المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرة الصحآبي الجليل [بلآل بن ربآح]



أهــل الحـديث
18-07-2012, 12:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





http://dc12.arabsh.com/i/02803/b22wz6olov43.png
http://dc12.arabsh.com/i/02803/j2oyzlbwc84d.png
بلال بن رباح الحبشي ( أبو عبد الله ) ، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول
الكث الشعر ، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه ، الا ويحني رأسه ويغض
طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل انما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا )
ذهب يوما -رضي الله عنه- يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما أنا بلال
وهذا أخي ، عبدان من الحبشة ، كنا ضالين فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، ان
تزوجونا فالحمد لله ، وان تمنعونا فالله أكبر )
http://dc14.arabsh.com/i/02803/4p6ryh8ia9g8.png
انه حبشي من أمة سوداء ، عبدا لأناس من بني جمح بمكة ، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم ، ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه ، حين أخذ الناس في مكة يتناقلوها ، وكان يصغي الى أحاديث سادته وأضيافهم ، ويوم إسلامه كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معتزلين في غار ، إذ مرّ بهما بلال وهو في غنمِ عبد بن جُدعان ، فأطلع الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه من الغار وقال يا راعي هل من لبن ؟)
فقال بلال ما لي إلا شاة منها قوتي ، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم )
فقال رسول الله إيتِ بها )
فجاء بلال بها ، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقعبه ، فاعتقلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلب في القعب حتى ملأه ، فشرب حتى روي ، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر ، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي ، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانتْ
ثم قال يا غلام هل لك في الإسلام ؟ فإني رسول الله )
فأسلم ، وقال اكتم إسلامك )
ففعل وانصرف بغنمه ، وبات بها وقد أضعف لبنها ، فقال له أهله لقد رعيت مرعىً طيباً فعليك به )
فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما ، ويتعلّم الإسلام ، حتى إذا كان اليوم الرابع ، فمرّ أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال إني أرى غنمك قد نمت وكثر لبنها ؟!)
فقالوا قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام ، وما نعرف ذلك منها ؟!)
فقال عبدكم وربّ الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة ، فامنعوه أن يرعى المرعى )
فمنعوه من ذلك المرعى

http://dc09.arabsh.com/i/02803/c7b49zs2lxdx.png
دخل بلال يوماً الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم ، فالتفتَ فلم يرَ أحداً ، أتى الأصنام وجعل يبصُقُ عليها ويقول خابَ وخسرَ من عبدكُنّ )
فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جُدعان فاختفى فيها ، ونادَوْا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا أصبوتَ ؟!)
قال ومثلي يُقال له هذا ؟! فعليَّ نحرُ مئة ناقةٍ للاَّتِ والعُزّى )
قالوا فإنّ أسْوَدَك صنَع كذا وكذا )
فدعا به فالتمسوه فوجدوه ، فأتوهُ به فلم يعرفه ، فدعا راعي ماله وغنمه فقال من هذا ؟ ألم آمُرْك أن لا يبقى بها أحد من مولّديها إلا أخرجته ؟)
فقال كان يرعى غنمك ، ولم يكن أحد يعرفها غيره )
فقال لأبي جهل وأمية بن خلف شأنكما به فهو لكما ، اصنَعا به ما أحببتُما )
وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي والعار ، ويقول أمية لنفسه ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق !!)
http://dc14.arabsh.com/i/02803/hoehg6b4zb5r.png
وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة ، فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه ، ويصيح به جلادوه اذكر اللات والعزى )
فيجيبهم : أحد أحد .
واذا حان الأصيـل أقاموه ، وجعلوا في عنقـه حبلا ، ثم أمروا صبيانهـم أن يطوفوا به جبال مكـة وطرقها ، وبلال -رضي اللـه عنه- لا يقول سوى أحد أحد )
قال عمّار بن ياسر كلٌّ قد قال ما أرادوا -ويعني المستضعفين المعذّبين قالوا ما أراد المشركون- غير بلال )
ومرَّ به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول أحد أحد)
فقال يا بلال أحد أحد ، والله لئن متَّ على هذا لأتخذنّ قبرك حَنَاناً )..أي بركة..
http://dc14.arabsh.com/i/02803/m9xpqtwnja58.png
ويذهب اليهم أبوبكر الصديق وهم يعذبونه ، ويصيح بهم : ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟؟ )
ثم يصيح في أمية خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا )
وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره ، وأصبح بلال من الرجال الأحرار
http://dc09.arabsh.com/i/02803/qvcdepczsfnc.png
بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين الى المدينة ، آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح ، وشرع الرسول للصلاة آذانها ، واختار بلال -رضي الله عنه- ليكون أول مؤذن للاسلام

http://dc09.arabsh.com/i/02803/j1gnk2gyhk6t.png
وينشب القتال بين المسلمين وجيش قريش وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام ، غزوة بدر ، تلك الغزوة التي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكون شعارها ( أحد أحد )
وبينما المعركة تقترب من نهايتها ، لمح أمية بن خلف ( عبد الرحمن بن عوف ) صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحتمى به وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته
فلمحه بلال فصاح قائلا رأس الكفر ، أمية بن خلف .. لا نجوت أن نجا )
ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي طالما أثقله الغرور والكبر فصاح به عبدالرحمن بن عوف أي بلال .. انه أسيري )
ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين فصاح بأعلى صوته في المسلمين يا أنصار الله ، رأس الكفر أمية بن خلف .. لا نجوت أن نجا )
وأقبلت كوكبة من المسلمين وأحاطت بأمية وابنه ، ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئا ، وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف نظرة طويلة ثم هرول عنه مسرعا وصوته يصيح أحد أحد )

http://dc12.arabsh.com/i/02803/kjjhar0jd9nw.png
وعاش بلال مع الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يشهد معه المشاهـد كلها ، وكان يزداد قربا من قلب الرسـول الذي وصفه بأته ( رجل من أهل الجنة )
وجاء فتح مكة ، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكعبة ومعه بلال ، فأمره أن يؤذن ، ويؤذن بلال فيا لروعة الزمان والمكان والمناسبة

http://dc14.arabsh.com/i/02803/xfzzaifvfj5w.png
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني دخلتُ الجنة ، فسمعت خشفةً بين يديّ ، فقلتُ يا جبريل ! ما هذه الخشفة ؟).. قال بلال يمشي أمامك )
وقد سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلال بأرْجى عمل عمله في الإسلام فقال لا أتطهّرُ إلا إذا صليت بذلك الطهور ما كتِبَ لي أن أصلّيَ )
كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام- اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال )

وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة رفقاء نُجباء وزراء ، وإني أعطيتُ أربعة عشر : حمزة وجعفر وعليّ وحسن وحسين ، وأبو بكر وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال وابن مسعود وأبو ذرّ )
وقد دخل بلال على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتغدّى فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الغداءَ يا بلال )
فقال إني صائم يا رسول الله ) فقال الرسول نأكلُ رِزْقَنَا ، وفضل رزقِ بلال في الجنة ، أشعرتَ يا بلال أنّ الصائم تُسبّح عظامُهُ ، وتستغفر له الملائكة ما أكِلَ عنده )
وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)
http://dc14.arabsh.com/i/02803/4bpwhnh39lhi.png
جاء بني البُكير الى رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فقالوا زوِّج أختنا فلاناً )
فقال لهم أين أنتم عن بلال ؟)
ثم جاؤوا مرّة أخرى فقالوا يا رسول الله أنكِح أختنا فلاناً )
فقال لهم أين أنتم عن بلال ؟)
ثم جاؤوا الثالثة فقالوا أنكِح أختنا فلاناً )
فقال أين أنتم عن بلال ؟ أين أنتم عن رجل من أهل الجنة ؟) فأنكحوهُ

وأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأة بلال فسلّم وقال أثمَّ بلال ؟) فقالت : لا )
قال فلعلّك غَضْبَى على بلال !)
قالت إنه يجيئني كثيراً فيقول : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )
فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما حدّثك عني بلالٌ فقد صَدَقكِ بلالٌ ، بلالٌ لا يكذب ، لا تُغْضِبي بلالاً فلا يُقبل منكِ عملٌ ما أغضبتِ بلالاً )

http://dc12.arabsh.com/i/02803/by6p5r1uerjq.png
وذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، ونهض بأمر المسلمين من بعده أبوبكر الصديق ، وذهب بلال الى الخليفة يقول له يا خليفة رسول الله ، اني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله )
قال له أبو بكر : ( فما تشاء يا بلال ؟) قال أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت )
قال أبو بكر ومن يؤذن لنا ؟؟)
قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله )
قال أبو بكر بل ابق وأذن لنا يا بلال )
قال بلال ان كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد ، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له )
قال أبو بكر بل أعتقتك لله يا بلال )
ويختلف الرواة في أنه سافر الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا ، ويروي بعضهم أنه قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة فلما قبض وولى الخلافة عمر ، استأذنه وخرج الى الشام
http://dc09.arabsh.com/i/02803/x3lhtuej9z0l.png
رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا ؟)
فانتبه حزيناً ، فركب الى المدينة ، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه ، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له نشتهي أن تؤذن في السحر !)
فعلا سطح المسجد فلمّا قال الله أكبر الله أكبر )
ارتجّت المدينة فلمّا قال أشهد أن لا آله إلا الله )
زادت رجّتها فلمّا قال أشهد أن محمداً رسول الله )
خرج النساء من خدورهنّ ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم

http://dc09.arabsh.com/i/02803/fg85qicckzkn.png
وكان آخر آذان له يوم توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ، ودعا أمير المؤمنين بلالا ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها ، وصعد بلال وأذن
فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن ، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا ، وكان عمر أشدهم بكاء
http://dc12.arabsh.com/i/02803/2ivdftzzz0xz.png
ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق
على الأغلب في سنة عشرين للهجرة
http://4.bp.blogspot.com/_dobClyeDszs/R8YIW4EkkCI/AAAAAAAAAx8/PzXa_buT4PM/s400/bilal+copy.jpg
قبر الصحابي الجليل
بلال بن رباح
والقبر الطاهر متواجد في دمشق بسوريا ...

فكم منا ذهب إلى دمشق ولم يزر صاحب القبر ويلقي عليه السلام :)