المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا ماوجدة عطا في نفسه



تاجر مواشي
14-07-2012, 01:50 PM
اغنام - ابل - دواجن - طيور

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بصمة مبدعة (المشاركة 232132)
بسم الله الرحمن الرحيم ..










كان سيد التابعين عطاء بن ابي رباح أسود ، أعور ، أفطس ، أشل ، أعرج ، ثم عمي بعد ذلك ،

وقال عنه إبراهيم الحربي: كان عطاء عبداً أسوداً لامرأة من أهل مكة ، وكان أنفه كأنه باقلاه ،

ستة عيوب كانت في عطاء ، ماذا تظنه قد فعل بها ؟

هل تكسرت عزائمه ؟

هل بكى على قدره يائساً ومنتظراً يوم موته للخلاص من هذه الدنيا والخلاص من تهكمات الناس وسخريتهم ؟

هل قال عطاء لنفسه: أنا عبدٌ مملوك سأظل هكذا إلى الأبد ، أنا أسود وأعور وأشل و... ولن يقبلني أحد ؟!

لقد كان لعطاء أذنان تسمعان ، ورجلان تمشيان ، كان لعطاء لساناً يتكلم ، ويداً تكتب ، وعقلاً يفكر ويحفظ ...

هذا ماوجهده عطاء في نفسه ، كان ينظر بعين المتفائل الراضي الذي ما زال يمتلك الكثير من النعم ..

لقد كان يعلم أن التغيير يبدأ من الداخل ، المهم كيف أرى نفسي وليس كيف يراني الناس ، إذا كنت ترى نفسك قوياً ذكياً فهكذا ستبدو ، وبهذا سيعاملك الناس .

إن السعيد هو من يرى الوجود سعيداً ، سأطلب العلم عند كل العالم ..

سأجتهد وأتعلم وأثبت لنفسي أني فادر على تغيير حياتي إلى الأفضل ..

بهذه العبارات المتفائلة خاطب عطاء نفسه ... فماذا حدث ؟!

لقد صاح المنادي في زمن بني أمية في مكة أيام الحج: لا يفتي الناس إلا عطاء .

وقال عنه الإمام ابو حنيفة: مارأيت أحد أفضل من عطاء .

وقال إبرايم الحربي: جاء سليمان بن عبدالملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه ،

فجلسوا إليه وهو يصلي ، فلما صلى التفت إليهم ، فمازالوا يسألونه عن الحج ، وقد حوّل قفاه إليهم ، ثم قال سليمان لابنيه: قوما ، فقاما .. فقال: يا ابنيّ لاتنيا في طلب العلم ، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود .

لقد أصبح هذا العبد الأسود عالم الدنيا في زمنه .. رسم عطاء صورة ذهنية متفائلة مشرقة عن نفسه وواقعه فكان له مارأى وما توقع ..

تفائلوا بالخير تجدوه .

وحبيبنا وقدوتنا كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن .

اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالأخرين