المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آية وحديث



أهــل الحـديث
21-07-2012, 03:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}البقرة 183

في تفسير ابن كثير:
وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الردئية والأخلاق الرذيلة ، وذكر أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من كان قبلهم فلهم فيه أسوة وليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك ، ولهذا ثبت في الصحيحين «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء». وقد كان هذا في ابتداء الإسلام يصومون من كل شهر ثلاثة أيام ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان. وقد روي أن الصيام كان أولاً كما كان عليه الأمم قبلنا من كل شهر ثلاثة أيام عن معاذ وابن مسعود وابن عباس وعطاء وقتادة والضحاك بن مزاحم وزاد: لم يزل هذا مشروعاً من زمان نوح إلى أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان. وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم».
وفي تفسير الطبري:
ويعني بقوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيامُ} فرض عليكم الصيام ، والصيام مصدر من قول القائل: صمت عن كذا وكذا يعني كففت عنه ، أصوم عنه صوما وصياما ، ومعنى الصيام: الكفّ عما أمر الله بالكف عنه ومن ذلك قيل: صامت الخيل إذا كفت عن السير. { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ} وهي شهر رمضان كله. وأما تأويل قوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} فإنه يعني به: لتتقوا أكل الطعام وشرب الشراب وجماع النساء فيه ، يقول: فرضت عليكم الصوم والكفّ عما تكونون بترك الكفّ عنه مفطرين لتتقوا ما يفطركم في وقت صومكم. والقول في قوله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يجِدْ فَصِيامُ ثَلاثةٍ أيَّام}ٍ. إن كان عنده في ذلك الوقت من الفضل عن قوته وقوت عياله يومه وليلته ما يطعم أو يكسو عشرة مساكين أو يُعتق رقبة فلا يجزيه حينئذٍ الصوم. وعن مجاهد قال: كلّ صوم في القرآن فهو متتابع إلاَّ قضاء رمضان فإنه عدّة من أيام أخر. والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى أوجب على من لزمته كفارة يمين إذا لم يجد إلى تكفيرها بالإطعام أو الكسوة أو العتق سبيلاً أن يكفِّرها بصيام ثلاثة أيام ولم يشرط في ذلك متتابعة ، فكيفما صامهنّ المكفِّر مفرّقة ومتتابعة أجزأه لأن الله تعالى إنما أوجب عليه صيام ثلاثة أيام.
وفي تفسير القرطبي:
قال صلى الله عليه وسلم: «بُنِي الإسلام على خمسٍ: شهادةِ ألا إلٰهَ إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامِ الصلاة وإيتاءِ الزكاة وصومِ رمضان والحج» رواه ٱبن عمر. ومعناه في اللغة: الإمساك وترك التنقل من حال إلى حال. ويقال للصَّمْت صوم لأنه إمساك عن الكلام ؛ قال الله تعالى مخبراً عن مريم: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً} أي سكوتاً عن الكلام. والصوم في الشرع الإمساك عن المفطرات مع ٱقتران النية به من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وتمامه وكماله باجتناب المحظورات وعدم الوقوع في المحرّمات لقوله عليه الصلاة والسلام: «من لم يَدَعْ قول الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يَدَع طعامَه وشرابَه». وفضل الصوم عظيم وثوابه جسيم منها أنْ خَصَّهُ الله بالإضافة إليه كما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مخبراً عن ربّه: «يقول الله تبارك وتعالى كل عمل ٱبن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أُجْزِي به» لأمرين بايَنَ الصوم بهما سائر العبادات أحدهما: أن الصوم يمنع من ملاذّ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات. الثاني: أن الصوم سرّ بين العبد وبين ربه لا يظهر إلا له فلذلك صار مختصَّا به ، وما سواه من العبادات ظاهر رُبمّا فعله تَصَنّعاً ورياء ؛ فلهذا صار أخص بالصوم من غيره.وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} «لعلّ» تَرَجّ في حقّهم ، و «تتقون» قيل: معناه هنا تضعفون ؛ فإنه كلما قلّ الأكل ضعفت الشهوة وكلما ضعفت الشهوة قلّت المعاصي وهذا وجه مجازيّ حسن. وقيل: لتتقوا المعاصي. وقيل: هو على العموم لأن الصيام كما قال عليه الصلاة والسلام: «الصيامُ جُنَّةٌ وَوِجاء» وسبب تقوَى لأنه يُميت الشهوات. وفي قضاء رمضان: يُطعَم عنه. واحتج من قال بالصوم بما رواه مسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وَلِيّه». إلا أن هذا عامّ في الصوم يخصّصه ما رواه مسلم أيضاً عن ٱبن عباس قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله! إن أمي قد ماتت وعليها صوم نذر وفي رواية صوم شهر أفأصوم عنها؟ قال: «أرأيتِ لو كان على أمّك دَيْنٌ فقضيتيه أكان يؤدّى ذلك عنها» قالت: نعم، قال: «فصومي عن أمّك». خرّجه النسائي عن ٱبن عباس ، وعن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يصلِّي أحد عن أحد ولا يصوم أحد عن أحد ولكن يُطعم عنه مكان كل يوم مُداًّ من حنطة».
وفي تفسير السعدي:
يخبر تعالى بما منَّ الله به على عباده بأنه فرض عليهم الصيام كما فرضه على الأمم السابقة لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان. وفيه تنشيط لهٰذه الأمة بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال والمسارعة إلى صالح الخصال ، وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصصتم بها. ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ، فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه. فمما اشتمل عليه من التقوى أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها التي تميل إليها نفسه، متقرباً بذٰلك إلى الله راجياً بتركها ثوابه فهٰذا من التقوى. ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عليه ، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فبالصيام يضعف نفوذه وتقل منه المعاصي ، ومنها: أن الصائم في الغالب تكثر طاعته ، والطاعات من خصال التقوى ، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له ذٰلك مواساة الفقراء المعدمين وهٰذا من خصال التقوى. ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام أخبر أنه أيام معدودات أي: قليلة في غاية السهولة. ثم سهل تسهيلاً آخر فقال: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام لكل مؤمن أمره أن يقضيه في أيام أخر إذا زال المرض وانقضى السفر وحصلت الراحة.. {وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} أي: يتكلفونه ويشق عليهم مشقة غير محتملة كالشيخ الكبير ، فدية من كل يوم طعام مسكين. {يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} أي: يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير ويسهلها أبلغ تسهيل ، ولهٰذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله. وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله سهله تسهيلاً آخر إما بإسقاطه أو تخفيفه بأنواع التخفيفات ويدخل فيها جميع الرخص والتخفيفات.


وقال الله تعالى:
{أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} البقرة 184 - 187
{لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة 89
{..... فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.....} البقرة 196
{يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} المائدة 95