تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لطائف قرآنية (متجدد)



أهــل الحـديث
21-07-2012, 02:41 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




سُورَةُ الفَاتِحَــةُ


قال تعالى : ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿1﴾ (http://www.islamiyyat.com/elsh3rawy/sharawy1/alfatha/2-3.htm)الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴿2﴾ (http://www.islamiyyat.com/elsh3rawy/sharawy1/alfatha/2-3.htm) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿3﴾ (http://www.islamiyyat.com/elsh3rawy/sharawy1/alfatha/4-5.htm) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿4﴾ (http://www.islamiyyat.com/elsh3rawy/sharawy1/alfatha/4-5.htm) اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ﴿5﴾ (http://www.islamiyyat.com/elsh3rawy/sharawy1/alfatha/6-7.htm) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ﴿6﴾ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴿7﴾ (http://www.islamiyyat.com/elsh3rawy/sharawy1/alfatha/6-7.htm)﴾ .



هذا وقد اشتملت هذه السّورةُ العظيمةُ على مواضيعٍ كثيرةٍ نمرُّ على كلٍّ منها مرورَ حالٍّ مرتحلٍ ؛ وإلا فتفسيرُها تفسيرًا منهجيًّا ليس هو مُرَادُنا هنا , إنّما هي وقفاتٌ تدبُّريّةٌ على عَجَلٍ وفاقةٍ , سائلين الله جلَّ وعلا التَّوفيقَ والسَّدادَ , والإخلاصَ له , ومنه المَدَادَ .

قال ابنُ العثيميّن : سورة الفاتحة سمِّيت بذلك؛ لأنُه افتُتِح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنّها أوّل سورة نزلت كاملة..
هذه السّورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت "أم القرآن"؛ والمرجع للشيء يسمى "أُمّاً"..
وهذه السّورة لها مميزات تتميّز بها عن غيرها؛ منها أنّها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنّها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ( قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: "وما يدريك أنّها رقية" ..
وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخُطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات .، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: "الفاتحة" ، يعني اقرؤوا الفاتحة ؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله . وهذا أيضاً غلط ؛ لأنّ العبادات مبناها على التوقيف ، والاتِّباع..

· قوله تعالى : ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ :

الحـمد : لام التعريف هنا للاستغراق , أي استغراق جميع أنواع المحامد واشتمالها .
قال ابن العثيمين : ( الحمد ) : وصفالمحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بُدّ من قيد وهو "المحبة، والتعظيم" ؛قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمىحمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريدأن ينال منه شيئاً .اهـ

وقد وهم البعض حينما عرّف (الحمد) بالثناء , والصواب أنّ الثناء هو تكرار ذكر المحامد وأوصاف الكمال , لذا يقول الله في الحديث القدسيّ : ﴿قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي﴾ .
وأصل الثناء في اللغة من التثنية أي : التكرار , ومنه سُميت الفاتحة (مثاني) ؛ لأنّها تتكرر في كلّ ركعة على مدار الصلوات . والله أعلم


لله : اللام هنا للاستحقاق , أي أنّ الله هو وحده المستحق لك أنواع المحامد لا غيره , وهو وحده الذي يُحمد على كلّ شئ سواء خيراً أو غير ذلك , ولهذاكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذيبنعمته تتم الصالحات" ؛ وإذا أصابه خلافُ ذلك قال: "الحمد لله على كل حال" .
قال ابن العثيمين : و "الله" اسم ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه . أي المعبود حباً، وتعظيماً..

وهذا هو الاسم الذي تعود إليه كلّ الأسماء الحسنى والصفات العلى , وتتعلق به من حيث كونها صفة له , ولا يكون هو صفة لغيره , فأنت تقول : الله الرحمن , الله رحيم , الله يُعينك , ولا تقول : الرحمن الله , على سبيل الوصف.

ربّ العالمين :
والربّ : هو الخالقُ , المالكُ , المدبّرُ لجميع شئون خلقه وملكه.
والربّ هو المربي لخلقه بالنّعم , فخلقُه لك ابتداءً نعمة , وانفرادُه بالملك , يملكُكَ ويملُك كلّ شئ نعمة منه سبحانه وبحمده , أن جعل لك مالكاً ترجع إليه في حاجياتك وإراداتك , تعلَمُ بقدرته على كلّ شئ وأنّ بيدِهِ كلَّ شئ , يدبّر لك أمور معاشك ويحفظك من حيث لا تدري ويرزقك من حيث لا تحتسب , كم من نعمة له عليك لا تعلمها , كم من نعمة ساقها إليك في ثوب ماتظنه أنت نقمة , وكم من نقمة رفعها عنك وأنت لا تعلمها , وكم من شرّ وقاك إياه ولو وقع بك لهلكت , وكم بيّن لك طريق الخير ورغبك فيه , وحذرك طريقَ الشرّ ورهبك منه , وكم اطّلع على المعاصي من قلبك وأمهلك لتتوب وتئوب , وكم رأك قائماً على معصيته وأرخى عليك جميل ستره وما استحييت , يرزق كلّ عباده ولو أعطى كلّ واحد منهم مسألته ما نقُص ذلك من ملكه شئ وهو العزيز الحميد .
والعالمين : قالالعلماء: كلّ ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَمٌ علىخالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آيةٌ تدلُّ على الخالق: علىقدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته..

يُتبع إن شاء الله