المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طيبة .. لاتحتمل !



حلم يقظة
13-11-2005, 03:32 AM
رحل
اشتاق لجراحه !!
رحل .. اشتاق لجراحي ..
يحق له .. طيبتي ماتحتمل
رحل ..
مايحتمل هذا الملل !!
اشتاق لجراحه ورحل ..

.
.
.

تبتسم بعذوبة وهي تغني مع الكلمات بصوت هامس .. برنامجها الصباحي ابتدأ .. رحلة مع أعمال التنظيف المنزلي وباقة متنوعة من أغاني الصباح التي تشدو بها الإذاعة .. تقول أن الإستماع للإذاعة يجعلها تنجز أعمال المنزل بدون أن تحس بالمجهود أو الملل ..
نهاية البرنامج .. الجرس المنبه يتصاعد الآن من هاتفها المحمول .. رسالة تذكير صغيرة مكتوب فيها:
( بقي ساعتين ويعود حبيبي )
قرأتها ( ليان ) مبتسمة .. رغم أنها حفظت هذه العبارة اليومية التي تصدر من هاتفها .. إلا أنها تقرأها يوميآ دون كلل وعلى شفتيها نفس الإبتسامة العذبة .. ونفس العبارة الهامسة تخرج من شفتيها :
- مرحبآ بك حبيبي .. اشتقت إليك ..
ليان .. إذا كتب لك أن ترى رمزآ مجردآ للنقاء والطيبة ..للعذوبة والجمال .. فانظر إليها فقط ..
في الحادية والعشرين من عمرها .. لكنها لم تواصل تعليمها الجامعي .. اكتفت بالشهادة الثانوية .. لم يكن ينقصها الطموح أو التفوق .. فقد حصلت على معدل ممتاز .. يؤهلها للدخول إلى أي كلية ترغب بها .. السبب في ذلك هو تقدم ( أحمد ) لها بعد تخرجها من الثانوية .. خطبة تقليدية تمت عن طريق العائلة .. التي تعرف أحمد عن طريق الجيرة الطويلة .. وافقت ليان بعد تردد كان سببه عدم معرفتها لهذا الشخص .. خالطها شعور مبهم من الخوف والترقب .. فكل ماتحمله في ذاكرتها صور من الطفولة طمستها السنين ..
لكن التشجيع الذي لاقته من والدها حملها أخيرآ على الموافقة .. كانت فترة الخطبة قصيرة جدآ .. شهر واحد فقط
ثم تمت مراسم حفلة الزواج في العطلة الصيفية بعد تخرجها من الثانوية .. لن أطيل في وصف فترة خطوبة ليان ولكنني سأكتفي بالقول بأنها وقعت في غرام أحمد حتى الجنون وغاصت في حبه حتى الغرق !!
مما جعلها تتخذ قرارها المفاجيء بأنها ستمكث في المنزل ولن تتابع دراستها .. حتى لايشعر هو بأي تقصير منها !!..
حتى لا تغيب عنه ولا ثانية واحدة .. هكذا كانت تحلم .. هكذا كانت ليان !!
جرس الهاتف ..
قطع عليها انغماسها بين أدوات الزينة والماكياج ..ليأتيها صوته العميق من الطرف البعيد .. منسابآ على عجل :
- أهلآ ليان .. اسمعي .. لن أكون متواجدآ على الغداء .. سأكون مشغولآ إلى نهاية اليوم ..
(إلى نهاية اليوم .. مرة أخرى !!)
لم تتجاوز هذه العبارة عقلها أبدآ ..
- حسنآ حبيبي .. كما تريد .. سأنتظرك
(سأنتظرك ) .. همست بخفوت ..
كل يوم .. كل يوم !!
عالم .. عالم ياليان .. عالم من الحوارات نسجته بينها و/ بينها !!
عالم من الأسئلة .. صخب من الأجوبة .. سيول من التخيلات .. لاتجاوز عقلها أبدآ ..
معارك حمراء متقدة .. حمم وبراكين .. لاتتعدى عوالمها الداخلية !!
(حسنآ كما تريد !!) .. دائمآ كما يريد .. هو ..
.
صمت .. يلف زوايا المكان .. حيث تسترخي على سريرها تقرأ إحدى مجلاتها .. وترتشف كوب من القهوة الساخنة ..
- مساء الخيييييير لياني
تلتفت وفي عينيها ابتسامة ..
- أي مساء .. الساعة الثانية فجرآ الآن .. قل صباح الخير
- ههههههه صباح النور إذن ..
سرت خيوط الإبتسامة لتداعب شفتيها مع صوت عذب
- صباح النور .. أهلآ .. هل انجزت عملك ؟؟
- هه .. نعم عملي .. أنجزته نعم .. كيف حالك حبيبتي ..
نظرت إليه نظرة عميقة .. عميقة حتى الغرق
لم تحس أنه رحل خارج حدود نبضها .. لم تشعر إنه يقف على هاوية حدودها .. لم ؟
لم تتسارع نبضات قلبها كلما هرب بعينيه عن مسار نظراتها ؟؟
لم تحس به يعدو ليتخطى معالم حلمها ؟؟
لم .. لم .. لم ؟؟
- ليان ؟؟
أخرجها صوته من المعركة اليومية التي تطحن تلافيف مخها بلا نتيجة تذكر ..
التفتت بعد أن رسمت ابتسامة ..
تبتسم بعد خروجها من جنون الحيرة .. تحبه .. تعشقه .. يسكنها بقوة .. كيف لاتبتسم ؟؟
كيف لاتبتسمين ياليان .. كيف ؟؟
- نعم حبيبي ..
- أين سرحتي ؟؟ .. المهم .. سأذهب مع أصدقائي إلى رحلة غوص غدآ .. يحتمل أن أتغيب لأيام .. من الأفضل أن تذهبي لمنزل أهلك ..
صمتت ليان قليلآ .. غدآ ذكرى زواجهما .. هل نسي ؟؟ .. أكيد أنه نسي ..
هل أذكره ؟؟ ... لا لا .. ربما يغضب .. ربما سيراني أنانية لايهمها سوى افساد حريته .. ربما سيراني تافهة لا يشغلها إلا احتفال من الممكن تأجيله .. ربما ....
- ليان!!
ينتشلك صوته من دوامتك مرة أخرى ياليان..
ابتسمت بعذوبة وقالت : هل ستحتمل غيابي لعدة أيام ؟؟ .. حسنآ .. ولكنني سأدعو أختي لتقيم معي .. لا أحب أن أنام خارج غرفتي هذه ..
قام مسرعآ .. ليجري مكالمة مع أحد أصدقائه
(حتى أنه لم يجب على سؤالي )
همست لنفسها .. ماذا دهاه ؟؟ .. إلى أين يتجه ؟؟ .. هل بدأت بتخيل أشياء لا وجدود لها ؟؟
بعد أيام ..
لقاء صاخب ..
صراخ من الطرف البعيد ..
هدوء من الطرف القريب ..
- ليان .. لماذا لم تذكريني بأن ذكرى زواجنا كانت في اليوم الذي سافرت فيه ؟؟
بهدوء وعذوبة لم يعد يراها / هو
- لم أرد أن أزعجك حبيبي ..
بانزعاج شديد هتف :
- انزعج ؟؟ .. ليان لم أنت هكذا ؟؟ لم أنت .....
لحظة صمت مرت ..
لم يكمل سؤاله .. لم أنت ...... لم أنت ...... ؟؟
همست ليان بخفوت شديد .. شديد جدآ
- ماذا ؟؟ .. كيف أبدو في .....
لم تكمل جملتها هي الأخرى .. ربما ابتلعتها لتستعيدها على صفحة معاركها الداخلية .. فتساؤلاتها ممنوعة الخروج.. محجوبة عن كل الأعين ..
زفر أحمد بضيق شديد واستدار عنها متوجها لسريرهما .. ليغرق في النوم ..
وتغرق هي الآن ..
تغرق في دروب حفظتها ونسيتها مئات المرات
كيف / أنا ؟؟
غبية ..
مغفلة ..
شفافة ؟؟
كيف .. كيف ؟؟
.
.
هل نامت ليان على مقعد غرفة الجلوس ؟؟
/
وجه أحمد يبدو لها من فوق شرفة الحلم .. ناظرآ شذرآ .. سحقآ لكل الأحلام الصامتة / الصاخبة .. لا تتعارك التناقضات الغريبة إلا في عقلها فقط ..
وعلى طاولة / شوقها بدى الحوار باهتآ ..
بهدوء شديد تنساب عباراته ..
- أرجو أن تعوض هذه الدعوة نسياني لذكرى زواجنآ ..
همست بحنان ..
- يكفي وجودك هنا ..
- ليان ..
- نعم حبيبي
- اصرخي !!
فتحت عينيها بشدة .. ماذا ؟؟
ابتسم ابتسامة باهتة وقال .: لاشيء لاشيء .. كنت أمزح فقط ..
/
اصرخ !!
كل يوم يصرخ عقلي .. تصرخ عروقي
لاااااااااااااااااااااااا
صرخت ليان أخيرآ
صرخ لم تجاوز عتبة فمها ..
اصرخي.. اصرخي
.
.
ليان .. والدتي تلح علي منذ فترة طولة بأن أتزوج كي ترى أحفادي .. كنت أقول لها دومآ أنني السبب في عدم انجابنا .. لكن الآن .. الآن أخبرتها أنك أنت التي لا تستطيعين.....
اصفر وجهها .. لا .. بل اصطبغ بكل الألوان حتى بات يغار منه قوس قزح
- هل .. هل ستتزوج
وقف أحمد وصرخ بأقوى ما يستطيعه
- ماذا دهاك ياامرأة .. ألا تسألينني .. ماذا تغير الآن ؟؟.. ألم تتساءلي لحظة لماذا أخبرتها الآن .. مم خلقت ؟؟
ألا تغضبين .. ألا تثورين .. ألا يصيبك مس من الشيطان كما يصيب الناس ؟؟
أجيبي عليك اللـ....
صمت متهدج الأنفاس ..
- استغفر الله العظيم .. اسمعي .. لن أتزوج إن كان هذا مايهمك .. وأشك أنك ستعترضين إن تزوجت .. ولكني هكذا .. أردت الجميع أن يعلم .. لأنك .... لأنك ....
افففففف .. سأخرج الآن

/
/
مقطع من جوف الألم ..
ليان ..
اصرخي ..
اصرخي ..

.
.
.

اشتاق لجراحه ورحل ..
يحق له .. طيبتي لا تحتمل
رحل ..
مايحتمل هذا الملل
رحل ..
.
.


(تمت بحمد الله)

.
.


.
كنت كلما قرأت هذا المقطع للرائع عبد الرحمن بن مساعد .. تنتابني أحاسيس مبهمة .. تدعوني لقراءتها مرات ومرات ومرات ..
فأشعر أنني أريد .. أن أكتب .. أرسم .. أتأمل ..
لا أعرف ..
ولكنني لم أظن أن قصيدة (رحل) ستخلق قصة ..
فإليكم (طيبة!.. لا تحتمل) مع التحية

.
.


حلم

(*)~سدوومة~(*)
23-11-2005, 01:53 PM
الله عليك اختي الكريمه

حلم يقظه

قصه في منتهي الجمال ولابداع

لقد صورتي احداث هذه القصه بابداع

لقد تميز قلمك بهذة البدايه الرائعه والتي اختلج فيها كلمات القصيده الرائعه

للامير // عبد الرحمن بن مساعد

تقبلي خالص شكري وبانتظار كل جديد

×

×

×

دمعة سراب
23-11-2005, 10:24 PM
حلم يقظة

"
"

شهادتي فيكِ مجرووحة

حضوور هنا وهناك يضئ مساحات

شاسعه من الجمووود..!!

رائعة غاليتي دائماً

وأعذري تقصيري

محبتي

"
"
التوقيع

دائماً / في قوقعة الصمت..!!

غاية الأمل
23-12-2005, 09:26 PM
قصة
رائعة

من قلم مبدع

استمتعت بقرائتها

سلمت اختي الغالية

سمووره
31-12-2005, 09:41 PM
حلم يقضه

قصه اكثر من رائعه

أحيانا الطيبه الزايده لا تنفع

الف شكر لك عزيزتي على استمتاعنا بما خطته يمينك

بـــشـــرى
02-01-2006, 05:29 PM
قصه اكثر من رائعه

الف شكر لك عزيزتي

أختك .. عاشقة العقيدة

حلم يقظة
01-05-2006, 05:36 AM
الله عليك اختي الكريمه

حلم يقظه

قصه في منتهي الجمال ولابداع

لقد صورتي احداث هذه القصه بابداع

لقد تميز قلمك بهذة البدايه الرائعه والتي اختلج فيها كلمات القصيده الرائعه

للامير // عبد الرحمن بن مساعد

تقبلي خالص شكري وبانتظار كل جديد

×

×

×

أختي الكريمة

سدومة ،

مرورك أثيري ،،

واطرائك يستدعي علامات الفخر

شكرآ لأنك كنت هنا ،، وعذرآ على التأخير في الرد


ح ل م

حلم يقظة
01-05-2006, 05:38 AM
حلم يقظة

"
"

شهادتي فيكِ مجرووحة

حضوور هنا وهناك يضئ مساحات

شاسعه من الجمووود..!!

رائعة غاليتي دائماً

وأعذري تقصيري

محبتي

"
"
التوقيع

دائماً / في قوقعة الصمت..!!

حبيبة ألبي دموعة : )

لك من الود ماتعرفين

وحضورك يترك وراءه كون من الفرح

كوني بخير يا قمر


ح ل م