المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد السِّكَاب من حديث ابن مسعود الشهاب - رضي الله عنه -



أهــل الحـديث
15-07-2012, 05:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفوائد السِّكَاب من حديث ابن مسعود الشهاب - رضي الله عنه -

إعداد
ظافر بن حسن آل جَبْعَان


بسم الله الرحمن الرحيم
نص الحديث:
عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:(عَلَّمَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - التَّشَهُّدَ، وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ).
تخريج الحديث:أخرجه الإمام البخاري في كتاب الاستئذان، باب: المصافحة، وفي باب الأخذ باليدين (5/2310- 2311برقم:5910)، والإمام مسلم في كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة(1/301برقم:402) من طريق أبي نعيم ثنا سيف قال سمعت مجاهداً يقول: ثنا عبدالله بن سَخْبَرَةَ أبو مَعْمَرٍ قال: سمعت ابن مسعود - رضي الله عنه - : فذكره.
ترجمة عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - :
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تيم بن سعد بن هذيل الهذلي، أبو عبد الرحمن، حليف بني زهرة، أحد السابقين الأولين، أسلم قديماً، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً والمشاهد بعدها؛ قال - رضي الله عنه -:( لقد رأيتني سادس ستة وما على الأرض مسلم غيرنا).
لازم النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان صاحب نعليه، وحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالكثير.
آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين الزبير بن العوام - رضي الله عنهما -، وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ- رضي الله عنهما -.
قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول الإسلام: « إِنَّكَ لَغُلامٌ مُعَلَّمْ».
كان يقول - رضي الله عنه - :( أخذت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورة) أخرجه البخاري، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:«من سره أن يقرا القرآن غضا كما نزل فليقرأ على قراءة بن أم عبد».
وهو أول من جهر بالقرآن بمكة ذكره بن إسحاق؛ وكان يلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحمل نعليه.
ومن أخباره بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه شهد فتوح الشام، وسيره عمر إلى الكوفة ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عماراً أميراً وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد فاقتدوا بهما ثم أمره عثمان على الكوفة ثم عزله فأمره بالرجوع إلى المدينة.
وأخرج بن سعد في الطبقات من طريق الأعمش قال: قال زيد بن وهب: لما بعث عثمان - رضي الله عنه - إلى ابن مسعود- رضي الله عنه - يأمره بالقدوم إلى المدينة، اجتمع الناس فقالوا: أقم ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه؛ فقال:( إنَّ له عليَّ حق الطاعة، ولا أحب أن أكون أول من فتح باب الفتن).
وقال تميم بن حرام:( جالست أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما رأيت أحداً أزهد في الدنيا، ولا أرغب في الآخرة، ولا أحب إلى أن أكون في صلاحه من ابن مسعود- رضي الله عنه -).
أخرج البخاري في التاريخ الكبير بسند صحيح عن حريث بن ظهير قال: جاء نعي عبد الله بن مسعود إلى أبي الدرداء - رضي الله عنهما - فقال:( ما ترك بعده مثله)؛ وقال البخاري:( مات قبل قتل عمر - رضي الله عنهما -). وقال أبو نعيم وغيره مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل غير ذلك.
مصادر ترجمته - رضي الله عنه -: الإصابة في تمييز الصحابة(4/198برقم4970)، الاستيعاب(1/302)، أسد الغابة(671)، الثقات لابن حبان(3/208)، حلية الأولياء(1/375)، الطبقات الكبرى(3/150).

الفوائد من هذا الحديث:
1- أن هذا الحديث حديث صحيح فهو في أصح الكتب بعد كتاب الله - عز وجل -.
2- حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته وبيان الأحكام الشرعية لها.
3- أهمية العلم وخاصة العلم الشرعي فقد قال - صلى الله عليه وسلم - من حديث معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: « مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِى، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ » أخرجه البخاري(71)، ومسلم(2436).
4- استخدام الأساليب التربوية التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستخدمها مع أصحابه، وهي كثير جداً - يسر الله جمعها- ، ومنها ما في هذا الحديث.
5- أهمية الرفق واللين من المعلم لطلابه، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يعلمه ويده بين يديه.
6- لا بأس من القرب من المتعلم، ولو احتاج إلى شيء من الحنان والملاطفة.
7- أهمية دعاء التشهد الذي يدور على أهم باب من أبواب العلم ألا وهو التوحيد الذي به نجاة العبد بين يدي الله - عز وجل -.
8- أهمية المصافحة لتقارب الأرواح.
9- أهمية الصلاة والحرص على فقه أحكامها درساً وتطبيقاً.
10- عظم أمر التواضع في التعليم، والنزول من المعلم إلى مستوى طلابه.
11- الأمانة العلمية من المتعلم، فهذا ابن مسعود - رضي الله عنه - نقل كل ما حصل بدون زيادة ولا نقصان.
12- الحرص على طلب العلم على الأشياخ والعلماء،ففي المشهور بين العلماء:(من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه).
13- الصبر على تحصيل العلم الشرعي، فقد سؤل الإمام الشعبي بما أدركت هذا العلم فقال:( ببكور كبكور الغراب، وبصبر كصبر الحمار).
14- الحرص على الإكثار من الصلاة والسلام على الرسول - صلى الله عليه وسلم - الشفيع المختار.
15- أهمية الحفظ لطالب العلم.
16- أن الأذكار التي وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بألفاظ معينة لا ينبغي تعديها لغيرها بل يحرص عليها كما وردت، كما في حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - عندما علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - دعاء النوم، وسمَّعه عليه - عليه صلاة ربنا الرحمن - ثم صحح له لفظة الرسول والنبي؛ فعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:« إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ». قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا بَلَغْتُ:« اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ». قُلْتُ وَرَسُولِكَ. قَالَ « لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ » أخرجه البخاري(247)، ومسلم(5057).
17- عدم إملال المتعلمين بكثرة التعليم، فيعطيهم ما يناسبهم شيئاً فشيئاً.
18- التدرج من الطالب في طلب العلم وعدم الاستعجال فيه، قال عمر بن راشد - رحمه الله تعالى - كما يروي عنه عبدالرزاق في مصنفه(2/325برقم3550):( من أخذ العلم جملة ذهب منه جملة).