المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهر رمضان المبـارك !



االزعيم الهلالي
16-07-2012, 01:51 AM
شهر رمضان المبـارك !
إن لله ـ تعالى ـ المثل الأعلى , يفعل ما يشاء , و أنى يشاء و قد اقتضت حكمته أن يفاضل بين خلقه من الملائكة و النبيين و الناس أجمعين , و أن يفاضل بين الزمان و المكان ، ففضل بعض الأمكنة على بعض ، و بعض الأزمنة على بعض، فجعل الله تعالى شهر رمضان المبارك أفضل الشهور ، و أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه .. ), 185, البقرة. و قد فرضه الله تعالى على عباده , و جعله ركنا من أركان الإسلام قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) 183, البقرة , و عبادة الصوم نسبها الله لنفسه , و اختص بها الجزاء العظيم ، قال تعالى في الحديث القدس : (الصوم لي و انا أجزي به) وهو شهر التوبة والمغفرة و الرحمة ، وتكفير الذنوب و الخطايا و السيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم ، و هو شهر الخيرات و العتق من النيران , و شهر الجود و العطاء , فقد كان الرسول صلى الله عليه و سلم أجود ما يكون في رمضان , و كان أجود من الريح المرسلة , و شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، قال تعالى: ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) , 3, القدر:3) ، فهي ليلة واحدة خير من أكثر من ثلاث و ثمانين سنة . و شهر رمضان المبارك يرمض الذنوب أي يحرقها إحراقا , و فيه فضائل كثيرة تعود بالخير على الأفراد و الأسر و المجتمعات و الأمة الإسلامية عامة , فهو شهر المحبة و الصفاء و التعاون , و مساعدة الفقراء و المحتاجين و الإحساس بآلامهم , و فيه التسبيح و التهليل و التحميد ومناجاة الله تعالى وتلاوة القرآن و حفظ الجوارح عن المبادئ السيئة , و هو مدرسة الصبر و مدرسة عظيمة كلها خير أجر و إرشاد و تهذيب للنفوس و تطهير , و رمضان حافل بالذكريات العظيمة و الأمجاد الخالدة على مدى القرون , و توالي الأجيال , ففيه نزل القرآن , و فيه ليلة القدر , و فتح مكة , و غزوة بدر الكبرى . لذلك ينبغي للمسلم أن يغتنم مواسم الخيرات في حياته قبل مماته, أو قبل أن يحل به قدر من أقدار الله.
عبد العزيز السلامة / أوثال