المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى فاتح ...



شعيب يحيى
17-11-2005, 04:19 PM
أهَويتَها و قضيتَ عمرك هاويا = و غدوتَ تنسجُ في هواك أمانيا
و حلمتَ و الأيامُ تُخفي حكمها = و سهرتَ من خوف القضاء لياليا
و تعبتَ من طول التفكر في الذي = يقضي لك القدر المحتّم خافيا
أ حببتَها و كوى فؤادك حبّها = حتى لقد أُوديتَ فيها فانيا
إنْ ما اعْترتْك مواجعٌ و ذكرتها = و ذكرتَ حالك كم تَحسَّرُ باكيا
الحبّ أوّله جميلٌ رائق = لكنّ آخرَه يَجِلّ دواهيا
الحبّ في القلب الضعيف بليّة = يُفضي بصاحبه حياةً قاسيا
أدري بأنّك غارقٌ في حبها = أدري بأنك لا تُطيق نواهيا
أدري بأنك حائرٌ في ذا الذي = سيكون في حكم المغيّب جاريا
هي ذي الحياة و لستُ أنكرُ حالها = تعلو و تعلو ثمّ تسقط هاويا
لكنه القدر الذي لا بدّ أنْ = يقضي و أنت ترى شبابك غاديا
إنْ ما رضيتَ و إن كرهتَ فإنه = حتمٌ بذي الدنيا فكنْ به راضيا
قد عشتُ لم أُبصرْ كمثلك قصة = يرثي لها من كان مثلي راثيا
يا فاتحٌ و القلبُ فيك معلّقٌ = لو تلك تدري كم يكنّ مآسيا
لو تلك تدري كم تُعذّب حسرة = و بقيتَ في أهوال حالك وافيا
حقّا لقد صدق الذي قال : الهوى = لهو الهوان إذا تمكّن صافيا
لك مُنيتي لله أنْ تحظى بها = أبدا و ليس كما القضاء قضى ليا
و َلأنت تعلم ما أقول و ما الذي = في خاطري و لأنت تعلم ما بيا
أحببتُها حتى تعاظم حبها = فتزوجتْ و القلبُ أسلمَ حانيا
أحسستُ بالدنيا توقّفَ قلبها = و كأنّ موتي بات منّيَ دانيا
لكنني سلّمْتُ لله و ما = سلّمْتُ لله و جدته كافيا
***
أحنو إلى سيلاتَ إذ حملَتْ بها = أحلى و أطيب ما الزمان حبانيا
أحنى أخٍ و لرُبَّ أفضل من أخ = ولدتْه أمّك يحتبيك تفانيا
أحنى و أشفقَ من أخ لم ألْقه = من قبلُ أو من بعدُ كلّ حياتيا
يا فاتحٌ و اللطفُ فيك سجيّة = و القول عندي كم يَجلّ مَعانيا
و الناس تهذي و الكلام مؤثرٌ = و القلبُ يحملُ و الحياة كما هيا
ما كنتُ أنسى لحظةً خطواتِنا = أدنى جبالِ الأربعينَ حِياليا
ما كنت أنسى ليلةً كنا بها = نمشي معا و تودّدٍ أرضانيا
ما كنت أنسى ليلة بتنا بها = حتى الصباح و لا نملّ تحاكيا
ما كنت أنسى في حياتي كلها = يوما قضيناه معا متساميا
ما كنت أنسى لو نسيتُ و إنني = ما صرتُ أحسبني لذلك ناسيا
واهٍ عليك القلبُ واهِ إلى متى = تبقى تفارقُ مَنْ عرفْته نائيا
ووددتَ أنت لكي تضُمّ و إنني = لأشدُّ منك لأنْ تضمّ تمنّيا
أعْزِزْ عليّ بأن أراك مفارقي = و لَذاك أوجعُ ما الزمان رمانيا
و لَذاك يترُك في فؤادي حسرة = أسفا لما أمسى زمانا ماضيا
فلَكَمْ بكيتُ على الوداع و أنت لا = تدري و بعض الصبر أخفى حاليا
و لكَم بكيتُ بعَبْرةٍ فيّاضة = تحت الغطاء و أنت مَن أبكانيا
و بكيتُ حين ظننتُ أني لم أعُدْ = أبكي و لكني بكيت لياليا
و هو الفراقُ رضيتُ أم لم أرْضه = كلّ الحياة تدور فيه دواليا
و أشدّ ما زاد الفراقَ مرارة = فَقْدُ الحبيب إذا تكفّنَ ثاويا
حافظْ على الصلواتِ و استمسِكْ بها = فهي الطريق لما ستظفرُ ناجيا
و اذكرْ أخاك بدعوة يا فاتحٌ = فالخير دوما حين ترفعُ داعيا
ثمّ الصلاة على الحبيب محمّدٍ = ما عاودتْكَ صبابة الذكرى ليا

هذه رسالة شعرية كنت كتبتها لأعز الأحباب أيام الخدمة الإلزامية في الجيش ، و لا يخفى
مقدار المودة التي تأتي بها الغربة و شدة الحسرة التي تكون ساعة الفراق مع أصحاب
تلك الفترة ... كان لي من الأصحاب أربعة ، كتبت هاته الرسالة لأحدهم في الأيام
الأخيرة ؛ بدأتها بما كان يشغله دائما من أمر فتاة كان يحبها حبا صادقا ، و ليس كما
هو سائد عند الكثرة الغالبة في هذا الزمان ممن بنوا عواطفهم على الخداع و المكر ،
ثمّ ثنيت بعدها في ذكره هو معي و تلك الذكريات الجميلة أيام بلد سيلات
ولاية تمنراست في أعماق الصحراء ... أرجو أن تنال بعض الإعجاب ...

كُتبتْ عام 1423هـ /1424هـ الموافق لـ 2002م/2003م

أبوعبدالرحمن
20-11-2005, 07:34 PM
شعيب بن يحيي


سعدت بعودة قلمك مجددا

صح قلبك أخي

وسلمت اناملك

أمل عبدالعزيز
20-11-2005, 07:43 PM
.
.

..
الشاعر العذب
الألق المشرق
صاحب الجمال والصدق والبوح الراقي
شعيب يحيي
صح قلبك وكلك
من أروع ماقرأت ياعزيزي
فيها من الحكم الكثير الكثير...

بدر سهران
24-11-2005, 06:57 PM
اخي العزيز
** شعيب يحيى **
~~~~~~~~~~~

لافظ فوك يا اخي
سلمت ودام لنا عطائك

اخوك
عبدالرحمن القرني

ياسر الزهراني
29-11-2005, 06:18 PM
اخي العزيز


شعيب بن يحي


صح لسانك


كلمات رائعة

ووصف يرسم بحروفه جمال الابداع



ابحرت بفكري في شواطئ ابياتك

فوجدتها للروح سلوان وللفكر متعة




اشكرك



ولك من قلبي اعذب التحايا




....................................

اخوك/ صقر الجنوب

مسافر
11-12-2005, 11:43 AM
اخي العزيز


شعيب بن يحيى


صح لسانك
وشكرا لك على تشريفي بطلب القراءة
واني والله لأحس في كلماتك الصدق العاطفي
ولا اقول هذا الكلام مجاملة. وما اجمل الكلمات عندما تكون
نابعتا من القلب فهي مطلب الرسالة الغوية..
وشكرالك مرة اخرى