جواهر
17-11-2005, 08:18 AM
عالم الملائكة الأبرار [ 1 ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعريف بالملائكة والإيمان بهم
الملائكة عالم غير عالم الإنس وعالم الجن ، وهو عالم كريم ، كله طهر وصفاء ونقاء ، وهم كرام أتقياء ، يعبدون الله حق العبادة ، ويقومون بتنفيذ ما يأمرهم به ، ولا يعصون الله أبداً .
قال بعض المحققين : الملكـ من الملكـ . قال : والمتولي من الملائكة شيئاً من السياسات يقال له : مَلَكـ ، ومن البشر مَلِكـ .
والإيمان بالملائكة أصل من أصول الإيمان ، لا يصح إيمان عبد ما لم يؤمن بهم ، قال تعالى : " ءامن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله " [ البقرة : 285 ] .
كيف يكون الإيمان بالملائكة ؟
نقل السيوطي عن البيهقي في كتابه [ شعب الإيمان ] : أن الإيمان بالملائكة ينتظم في معانٍ :
أحدها : التصديق بوجودهم .
الثاني : إنزالهم منازلهم ، وإثبات أنهم عباد الله وخلقه ، كالإنس والجن مأمورون مكلفون ، لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه ، والموت عليهم جائز ، ولكن الله تعالى جعل لهم أمداً بعيداً ، فلا يتوفاهم حتى يبلغوه ، ولا يوصفون بشيء يؤدي وصفهم به إلى إشراكهم بالله تعالى ، ولا يدعون آلهة كما دعتهم الأوائل .
الثالث : الاعتراف بأن منهم رسلاً يرسلهم إلى من يشاء من البشر ، وقد يجوز أن يرسل بعضهم إلى بعض ، ويتبع ذلكـ الاعتراف بأن منهم حملة العرش ، ومنهم الصافّون ، ومنهم خزنة الجنة ، ومنهم خزنة النار ، ومنهم كتبة الأعمال ، ومنهم الذين يسوقون السحاب ، فقد ورد القرآن بذلكـ كله أو بأكثره .
صفاتهم وقُدُراتهم
مادة خلقهم ووقته
إن المادة التي خُلقوا منها هي النور ، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خُلقت الملائكة من نور ، وخُلق الجان من مارجٍ من نار ، وخُلق آدم مما وصف لكم ) .ولم يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أي نور هذا الذي خُلقوا منه ، ولذلكـ فإننا لا نستطيع أن نخوض في هذا الأمر لمزيدٍ من التحديد ، لأنه غيب لم يرد فيه ما يوضحه أكثر من هذا الحديث .
وما روي عن عكرمة أنه قال : ( خُلقت الملائكة من نور العزة ، وخُلق إبليس من نار العزة ) ، وما روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال : ( خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر ) ، لا يجوز الأخذ به ، وعلى فرض صحته عن هؤلاء العلماء الأفاضل فهم غير معصومين ، ولعلهم قد استقوه من الإسرائليات .
وأما ما ذكره ولي الله الدهلوي من : أن الملأ الأعلى ثلاثة أقسام ، .... [ وحددها وفصل فيها ] ، فلا يوجد دليل صحيح يدل على صحة هذا التقسيم بهذا التفصيل والتحديد .
ولا ندري متى خُلقوا ، فالله ـ سبحانه ـ لم يخبرنا بذلكـ ، ولكننا نعلم أن خلقهم سابق على خلق آدم أبي البشر ، فقد أخبرنا الله أنه أعلم ملائكته أنه جاعل في الأرض خليفة : " وإذ قال ربكـ للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " [ البقرة : 30 ] ، والمراد بالخليفة آدم عليه السلام .
رؤية الملائكة
ولما كانت الملائكة أجساماً نورانية لطيفة ، فإن العباد لا يستطيعون رؤيتهم ، خاصة أن الله لم يعط أبصارنا القدرة على هذه الرؤية .
ولم يرَّ الملائكة في صورهم الحقيقية من هذه الأمة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه رأى جبريل مرتين في صورته التي خلقه الله عليها ، وقد دلت النصوص على أن البشر يستطيعون رؤية الملائكة ، إذا تمثل الملائكة في صورة بشر .
عظم خلقهم
قال الله تعالى في ملائكة النار : " يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " [ التحريم : 6 ] .
وسأكتفي بسوق الأحاديث التي تتحدث عن ملكين كريمين فحسب .
عظم خلق جبريل عليه السلام
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته الملائكية التي خلقه الله عليها مرتين ، هما المذكورتان في قوله تعالى : " ولقد راءه بالأفق المبين " [ التكوير : 23 ] .
وفي قوله : " ولقد راءه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى " ، عندما عُرج به إلى السموات العلا .
وقد ورد في صحيح مسلم : أن عائشة رضي الله عنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن هاتين الآيتين فقال صلى الله عليه وسلم : ( إنما هو جبريل ، لم أره على صورته التي خلق الله عليها غير هاتين المرتين . رأيته منهبطاً من السماء ، سادّا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض ) رواه مسلم .
وسُئلت عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى : " ثم دنا فتدلى " [ النجم : 8 ] ، فقالت : ( إنما ذلكـ جبريل عليه السلام ، كان يأتيه في صورة الرجال ، وإنه أتاه في هذه المرة في صورته ، التي هي صورته ، فسدَّ أفق السماء ) رواه مسلم .
وورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال : ( رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على ستمائة جناح ) .
وقال ابن مسعود أيضاً في قوله تعالى : " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " [ النجم : 18 ] ، ( أي رفرفاً أخضر قد سدّ الأفق ) . وهذا الرفرف الذي قد سدّ الأفق هو ما كان عليه جبريل ، فقد ذكر ابن حجر أن النسائي والحاكم رويا من طريقهما عن ابن مسعود قال : ( أبصر نبي الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض ) .
وذكر ابن حجر أن ابن مسعود قال في رواية النسائي : ( رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح قد سدّ الأفق ) .
وفي مسند الأمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال : ( رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته ، وله ستمائة جناح ، كل جناح قد سدّ الأفق . يسقط من جناحه التهاويل من الدرر واليواقيت )
[ التهاويل ] : الأشكال المختلفة الألوان .
قال ابن كثير في هذا الحديث : إسناد جيد .
وقال تعالى في وصف جبريل : " إنه لقول رسول كريم * ذي قوةٍ عند ذي العرش مكين * مطاع ثمّ أمين " [ التكوير : 19 ـ 21 ] .
والمراد بالرسول هنا : جبريل .
وذي العرش : رب العزة سبحانه .
عظم خلق حملة العرش
روى أبو داوود عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أُذن لي أن أُحدث عن ملكـ من ملائكة الله ، من حملة العرش ، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ) رواه أبو داوود .
وروى الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد صحيح عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أُذن لي أن أُحدث عن ملكـ من حملة العرش ، رجلاه في الأرض السفلى ، وعلى قرنه العرش ، وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام ، يقول ذلكـ الملكـ : سبحانكـ حيث كنت ) .
* عالم الملائكة الأبرار / الدكتور عمر سليمان الأشقر .
هل لهم أجنحة ؟ وهل هم على جمال ؟
هل بين الملائكة والبشر شبه في الشكل والصورة ؟
كم عددهم ؟ .. وما أسماءهم ؟
كل هذا سنعرفه في الجزء الثاني بإذن الله .. فانتظرونا .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعريف بالملائكة والإيمان بهم
الملائكة عالم غير عالم الإنس وعالم الجن ، وهو عالم كريم ، كله طهر وصفاء ونقاء ، وهم كرام أتقياء ، يعبدون الله حق العبادة ، ويقومون بتنفيذ ما يأمرهم به ، ولا يعصون الله أبداً .
قال بعض المحققين : الملكـ من الملكـ . قال : والمتولي من الملائكة شيئاً من السياسات يقال له : مَلَكـ ، ومن البشر مَلِكـ .
والإيمان بالملائكة أصل من أصول الإيمان ، لا يصح إيمان عبد ما لم يؤمن بهم ، قال تعالى : " ءامن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله " [ البقرة : 285 ] .
كيف يكون الإيمان بالملائكة ؟
نقل السيوطي عن البيهقي في كتابه [ شعب الإيمان ] : أن الإيمان بالملائكة ينتظم في معانٍ :
أحدها : التصديق بوجودهم .
الثاني : إنزالهم منازلهم ، وإثبات أنهم عباد الله وخلقه ، كالإنس والجن مأمورون مكلفون ، لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه ، والموت عليهم جائز ، ولكن الله تعالى جعل لهم أمداً بعيداً ، فلا يتوفاهم حتى يبلغوه ، ولا يوصفون بشيء يؤدي وصفهم به إلى إشراكهم بالله تعالى ، ولا يدعون آلهة كما دعتهم الأوائل .
الثالث : الاعتراف بأن منهم رسلاً يرسلهم إلى من يشاء من البشر ، وقد يجوز أن يرسل بعضهم إلى بعض ، ويتبع ذلكـ الاعتراف بأن منهم حملة العرش ، ومنهم الصافّون ، ومنهم خزنة الجنة ، ومنهم خزنة النار ، ومنهم كتبة الأعمال ، ومنهم الذين يسوقون السحاب ، فقد ورد القرآن بذلكـ كله أو بأكثره .
صفاتهم وقُدُراتهم
مادة خلقهم ووقته
إن المادة التي خُلقوا منها هي النور ، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خُلقت الملائكة من نور ، وخُلق الجان من مارجٍ من نار ، وخُلق آدم مما وصف لكم ) .ولم يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أي نور هذا الذي خُلقوا منه ، ولذلكـ فإننا لا نستطيع أن نخوض في هذا الأمر لمزيدٍ من التحديد ، لأنه غيب لم يرد فيه ما يوضحه أكثر من هذا الحديث .
وما روي عن عكرمة أنه قال : ( خُلقت الملائكة من نور العزة ، وخُلق إبليس من نار العزة ) ، وما روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال : ( خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر ) ، لا يجوز الأخذ به ، وعلى فرض صحته عن هؤلاء العلماء الأفاضل فهم غير معصومين ، ولعلهم قد استقوه من الإسرائليات .
وأما ما ذكره ولي الله الدهلوي من : أن الملأ الأعلى ثلاثة أقسام ، .... [ وحددها وفصل فيها ] ، فلا يوجد دليل صحيح يدل على صحة هذا التقسيم بهذا التفصيل والتحديد .
ولا ندري متى خُلقوا ، فالله ـ سبحانه ـ لم يخبرنا بذلكـ ، ولكننا نعلم أن خلقهم سابق على خلق آدم أبي البشر ، فقد أخبرنا الله أنه أعلم ملائكته أنه جاعل في الأرض خليفة : " وإذ قال ربكـ للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " [ البقرة : 30 ] ، والمراد بالخليفة آدم عليه السلام .
رؤية الملائكة
ولما كانت الملائكة أجساماً نورانية لطيفة ، فإن العباد لا يستطيعون رؤيتهم ، خاصة أن الله لم يعط أبصارنا القدرة على هذه الرؤية .
ولم يرَّ الملائكة في صورهم الحقيقية من هذه الأمة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه رأى جبريل مرتين في صورته التي خلقه الله عليها ، وقد دلت النصوص على أن البشر يستطيعون رؤية الملائكة ، إذا تمثل الملائكة في صورة بشر .
عظم خلقهم
قال الله تعالى في ملائكة النار : " يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " [ التحريم : 6 ] .
وسأكتفي بسوق الأحاديث التي تتحدث عن ملكين كريمين فحسب .
عظم خلق جبريل عليه السلام
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته الملائكية التي خلقه الله عليها مرتين ، هما المذكورتان في قوله تعالى : " ولقد راءه بالأفق المبين " [ التكوير : 23 ] .
وفي قوله : " ولقد راءه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى " ، عندما عُرج به إلى السموات العلا .
وقد ورد في صحيح مسلم : أن عائشة رضي الله عنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن هاتين الآيتين فقال صلى الله عليه وسلم : ( إنما هو جبريل ، لم أره على صورته التي خلق الله عليها غير هاتين المرتين . رأيته منهبطاً من السماء ، سادّا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض ) رواه مسلم .
وسُئلت عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى : " ثم دنا فتدلى " [ النجم : 8 ] ، فقالت : ( إنما ذلكـ جبريل عليه السلام ، كان يأتيه في صورة الرجال ، وإنه أتاه في هذه المرة في صورته ، التي هي صورته ، فسدَّ أفق السماء ) رواه مسلم .
وورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال : ( رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على ستمائة جناح ) .
وقال ابن مسعود أيضاً في قوله تعالى : " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " [ النجم : 18 ] ، ( أي رفرفاً أخضر قد سدّ الأفق ) . وهذا الرفرف الذي قد سدّ الأفق هو ما كان عليه جبريل ، فقد ذكر ابن حجر أن النسائي والحاكم رويا من طريقهما عن ابن مسعود قال : ( أبصر نبي الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض ) .
وذكر ابن حجر أن ابن مسعود قال في رواية النسائي : ( رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح قد سدّ الأفق ) .
وفي مسند الأمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال : ( رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته ، وله ستمائة جناح ، كل جناح قد سدّ الأفق . يسقط من جناحه التهاويل من الدرر واليواقيت )
[ التهاويل ] : الأشكال المختلفة الألوان .
قال ابن كثير في هذا الحديث : إسناد جيد .
وقال تعالى في وصف جبريل : " إنه لقول رسول كريم * ذي قوةٍ عند ذي العرش مكين * مطاع ثمّ أمين " [ التكوير : 19 ـ 21 ] .
والمراد بالرسول هنا : جبريل .
وذي العرش : رب العزة سبحانه .
عظم خلق حملة العرش
روى أبو داوود عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أُذن لي أن أُحدث عن ملكـ من ملائكة الله ، من حملة العرش ، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ) رواه أبو داوود .
وروى الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد صحيح عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أُذن لي أن أُحدث عن ملكـ من حملة العرش ، رجلاه في الأرض السفلى ، وعلى قرنه العرش ، وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام ، يقول ذلكـ الملكـ : سبحانكـ حيث كنت ) .
* عالم الملائكة الأبرار / الدكتور عمر سليمان الأشقر .
هل لهم أجنحة ؟ وهل هم على جمال ؟
هل بين الملائكة والبشر شبه في الشكل والصورة ؟
كم عددهم ؟ .. وما أسماءهم ؟
كل هذا سنعرفه في الجزء الثاني بإذن الله .. فانتظرونا .