المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشنقيطي وسؤال عن دروس رمضان ..



أهــل الحـديث
16-07-2012, 06:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


سؤال لفضيلة الشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي :
نظرا لقرب شهر رمضان المبارك فما وصيتكم شيخنا الكريم للصائمين والقائمين والمعتكفين وأئمة المساجد في إقامة الدروس في هذا الشهر المبارك . وجزاك الله خير الجزاء ؟

الجواب :
بسم الله . الحمد لله ، والصلاة والسلام على خير خلق الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
مشكلة . والله، مصيبة ! تبغون منا أن نعتذر عن الدروس في رمضان وهذه وصية في الدروس في رمضان هذا غريب ! لكن على كل حال عندي عذر أرجو من الله . بعض العلماء يجيز الوعظ إذا كان الإنسان معذوراً عن الخير لا يكون ممن يقول ما لا يفعل .
شهر رمضان شهر خير وبركة ، ولا شك أن من تأمل النصوص في الكتاب والسنة ؛ فإنه يدرك جلياًّ عناية الشرع بهذا الشهر الكريم ؛ ففي الصحيحين من حديث عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال : (( كان النبي -r- أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود ما يكون إذا كان في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن )) .
فكان -r -أكرم الناس وأجود الناس ، وكان أكمل ما يكون كرماً بالخير من الدلالة على الخير والنصح للأمة ، ولقد بين الله -U- في كتابه في أكثر من موضع شفقته على الأمة -بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه- . فكان يقول ابن عباس : وكان أكثر ما يكون أجود ما يكون إذا كان في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ، فهذا الشهر شهر مدارسة للقرآن، وأعظم الناس خيرا وبرا في شهر رمضان أكثرهم خيرا وبركة من كتاب الله -U- ؛ لأن الله وصف القرآن بأنه كتاب مبارك ؛ فقال سبحانه : { كتاب أنزلناه إليك مبارك } فمن تدبر القرآن أو تأمل القرآن وأقبل على كتاب الله في شهر الصيام والقيام يبكي لوعده ووعيده ويخاف من تخويفه وتهديده ويطمع في رحمة ربه، بما ذكر فيه من الآيات والعظات البالغات فهو أسعد الناس في شهر رمضان .
ومن ذلك مدارسة العلم ومدارسة الخير ومدارسة السنة عن رسول الله -r- وقراءة سيرة النبي -r- كل هذا خير عظيم، ومن جرب ذلك يعرف خيره وبركته، فأسعد الناس في رمضان من أقبل على القرآن، والإقبال على القرآن والإقبال على السنة هو الإقبال على العلم وعلى الدين؛ ولذلك لما أراد الله أن يشرف شهر رمضان شرفه بالعلم فقال سبحانه : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } فجعله طريقا للدلالة على الخير وجعل فضل هذا الشهر بما كان فيه من نزول القرآن؛ ففي هذا الشهر شعت أنوار الرسالة على مشارق الأرض ومغاربها بنزولها على رسول الله -r- ، فمن تأمل هذا حرص كل الحرص على أن ينتفع وأن ينفع الناس، وأعظم الناس في العلم خيرًا وبركة من انتفع بعلمه أولا ثم نفع الناس ثانيا، والأمر لا يتوقف على عالم في درسه وشيخ مع طلابه ولا يتوقف على الإمام في مسجده بل إنك مع أولادك ومع بناتك وزوجتك في بيتك وأسرتك إذا جلست معهم الساعة في اليوم أو نصف ساعة تذكرهم بنعم الله، وتذكرهم بآيات الله وبمنن الله وتذكرهم بحقوق الله أن يحفظوها وبمحارم الله أن يجتنبوها؛ فأنت معلم للخير وأنت هاد للخير وإن قلت والله فقولك مصدق مادمت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتربي على الخير فيحرص المسلم على أن يكون في هذا الشهر أسعد الناس بالخير والبركة، وكون الناس يتهيئون مثلا في شهر رمضان للخير هذا يشحذ همة الأئمة والوعاظ إلى أن يغتنموا الفرصة ، فكم من أناس دخل عليهم شهر رمضان وهم أبعد ما يكونون عن الله وخرج عنهم الشهر وهم أكمل وأفضل وأجمل ما يكون عليه العبد فيما بينه وبين الله -U- ، وهذا كله بفضل الله ثم بغشيان حلق الذكر وسماع العلم النافع وبمحبة العلماء والتأثر بكلام أهل العلم أحياء وأمواتا ، وإذا أردت أن ترى أسباب التوفيق والفلاح فإنك تراها حينما تجد العبد منشرح الصدر مطمئن القلب لأهل العلم مقبلا عليهم محبا لهم في الله حريصا على سماع علمهم والاستفادة منهم أحياء وأمواتا ، وإذا أردت أن ترى الخذلان والحرمان والشقاء والبلاء فانظر إلى من حجبه الله عن صفوته من خلقه بعد أنبيائه ورسله وهم العلماء ، فتجده لا يغشى حلقة عالم ، ولا يستمع لموعظة ولا يتأثر بذكر، وأعظم من ذلك إذا شك فيهم واتهمهم وانتقصهم وسلط الناس عليهم والمحروم من حرم .
فالمقصود أن المسلم يحرص كل الحرص على أن يكون في رمضان على أكمل ما يكون عليه المسلم إقبالا على الخير وانتفاعا من الخير واستزادة من الخير، فهذا من توفيق الله U للعبد نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ذلك الرجل .
يبتدئ أولا بتعليمهم كتاب الله -U- وثانيا سنة النبي -r- ينظر إلى حاجة قومه وأهل حيه يعلمهم ما يحتاجون إليها من المسائل ،
يعلمهم أصول الدين (العقيدة) مسائل العقيدة ويبين لهم الأمور التي تطعن في العقيدة وتؤثر في عقائدهم ويدلهم على الأمور التي تصلح ما بينهم وبين الله -U- من الإخلاص وتوحيده وإرادة وجهه ، والبعد عن النفاق والرياء ، وغير ذلك مما يقدح في عبودية العبد لربه ، ثم يثني بعد ذلك بالأحكام والشرائع إن وجدهم مستقيمين في هذا الأصل أمرهم بشرائع الإسلام وأمرهم بسنة النبي -r- وهديه : في الوضوء ، في الصلاة ، في الزكاة ، في الصوم ، في الحج، في العمرة، في جميع شرائع الإسلام،
فلا تزال في الخير ما أمرت بالخير ودللت عليه، يعلم وينظر حاجة قومه ، وحاجة الناس ، فإذا كان في شهر الصوم وأراد أن يعلمهم أحكام الصيام علّمهم وعلّمهم سنن القيام وهدي النبي -r- في قيام الليل ، وعلّمهم كيف يقوم المسلم بين يدي ربه والسنن عن النبي -r- في إحيائه لليل، الاعتكاف، مسائل الاعتكاف، ولكن بشرط أن يكون قد تعلم ذلك على يدي العلماء، فالذي له نور وبصيرة وعلم وجثا بركبته بين يدي العلماء وتعلم هو الذي يعلم الناس وأما إذا كان ما عنده علم ويريد أن يتعالم ويريد أن يتشبه بالعلماء وما عنده علم هذا مهلكة وأن الله تعالى يقول : { قل إني على بينة من ربي } والبينة من الرب تفتقر إلى الأنبياء والرسل وورثة الأنبياء والرسل وهم العلماء الهداة المهتدون فيعلمهم ما تعلم وإذا تعلم بابا من أبواب العلم والله لو تجلس حتى تعلمهم كيف الوضوء وهنا مسألة مهمة وهي أن العلم وهذا يحتاج إلى أن تتشرف به وتعتز به وتسمو به ولا تبالي بانتقاص المنتقصين والله ليس هناك شيء أعظم انتقاصاً وأكثر أذية من العلم تأتي تفتح كتابك تريد أن تتكلم عن الطهارة وهدي النبي -r- في الوضوء فإذا برجل يسخر يقول ما يعلمنا إلا الوضوء ! فكأنهم ما شاء الله علماء الإسلام في الوضوء وكان السلف الصالح يدخل الرجل منهم وهو ابن خمسين سنة على الصحابي من أصحاب رسول الله -r- يسأله ويقول كيف كان النبي -r- يتوضأ . يقول عمرو بن حسن : شهدت عبدالله بن زيد وقد سأل عمراً بن يحي المازني عن وضوء النبي -r- رجل من أجلاء التابعين يسأل صحابيا من أصحاب النبي -r- كيف الوضوء قال فدعا بتور مثل الطشت فتوضأ منه أمامه حتى يريه كيف توضأ النبي -r- بالفعل عثمان t خليفة الراشد وإمام من أئمة المسلمين وفي الخلافة وفي العزة وفي أعلى مكان لدى الأمة إذا به يدعو كما في الصحيحين من حديث حمران مولى عثمان أن عثمان دعا بوضوء فتوضأ فأسبغ الوضوء توضأ ثلاثا ثم قال رأيت رسول الله -r- توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه إلا غفر له ما تقدم من ذنبه ما استنكفوا ولا تكبروا على العلم العلم تعتز به كل شيء تراه مما قاله الله وقاله رسوله -r- تعتز به ولا عليك من سخرية الساخرين ولا استهزاء المستهزئين ثم كرر هذا العلم حتى ولو قالوا إنه يكرر شيئا واضحا الفاتحة كم تكررها الإسلام يكرر الأشياء حتى تصبح عقيدة في القلب لا يمكن أن يتنازل عنها الإنسان ولذلك أعداء الإسلام ما حرصوا على شيء مثل دخول في المسلمات يحاولون زعزعة المسلمين دائما لا يريدونهم على نمط معين وكثير من شرائع الإسلام جاءت على نمط معين حتى تعود المسلم الانضباط فهذا الشيء الواضح لما تكرره وتكرره كم من أناس يتعطشون لهذا الخير ولذلك على طلاب العلم وعلى الأئمة أن يحرصوا على هذا ونحن يهمنا المبادئ والأسس أكثر مما يهمنا أن نقول درس كذا أو افعل كذا أو اختر الوقت الفلاني الأسس الذي يعلم الناس يعلم بعلم وثانيا أن يعتز بهذا العلم وليس عنده أي مانع أن يدرس أي شيء مما قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام طلبا لمرضاة الله -U- .
ثالثا : عليه أن يترفق بالناس وأن يعلمهم العلم بطريقة لا تمل بها النفوس ولا تسأم فإن على صاحب السنة وصاحب العلم مسؤولية ترغيب في العلم قبل أن يعلم ومن هنا كان ابن عباس -t- يعظ أصحابه وطلابه أن لا يأتوا في مجامع مثل حفلات وأشياء فيتكلمون فيقهرون الناس على سماع الذكر فتمله الناس إنما يأتيهم عن رغبة وتفتح درسك عن رغبة وتفتحه في وقت لا تأتي تفرض على الناس أن يجلسوا معك، ولا تأتي في وقت ينشغل الناس فيها بأذكار الصلاة البعدية لكي تفرض عليهم الدرس أنت تعلمهم السنة ومن السنة أن تتركهم على السنة ثم بعد ذلك تختار الوقت المناسب من جلس فالحمد لله ومن صرف وعنده عذر أحسنا به الظن ومن صرف في غير ذلك فالله أعلم بخلقه ما تتكلم في أحد ولا تتهم أحدا أنه لا يريدك وأنه لا يحبك والله لو بقي شخص واحد فما يدريك أن هذا الشخص سيفتح الله عليه ويجري من ورائه الخير الذي لم يخطر لك على بال وكم من أناس وكم من علماء وكم من أئمة وكم من طلاب علم رمقتهم الأبصار واجتمع عليهم ما لا يحصى من الناس ولكن الأهم البركة والأهم أن يخرج الناس في هذا العلم فينفعوا به الأمة فلا تبالي لو تجلس في مسجدك تدرس وأنت صائم أو في هذه الأيام المباركة وما يجلس معك إلا اثنان فأنت عزيز كريم وتحس أنك على خير لأنك تعامل الله ولا تعامل الناس وتعلم أن هذا الكلام لا يذهب هدرا وأنك إن جلست لقومك وحيك واعظا مذكرا مبشرا ومنذرا أنك قد أعذرت إلى الله وأنك قد ألقيت الحمل من على كتفك فهذه فرصة لمواسم الخير تعلم الناس الخير وتتلطف بهم وتختار الأوقات المناسبة ثم تحاول أن تحضر الدرس بطريقة علمية جيدة مركزة يستفيد منها المبتدئ يستفيد منها المنتهي يستفيد منها المتوسط على قدر ما أوتيت من العلم فهذا أمر مهم جدا، وقد كان النبي -r- يخاطب الناس على قدر عقولهم وعلى قدر أفهامهم ويقول : (( حدثوا الناس بما يعلمون أتريدون أن يكذبوا الله ورسوله )) كما في الأثر فالمقصود من هذا أن على الإمام وعلى طلاب العلم أن ينصحوا فإذا كان هناك في الحي طالب علم جيد أو قرأ على شيخ وتعلم أنه أكثر ضبطا للمسائل منك وأنت إمام مسجد جئت وزرته وقدرته قدره وقلته يا فلان نريد منك أن تلقي عندنا الدرس في رمضان تنصح الناس تذكر الناس ونحو ذلك مما يكون فيه المعونة على البر والتقوى لأنك نصحت على عامة المسلمين لأنك تراه أعلم منك وأضبط منك فتقدمه المهم أن تكون هناك دروس علمية مفيدة وأن يختار لها الوقت المناسب ثم هذه الدروس تكون في حاجة الناس وما يحتاج إليه الناس وهنا مسألة مهمة وهي أن يحرص المعلم وأن يحرص الموجه على أن يصبر وأن يتحمل مسائل الناس وفتاوى الناس وهناك أمور مهمة جدا في مواجهة الناس ولذلك العلم شيء وفقه العلم شيء آخر العلم أن تعلم الأحكام وتفهمهن، ولكن فقه العلم أن تفقه كيف تؤدي رسالتك في العلم وكيف تعاشر الناس وكيف تواجه الناس وكيف إذا أتاك السفيه بسفهه والجاهل بجهله فتكون رحمة للناس كما كان رسول الله -r- فأفقه الناس في العلم من تتبع سنة النبي -r- وهذا العلم لا يمكن أن يؤخذ إلا بطريق صحبة العلماء فترى من سمتهم ودلهم وحرصهم على نفع الناس وصبرهم في تعليم الناس وشدة المؤونة التي يتحملونها من الناس ما يعينك على أن تتشبه بالكرام في كرمهم وبالفضلاء بفضلهم فتسمو بنفسك فمثلا إمام المسجد قد يأتي ويلقي الدرس ويأتي من يسأله وقد يأتي بأمور غريبة وهنا ننبه على أمور مهمة جدا لمن يواجه الناس في تعليمهم وتوجيههم أول ما ينبغي الإخلاص وهذا أمر مسلم ولكن ينبغي دائما الوصية به أن تخلص لله وأن تجرد نيتك لله U لأنها منبع كل خير .
ثانيا أن تعلم أن هؤلاء الذين يجلسون بين يديك وأن هؤلاء الذين يستمعون إليك قد ائتمنوك على دين الله U وهذا يقتضي من المسلم أن يخاف الله U فلا يقول على الله بدون علم ولا يكذب ولا يغش هؤلاء عيب وحرام على المسلم أن يأتيه أخوه المسلم يسأله عن أمر في دينه يأمنه من بين الناس فيفتيه بدون علم أو يجلس بين الناس لكي يتكلم بدون علم فيتقحم نار الله على بصيرة ولذلك من أكبر الكبائر أن يقول الإنسان على الله ما لا يعلم وهي المهلكة فمن فعل ذلك فقد تقحم نار الله على بصيرة أن تكون أمينا على أمة محمد -r- لو سئلت أمام الأمة عن شيء لا تعلمه تقول بشجاعة وجرأة : الله أعلم، ولو اجتمعت لك الأمة كلها تكون عندك نفس أبية سوية مرضية تتقي الله -U- إذا كنت بهذه المثابة فقد تأهلت أن تتصدر للناس، التصدر للناس ليس بالأمر الهين ولذلك لما كان العلماء يربون لمن يخرج للناس كان كل من يقف أمام الناس يملأ العين في أمانته ونصحه كذلك أيضا عليك أن تعلم أن السائل أو المستفتي ينبغي أن تستبين منه وأن تستوضح منه وأنه ما جاءك يريد رأيك الشخصي ولا يريد اجتهادك الذي لا ينبني على ضوابط صحيحة بل جاءك يريد حكم الله في هذا الأمر فإن ورثت شيئا عن علمائك ومشايخك وعندك فيه سند متصل إلى رسول الله -r- بالأخذ عن العلماء فحي هلا وإلا فلا لا يبلغ الإنسان مقام الصدق في العلم إلا إذا كان إذا تكلم جعل الجنة والنار بين عينيه فينظر في مقعده إن أصاب وينظر إلى مقعده إن أخطأ والله لا ثالث لهما إما جنة فيها أعالي الفردوس ورضوان الله U جعلنا الله وإياكم من أهلها وإما نار تلظى لأن أول من تسعر به نار جهنم فيهم العالم ثلاثة فيهم العالم فعلى الإنسان أن يتقي الله U فلا يقول على الله بدون علم .
كذلك أيضا قضية الإخلاص قضية العلم الصحيح في تعليم الناس وتوجيههم الأمر الثالث الأمانة إذا كنت قد أخلصت ونصحت وقلت الصواب والحق ونصحت للأمة عليك أن تكون أمينا كل من يتصدر للناس وهذه وصية لطلاب العلم عليهم مسؤولية عظيمة في الأمانة هناك أسرار للناس في أسئلتهم وفتاويهم وحوائجهم وقضاياهم توطن نفسك على أن الكلمة إذا دخلت في أذنك لا يسمعها أحد فتكون أمينا على عورات المسلمين بعض الإخوان أصلحهم الله يأتي شخص يشتكي إليه في مسألة ثم لا تدري إذا به يذهب في المجلس والله جاءني وقال لي كذا واحد قال كذا حتى إنه لربما ذكر صفات الكل يعرف أنه فلان فويل له من الله U هذه أمانة ومسؤولية العلماء المفتون رجال الحسبة القضاة كل من يتحمل هذا الدين عليه أن يخاف الله U في أسرار المسلمين وعوارتهم وكان الوالد رحمه الله ذات مرة جاءه سائل فسأله في أمر خاص بينه وبينه ثم أحببت أنا الفائدة فأردت أن أسأله وكان عمري في الرابعة عشرة تقريبا فلما خرجنا . قلت: ماذا قال لك؟ فضغط على يدي، وقال : يا بني، هذه أسرار المسلمين هذه أمانة ، كل من جاء يأتي ويتكلم ولذلك تجد بعض الأخيار من طلبة العلم يأتي ويتكلم عن بعض المنكرات التي مرت عليه أو بعض الأمور التي وقعت هذا لا يجوز التحدث بها إلا لمصلحة شرعية، أما إنسان كل من جاءه بأمر يتحدث به وكل ما قيل له يتحدث به هذه أمانة ومسؤولية وعلينا أن نتق الله -U- .
كذلك أيضا هناك أمور مهمة في قضية توجيه الناس إذا أراد شخص يفتح درساً لو يفتح درسا واحدا منضبطا بأسلوب علمي طيب مركز أفضل من عشرات الدروس غير منضبطة طالب العلم الذي يتكلم كلام العلماء ويتشبه بهم في الضبط والإتقان ويكون كلامه محصورا من أول الدلائل على طالب العلم بعد الإخلاص وتوجهه لله -U- على أن الله يريد به خيرا أن ترى كلامه معدودا إذا وجدت طالب العلم في طلبه للعلم بمجرد ما يجلس في حلق العلماء ما يتكلم إلا الذي قاله العلماء ويحرص على أن يحفظ أكثر مما يأتي بشيء من عنده وإذا به ينقل الكلام كما هو فاعلم والله أن من ورائه خيرا كثيرا لأن هذا هو العلم والإتباع والأثر ما يعطيك شيئا من عنده أما أن يأتي الإنسان ويفتح درساً يتكلم على حديث وكأنه جالس يتكلم في سوق أو كأنه قاعد يعلق على حديث هذا شيء واضح وهذا شيء كذا هذا ما يصلح شرف العلم وكمل العلم بالسكينة والوقار وآداب العلم حتى يعرف الناس قدر هذا العلم وكان الإمام مالك رحمه الله لا يحدث بحديث رسول الله -r- إلا إذا طيب مجلسه وكان إذا جاءه الناس في بيته قال انظروا فإن كان الرجل يريد الرواية عن حديث رسول الله -r- طيب مجلسه إجلالا لرسول الله -r- وكان رحمه الله إذا سأل السائل لا يستطيع أن يراجعه مما وضع الله له من الهيبة يقول محمد بن حسن جالست الهادي والمهدي والرشيد والله ثلاثة خلفاء عظماء من المحيط إلى المحيط والله ما هبتهم كهيبتي حينما جلست بين يدي مالك قال سحنون ما نظن ذلك إلا لشيء بين مالك وبين الله الذي الناس كانوا ينظرون للعلم نظرة هيبة لما كان الذين يصلون ويخطبون على علم وعلى بصيرة فكان الناس يهابون الإمامة ويهابون الخطابة لما كان الذين يلقون الدروس على علم كانوا يهابون الدروس لكن لما أصبح الذي يجلس للخطابة الحمد لله يوجد خطباء وأئمة إنما تقول النوعيات التي تجرأ ولا نتكلم على صفة عامة نتكلم على الجرأة على العلم فلما أصبح يتسلط على هذه النوعيات التي لا تعرف قيمة العلم ولا عليها نور العلم ولا أدب العلم أزريت وجرأ الناس وأصبح حتى إنك في بعض الأحيان تجد الرجل يدخل ويصلي بالناس ولا يبالي لكن لو كان الذي يصلي بالناس في سمته ودله ووقاره وهيبته وحشمته أورث الناس إذا أنا لم أعتز بعلمي الذي بين صدري فما الذي يعزه فعليك أن تكون على هذا السمت والدل والوقار وأن تحفظ للعلم هيبته ووقاره فهذا مما يعين على محبتنا وهذه توجيهات عامة سواء كانت في رمضان أو غيره لكن نقولها الحقيقة أمانة ونصيحة وإلا والحمد لله الخير موجود وطلاب العلم فيهم خير كثير إن شاء الله وجماع الخير كله في تقوى الله U .
أما بالنسبة لصيام شهر رمضان فالوصية للصائم أن يتقي الله في صومه وأن يحفظ صومه وأن يصوم كما صام رسول الله -r- حافظا لشهوة بطنه وفرجه غاضا لسمعه وبصره وجوارحه بمجرد ما يهل عليه الشهر كأن لسان حاله يسأل ربه أن لا يجعله أشقى الناس في هذا الشهر ولا أقلهم خيرا وبركة بل يسأل الله أن يجعله في أعلى المنازل والرتب ثم يتبع السؤال بالعمل فيحرص كل يوم وكأنه آخر يوم يصومه يحرص على هذا الشعور كأنه آخر يوم يصومه يحفظ لسانه عن السب فإن النبي -r- قال : (( فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط ولا يجهل يترك فضول الحديث ويترك القيل والقال يشتغل بالتسبيح والاستغفار وتلاوة القرآن وذكر الله U والاستغفار له ولوالديه الأحياء والأموات ويكثر من شيء يقدمه لآخرته ثلاثمائة وستين يوماً من العام اختار الله لك منها هذه الثلاثين يوماً أو تسعة وعشرين يوماً، مدرسة تهذب فيها أخلاقك وتقوم فيها سلوكك { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } هذه فريضة وإذا به سبحانه يقول : { لعلكم تتقون } إذا فشهر الصوم مدرسة التقوى يهذب لسان الإنسان من الناس من صام رمضان فخرج من رمضان بالكف عن فضول الحديث من الناس من كان سبابا شتاما فخرج من رمضان وهو لا يسب أحدا ولا يشتم أحدا من الناس من كان كثير الكلام واللغط فخرج من رمضان بتلاوة القرآن وختم القرآن كل ثلاث ليال ومنهم من خرج بكثرة التهليل والتسبيح والتحميد مدرسة للعام ومدرسة يتزود منها الخير لعلكم تتقون وهذا من أجل أن تكونوا من أهل التقوى ضاقت مجاري الشيطان وفتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران وصفدت الشياطين عن بني الإنسان كل هذا من أجل أن تقترب إلى ربك ويا داعي الخير أقبل يناديك منادي الله U كل الظروف مهيأة فتصوم كما ينبغي أن يكون عليه الصائم والشعور بأنه آخر يوم من أيامك تصومه ومن هذا الذي يضمن أن ينتهي عليه يومه فضلا عن أن يدرك يوما غيره فكم من صائم لا فطر له في الدنيا قصر الأمل وكان السلف الصالح رحمهم الله إذا صلوا صلوا صلاة مودع فمما يعين على ضبط الصوم .
ثانيا تحس إذا كان الإنسان ما عنده وجد أن شعوره بأن آخر يوم ضعيف كما في الشاب تسلط عليه الشيطان يقول كأنه آخر يوم من رمضان فالنفوس الحية دائما في آخر يوم من رمضان تشفق وتتألم تقول يا ليتني في أوله أستدرك ما فات وأحسن لعل الله أن يحسن إلي في الدنيا وبعد الممات يستدرك الإنسان كأنها آخر يوم من أيام رمضان وجرب هذا الشعور وإلزام النفس { قد أفلح من زكاها } تزكي نفسك حين تأمرها لا تأمرك وحين تزجرها عن محارم الله U { فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } الجنة مأوى لمن كان سلطانه على نفسه نهى عن الهوى إذ النفس تكون تحت يدك وهذا من مقصود الصيام فهو مدرسة لكي تكون المدرسة مستجيبة فالذي لا يأكل ولا يشرب والأكل والشراب حلال له حري به أن لا يأكل أموال الناس ظلما وحري به أن لا يطعم الحرام وحري به أن لا يشرب الحرام والذي يعف ويمتنع عن زوجته وهي حلال له وطؤها وحلال له أن يطأها حري به أن لا يتسلط على أعراض المسلمين وحري به أن لا يقع في الحرام لأن هذه تربية للنفوس فهو أعني شهر الصوم وعبادة الصوم مدرسة للخير تصوم من أجل أن تهذب أخلاقك وتقوم سلوكك لا تصوم من أجل أن الإنسان يريد أن يتخلص من أمر واجب عليه أو تبعة تعينت عليه أبدا كذلك أيضا تحرص في شهر رمضان على فضائل الأمور وكل يوم إذا كنت في طاعة تحرص على أن تكون على أكمل ما تكون عليه الطاعة إطعام المساكين تفريج الكربات الإحسان للمؤمنين والمؤمنات قال -r- : (( أيها الناس، أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا جنة ربكم بسلام )) تفريج كربات المسلمين الحرص عليها في شهر الصيام قالوا إن الله U شرع للمسلم أن لا يأكل ولا يشرب حتى يتذكر الأكباد الجائعة والأحشاء الظامئة فالذي يصوم ويتذكر فقراء المسلمين وضعفة المسلمين وأيتامهم وأراملهم كمل صومه فمن الناس من يبتدئ في شهر رمضان في أول يوم ويحس بلوعة وألم الجوع والعطش فإذا حس بالألم والجوع والعطش منهم من يخرج من ماله فيخرج صدقة كان بعض الأخيار إذا كان صيام رمضان في شدة الصيف يخرج في شدة الهاجرة في شدة الظهيرة ومعه ما يحسن به إلى الضعفاء والفقراء لماذا لأنه يحس أن الله يعلمه بهذه العبادة يذكره إخوانه يذكره البائسين من الناس من غابت عليه شمس يومه فأخرج من ماله ما اشترى به رحمة ربه وما الفائدة إذا كان يصوم ولا يتذكر الضعفاء والبؤساء إذا لابد أن يكون صيامه بهذه المنازل الكريمة وأن يدرك ماذا يريد الله منه .
كذلك أيضا إذا صام يومه وأتم صيامه شكر . الشكر على النعمة من أعظم النعم التي ينعم الله بها على عبده أن يرزقه الشكر فإذا وقف في آخر يومه تذكر من حرم صيام هذا اليوم تذكر أولا عافية الله في دينه حيث علمه وفهمه وجعله من أهل الإسلام ثم تذكر عافيته في دنياه في بدنه كم من مريض يتمنى الصحة التي هو فيها وكم من عاجز و كم من كبير سن وكم وكم فإذا وجد أن الله أعطاه العافية وتذكر من حرمها لهج لسانه بشكر الله U والثناء وهذا الفرح الفرح بالتوفيق للطاعة للصائم فرحتان فرحة عند فطره لأنه لا يوفق لتمام العبادة إلا من يحبه الله جعلنا الله وإياكم ذلك الرجل ولذلك تجد التوفيق للعبادة قليل أن يوفق الإنسان إلا من رحم ربك وقليل من عبادي الشكور فأهل الشكر والإحسان والعبادة قليل جعلنا الله وإياكم من هذا القليل فإذا جئت عند غروب شمسك وحفظت الله وشعرت أن هذا الصيام توفيق من الله لا بحولك ولا بقوتك وبرأت من الحول والقوة زادك الله من نعمه ثم يكون عندك طمع في رحمة الله U وذلك أنك تفطر وأن ترجو رحمة الله U بالدعوات الصالحة تفطر وأن ترجو الخير الكثير من الله وكم من شمس يوم في رمضان غابت فغيبت ذنوب العمر وكم من شمس يوم غابت فغيبت هموما وغموما وأحزانا وآلاما لا يعلمها إلا الله U مواسم نفحات وساعات مباركات طيبات من أي شيء أعظم من هذه العبادة ولذلك يستشعر الإنسان هذه المعاني ثم في أي موضع من المواضع تكون فيه في طاعة الله U لا تنظر أمامك ولا عن يمينك ولا عن يسارك إلا وجدت دلائل توحيد الله وعظمته وانظر كيف المساجد تمتلئ في رمضان وكيف يزداد إيمانك ترى المسلمين في همومهم وغمومهم وكروبهم فتجد عبادات الإسلام تجمعهم ولو شتتهم الأعداء شتت الله شملهم وتجد كيف الإسلام في عظمته وعزته وكرامته يجمع هذه الأمة كنا ذات يوم في هذا المسجد وفوجئت برجل يقوم فيقف وكنا في الصف الأول فينظر إلى المسجد فإذا به لم يستطع حتى أجهش بالبكاء وكان من خيار طلبة العلم وهو يقول الله أكبر على عظمة الإسلام ترى الناس على اختلاف طبقاتهم وعلى اختلاف ألوانهم وأحسابهم وأنسابهم كلهم ينتظرون ساعة الفطر، يتبجح أهل الدنيا بأن الغرب وغيره نظام ويطبقونه . وعندنا من أنظمة العبادة وترتيبها وجمالها وجلالها ما تعجز البشرية جمعاء عنها في هذه الساعة تجد الناس كلهم ينتظرون لحظة واحدة لا يمكن أن يقدم الصوم عنها أو يؤخر أليس هذا انضباطا لكن مشكلتنا نحن دائما ننظر إلى أنفسنا بالنقص وننظر إلى غيرنا بالكمال عندنا عزة وكرامة تشعر بعزة الإسلام عزة دينك عظمته ومهما كان تحس أن الإسلام لازال باقيا ولو حصلت لهم من الفتن والمحن لكن عندك يقين بعظمة هذا الدين وأن لله حكما ولله سننا وما علينا إلا أن نرجع لديننا إن أردنا عزة أو كرامة فتجد هذه المواقف ما تكون غافلة عنها بحيث تصوم في رمضان وأنت أيقظ الناس قلبا وأوعاهم فهما وكذلك أيضا الحرص على قيام الليل والتأسي بالنبي -r- تتذكر قول رسول الله -r- : (( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) أوصي القراء والأئمة أولا بالإخلاص بمجرد ما يخرج من بيته يريد أن يصلي بالناس يتذكر كيف أن الله قدمه وكيف أن الله شرفه (( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله )) فيحمد نعمة الله U أن الله قدمه ثم إذا علم أن الله قدمه فليعلم أنه لله وأنه عبد لله وليس لغيره فلا يبحث عن تطريب الأصوات والنغمات والبحث عن عجب الناس يبحث عن مرضات ربه وحده لا شريك له يريد من الله أن يرضى عنه حتى إذا خرج القرآن من لسانه خرج طيبا مطيبا بالإخلاص والله طيب لا يقبل إلا ما كان طيبا خالصا لوجهه فلا يغيب قراءته بالنظر إلى أن الناس يعجبون به أو لا يقوم كما قام النبي -r- قارئا لكتاب الله متدبرا متفهما وإذا صلى بالناس خاشعا متخشعا متذللا لربه يستشعر معاني الآيات إن هذا الخشوع من الإيمان يؤثر في المأمومين وهذا الإخلاص خيره وبركته في التابعين فإذا كان الإمام مخلصا تأثر الناس بقراءته وتأثر الناس بقيامه ويحرص على التأسي بالنبي -r- فيصلي بالناس يرحم ضعيفهم وكبيرهم ويحسن إليهم ويحاول قدر المستطاع أن يصلي بهم صلاة أضعفهم كما وردت السنة بذلك ونحو ذلك .
كذلك أيضا على المأمومين أن يصبروا في قيام رمضان وأن لا يضجروا ولا يسأموا والعبادات فيها سآمة وفيها ملل لأن الجنة حفت بالمكاره والعجيب أنك تخرج من بيتك تريد أن تصلي التراويح وإذا بك تجد نفسك مجهدا منهكا ولربما حتى إن بعض الأئمة هذا فيه بعض الأحيان يخرج الإنسان وقد لا يستطيع أن يصلي يقول لا أستطيع أن أصلي ولكن سبحان الله ما إن صلي الركعتين الأوليين حتى تتفتح له أبواب الرحمات وإذا به ينشرح صدره ويطمئن قلبه وإذا بنفس الشيطان ودخل الشيطان وتثبيط الشيطان وتخذيل الشيطان قد ولى وذهب { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق } فإذا به لا يصلي ثلاث تسليمات أو تسليمتين إلا وهو يتمنى أنه إمام إلى الفجر من لذة ما يجد وحلاوة ما يجد فإذا الإنسان عليه أن يصبر السآمة والملل دائما في العبادات في الطاعات عواقبها حميدة وأعظم الناس أجرا في العبادات من ثقلت عليه وصعبت عليه ووجد فيها الضيق وأكمل الناس إيمانا أكثرهم بلاء أشدكم بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ولذلك تجد بينك وبين هذا القيام قيام الليل من المجرب حتى في غير رمضان ولكن داوم عليه ثلاثة أيام ثلاث ليالٍ داوم عليه أسبوعا وأنت تجاهد حتى يأتيك توفيق الله U وكثير من الناس من بقي العشرين سنة منهم من لم يفته في عشرين سنة قيام ليله بل إنني أعرف من أخبرني أنه ما مرت عليه ليلة وقرأ فيها أقل من سبعة أجزاء وعمره قرابة الستين سنة قال حتى في المرض كنت أجاهد نفسي مجاهدة يقول الغريب أني لما صبرت في السنوات الأول كنت أجد جهدا عجيبا يقول سبحان الله ما إن ضغطت على نفسي حتى أصبحت السنوات التي بعدها من أيسر ما تكون { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } تجاهد أول ما تأتي كل طاعة هذا ليس خاصا بقيام الليل تريد تذهب إلى حلقة عالم تجد المثبطات والمتاعب تريد أن تذهب لتنفق على المساكين تجد المشاكل كذا لكن اصبر على ذلك وصابر عليه ويأتيك التوفيق من الله والثبات فالمقصود قيام الليل في رمضان تتذكر ما وعدنا الله U به على لسان رسوله -r- أنه يغفر لك ما تقدم من ذنبك وهذه رفعة درجة وعظم أجر وزلفى لك عند ربك ومن منا لا يطمع أن يغفر له ما تقدم من ذنبه نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يتولى ذنوبنا وذنوبكم بالعفو والمغفرة .
كذلك أيضا مما يوصى به في نهار رمضان الحرص على الثبات على الخير فإذا وفق الله لك في بداية رمضان بعض الناس عنده نشاط في أول رمضان فإذا انتصف رمضان ضعف ومنهم من يكون يعني حريصا على إطعام الناس على الإحسان إليهم ثم بعد ذلك عليك أن تستديم الخير فإن النبي -r- سئل عن أحب الأعمال إلى الله فقال : (( ما كان ديمة وإن قل )) فتداوم على الخير وإن من أعظم الخصال الطيبة المباركة في نفع الناس تفطير الصائمين تتفقد الضعفاء والفقراء والبؤساء وتفريج كرباتهم في هذا الشهر المبارك لاشك أنه خير كثير نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يبارك لنا في شعبان وأن يبلغنا رمضان بعفو وعافية وبر وإحسان وأن يجعل لنا ولكم في هذا الشهر أوفر ما يكون حظا ونصيبا من كل خير وبركة ورحمة وبر وعفو وعافية إنه سميع مجيب والله تعالى أعلم .