المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (كان على قانون السَّلف) من كلمات الثناء العالي عند الأئمة



أهــل الحـديث
22-07-2012, 03:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الحمد لله, وصلاة وسلام على رسول الله, وبعد؛

من توفيق الله للعبد أن ينتهج نهج من رضي الله عنهم ورضوا عنه, وأن يتبعهم بإحسان؛ ألا وهم سلف هذه الأمة الصالح من الصحابة فمن بعدهم؛ فهو المنهج الأسلم والأعلم والأحكم, ولذا كان مقررا عند علماء الرجال, وأئمة الجرح والتعديل والتراجم والتواريخ أنه من أجل ما يثنى به على العالم أن يكون على (قانون السلف) ؛ أي على منهجهم ومسلكهم وصراطهم وسبيلهم في العلم والعمل والعبادة والسلوك, وتجد هذا جليا عند جماعة من العلماء في كتب التراجم والرجال أسوق بعض ما وقفت عليه بعد عملية بحث سريعة في هذه الكتب, والله الموفق ..

1- قال المؤرخ ابن العديم في ترجمة (أبي الحمر أحمد بن شكر):
((شيخ صالح خيِّر متدين، متواضع, كثيرة التلاوة للقرآن، محب للحديث وأهله، فقير صبور، متقنع بالحلال، يأكل من كسب يده، حسن الطريقة، صحيح العقيدة، محمود السيرة على قانون السلف.)) [بغية الطلب فى تاريخ حلب 2/ 788]

2- قال شيخ المؤرخين أبو عبد الله الذهبي في ترجمة الحافظ (أبي محمد عبد الغني المقدسي):
((قال ابن النجار: حدث بالكثير وصنف في الحديث تصانيف حسنة وكان غزير الحفظ من أهل الإتقان والتجويد قيمًا بجميع فنون الحديث, إلى أن قال: وكان كثير العبادة ورعًا متمسكًا بالسنة على قانون السلف, تكلم في الصفات والقرآن بشيء أنكره أهل التأويل من الفقهاء وشنعوا عليه, فعقد له مجلس بدار السلطان بدمشق فأصر وأباحوا قتله فشفع فيه أمراء الأكراد على أن يبرح من دمشق فذهب إلى مصر وأقام بها خاملا إلى حين وفاته.)) [تذكرة الحفاظ 4/ 112]

3- وقال الذهبي أيضا في ترجمة الإمام (ابْن قُدَامَةَ عَبْد اللهِ بن أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ المَقْدِسِيُّ):
((قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: كَانَ إِمَامَ الحَنَابِلَةِ بِجَامِعِ دِمَشْقَ، وَكَانَ ثِقَةً، حُجَّةً، نبيلاً، غزِيْرَ الفَضْلِ، نَزِهاً، وَرِعاً، عَابِداً، عَلَى قَانُوْنِ السَّلَفِ، عَلَيْهِ النُّوْرُ وَالوَقَارُ، يَنْتفعُ الرَّجُلُ برُؤِيتِهِ قَبْلَ أَنْ يسمع كَلاَمَهُ.)) [سير أعلام النبلاء 22/ 167]


4- قال المؤرخ صلاح الصفدي في ترجمة الإمام (أحمد بن حنبل): ((وَلأَحْمَد بن حَنْبَل فِي مسلة اللَّفْظ نُصُوص مُتعَدِّدَة وَأول من أظهر اللَّفْظ الْحُسَيْن بن عَليّ الْكَرَابِيسِي وَذَلِكَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ الْكَرَابِيسِي من كبار الْفُقَهَاء وَمَا زَالَ الْمُسلمُونَ على قانون السّلف من أَن الْقُرْآن كَلَام الله ووحيه وتنزيله غير مَخْلُوق حَتَّى نبغت الْمُعْتَزلَة والجهمية فَقَالُوا بِخلق الْقُرْآن)) [الوافي بالوفيات 6/ 226]

قلت: معنى هذا أن الإمام أحمد كان في فتنة خلق القرآن على قانون السلف.

5- وقال الصفدي أيضا في ترجمة الإمام (أَبي عَليّ المالقي الْحسن بن إِبْرَاهِيم): ((وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث قيّماً باللغة والنحو محققاً لما يَقُوله ضابطاً صَدُوقًا ورعاً ديّناً وقوراً سَاكِنا على قانون السَّلف)) [الوافي بالوفيات 11/ 286]

6- قال المؤرخ السخاوي في ترجمة شيخه (أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشهَاب أَبُي الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الفيشي القاهري الْمَالِكِي): ((وَكَانَ خيرا دينا وقورا سَاكِنا قَلِيل الْكَلَام كثير الْفضل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مديما للتلاوة سريع الْبكاء عِنْد ذكر الله وَرَسُوله كثير المحاسن على قانون السّلف مَعَ اللطافة والظرف وإيراد النادرة وَكَثْرَة الفكاهة والممازحة)) [الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 2/ 68]

7- قال الحافظ ابن الجوزي في ترجمة شيخه (عبد الوهاب الأنماطيَّ): ((ولقيت عبد الوهاب الأنماطيَّ، فكان على قانون السلف، لم تسمع في مجلسه غيبةٌ، ولا كان يطلب أجرًا على سماع الحديث، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق، بكى، واتصل بكاؤه، فكان -وأنا صغير السن حينئذ- يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل.)) [صيد الخاطر ص: 158]

وختاما: اللهم اجعلنا على قانون السلف, وأحسن ختامنا !