تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غربة «الشيبان» بين أولادهم..!



تاجر مواشي
16-07-2012, 02:30 AM
اغنام - ابل - دواجن - طيور

مرافق كبار السن غائبة والبديل «الرصيف» أو«عتبة البيت»



غربة «الشيبان» بين أولادهم..!

http://s.alriyadh.com/2012/06/08/img/911536145726.jpg

دار رعاية المسنين تحولت إلى مراكز إيواء أكثر من استيعاب الجميع
وقار الأب في خريف عمر سنينه، وضعف الأم في مرحلة وهن العظم ومتاهات أرذل العمر، سنوات لها تبعاتها في مسيرة عمر الإنسان، ولها خصوصيتها، ومتطلباتها كذلك، فهذا الأب الذي كان عمود الأسرة ومُعيلها، يبقيه الهرَم حبيس البيت معظم أوقاته، وهذه الأم الحنون التي كانت ضابطة إيقاع حياة العائلة والمنزل وراعية الأبناء والبنات، تترجل اليوم في زاوية أخرى من البيت وقد أناختها سنوات الهرَم بعد طول عطاء.



بعد عشر سنوات يتجاوزون 20% من السكان من دون أن ننفذ مشروعات تملأ فراغهم.. أو نفيد من خبراتهم
أُناس يترجلون كرهاً وطوعاً عن صهوة جواد المسؤوليات الجسام التي تحملوها مبكراً، منذ بداية حياة الشباب وتكوين الأسرة، إلى اليوم الذي كبُر فيه الأبناء، وتفرّقوا كما عصافير تغادر عُشها بعد ما أصبح لها أجنحة من الريش. ومنح الله - عز وجل - للوالدين مكانة قلّما يحظى بها الإنسان في تشعُب علاقاته الأسرية، كما جاء في الآية القرآنية «فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً»، حيث يحظى الآباء برعاية كريمة في المجتمعات الخيّرة، ويسعى الأبناء دائماً إلى نيل بر الوالدين ورضاهم، بيد أن مزاجاً انفعالياً صعباً تفرزه حالات من الشعور السلبي تجاه حياة أرذل العمر يسيطر على أغلب كبار السن، وعندها يصبح التعامل معهم ورعايتهم أمر في غاية الصعوبة أحياناً.


الأب الذي كان «عمود الأسرة» ومُعيلها يبقيه الهرَم حبيس زاوية في البيت و«الأم الحنون» ضابطة إيقاع العائلة تترجل من التعب


وتتحول بعض المنازل إلى مسارح درامية سببها «شايب» رفض تناول علاجه اليومي، نظراً لأن «الحبة الحمراء» تُبعد النوم عنه كل مساء، وتجعله يعاني السهر كما يظن، و»عجوز» أخرى لا تريد أن تدخل في جدال مع ابنتها من أجل تناول حبة الضغط، فتأخذها كل مساء وتضعها تحت السجادة.. وما ذلك إلاّ مثالين لتصرفات مسنين يصعب التعامل معهم بحزم، ويضعف موقف الآخرين تجاهها، بل لا سبيل لمواجهتها سوى بمزيد من التحايل وعبارات الحب والتودد لعل الله أن يهديهما وأن يتناولا ذلك الدواء الهام.

http://s.alriyadh.com/2012/06/08/img/283322367680.jpg