة الرفض
ليوقف عرضه، فالغاية لا تبرر الوسيلة ..
منقوول ..
للكاتب : الرايش
تحيـــاتي لكم
الذي يتمعن في تفاصيل الرسالة الدعائية لهذا العمل التلفزيوني يتبادر إلى ذهنه حسن الظن
بالقائمين عليه، ورغبتهم في المساهمة الجادة في القضاء على الفكر المنحرف المتلبس برداء
الدين، وخلاصته أن رموز هذا الفكر إنما يفعلون ما يفعلون ابتغاء الجنة، والفوز بالحور العين، ولذلك
يرتكبون العمل الإجرامي لتحقيق هذه الغاية عن قناعة كاملة بأن ما يقدمون عليه إنما هو
من "الجهاد" الذي يقدّمون فيه النفس مقابل الجنة.
هذا ملخص العمل التلفزيوني، وهو مقصد نبيل، بيد أنه خاطئ في الوسيلة التي يُراد بها تحقيق
المقصد.
ومدار الخطأ الجسيم هو الخلط الواضح والبيّن بين الفكرة الأساس وآليات تقديمها للجمهور؛ إذ فيه
تجاوز للثابت الديني، وتوظيف لمظاهر الالتزام الديني لمحاربة فكر منحرف، وتشويه جد خطير
للمعاني الإسلامية تشترك فيه القناة مع من تتصدى لمحاربتهم سيتضح أثره التراكمي على
الناشئة بعد حين.
"الحور العين" حقيقة لأهل الجنة جاءت بها نصوص القرآن وصحيح السنة، وتشويه هذه الحقيقة
بربطها بممارسات أهل الفكر المنحرف فيه تجن خطير على حقائق الدين، وترسيخ المعاني
المصاحبة للملتحين وربطها بالسمات الظاهرية لتلك الفئة في العقل الباطن من خلال مثل هذه
البرامج التلفزيونية يمثل "حرباً غير مباشرة" للمتدينين وأهل الالتزام في الأمة، ويساهم في تكوين
أو تعزيز صورة مشوهة في ذهن المشاهد عن أهل الصلاح المتبعين للسنة.
ولئن كانت التغطية الإعلامية والإخبارية لجرائم هؤلاء قد زرعت في عقلية المشاهد العربي بذور
هذه الصورة المشوهة، فإن مسلسل "الحور العين" وغيره مما هو على شاكلته إنما يساهم
إسهاماً مباشراً في تحويل هذه الصورة إلى حقيقة في مجتمع يدين أهله بالإسلام، ويدعون فيه
إلى تطبيق السنة.
نتفق جميعاً على محاربة هذا الفكر، ونعلم أن للوسيلة الإعلامية أثراً كبيراً في تسديد المسار،
وتقويم المعوج، وتصحيح المفاهيم، لكن عندما "يتلبّس الفني بالشرعي" لكسب الجماهير فإن من
حق المشاهد الذي تتوجه له الرسالة الإعلامية أن يرفض مثل هذا العمل، وأن يوسّع دائرة الرفض
ليوقف عرضه، فالغاية لا تبرر الوسيلة ..
منقوول ..
للكاتب : الرايش
تحيـــاتي لكم