المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إخواني الأشاعرة : إثبات صفة العلم = إثبات صفة اليد



أهــل الحـديث
14-07-2012, 01:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ...
فهذا حوار دار يبني وبين أحد مشرفي منتدى الأصلين
وقبل أن أنقل تفاصيل هذا الحوار تعرضنا في بداية النقاش لقول الإمام أحمد رحمه الله عن الصفات : ( لا كيف ولامعنى )
فقلت لمن يحتج به على نفي الكيف :
إن حملته على نفي الكيف والمعنى مطلقا كما هو ظاهر قولك فأنت مخرف !
لان هذا معناه أن صفات الله سبح...انه لا معنى لها كما لا كيف لها على حد زعمك !
وهذا يعني أن أكثر من ثلث الفاظ الكتاب والسنة التي جاءت عن الله سبحانه وتعالى وأسماءه وصفاته لا معنى لها ،وهذا لا يقوله إلا زنديق أو جاهل متسرع .
فقول أحمد (لا كيف) أي معلوم لنا يمكن تفسيره وقوله (ولا معنى ) أي غير الظاهرالمتبادر منها يمكن تفسيره .
أي تمرر على ظاهرها ولا تفسر كما تواتر من كلام السلف .
وهذه العبارة الصغيرة من أظهر الحجج عليكم معاشر الأشاعرة !
من هنا أناقشك وأجادلك بما يأتي :
فأقول لك ما أثبته من الصفات هو حجة على ما نفيته منها لأن موجب الإثبات والنفي واحد !
هل هذا الكلام صعب الفهم عسر المدرك ؟!
أنت فرقت بين الصفات الواردة في الكتاب والسنة بلا دليل نفيت بعضها وأثبت بعضها والحال أن الجميع جاء مثبتا بالنصوص الثابتة .
ولنضرب مثالا بما ذكرت أخي بلال :
الصفات السبع التي تثبتها ويثبتها الأشاعرة : هل تثبتها إثباتا بمعنى أن هذه صفات ثبوتية جودية قائمة بذات الله سبحانه وتعالى ،أو تثبتها بمعنى أنك تثبت ألفاظها تفوض معانيها أو تؤولها ؟!
فالإثبات هو أن تقر بالألفاظ الدالة على معنى الصفة القائمة به سبحانه وتعالى يعني تقول عالم بعلم وقادر بقدرة وهو العليم سبحانه وهو القدير جل جلاله ... وهذا معناه أن لفظ العلم الذي نثبته هو الذي نفهمه ونتداوله في لغة الخطاب وهو ما يقوم منه شيء فينا نحن المخلوقين لقوله سبحانه وتعالى : "ولا يحيطون بشيء من علمه " ونثبت هذا المعنى على ما يلق به سبحانه وتعالى .
فلو سألتك عن معنى صفة العلم التي تثبتها لله سبحانه ،ماذا ستقول ؟
قال بلال النجار مشرف منتدى الأصلين العلم صفة ينكشف بها المعلوم ..
فأقول لك عرفت الماء بعد الجهد بالماء !
ما معنى صفة العلم ؟
الجواب العلم صفة ينكشف بها !
- فأنت بين أمرين في معنى العلم :
إما أن يكون له معنى حدي أو لفظي أو مثلي ...
وإما لا يكون له معنى..فيكون مثل الشخابيط التي لا معنى لها ...
- أما أنه لا معنى له فنحن وأنتم وكل مسلم يجل الله سبحانه وتعالى أن يخاطبنا بما لا معنى له .
فيبقى أن نقول بأن له معنى...
وهذا المعنى إما أن يكون معلوما لنا وإما أن لا يكون معلوما .
فإن علمانه أثبتناه ونكون أثبتنا لله حينئذ صفة العلم لفظا ومعنى ونكون بذلك مثبتين لصفة العلم
وإما أن لا نعلمه فنثبت له سبحانه وتعالى اللفظ ونفوض المعنى ونكون بذلك مفوضين لصفة العلم
فإن قلت أنا أثبت هذه الصفة لا محالة وعلى ذلك المذهب الأشعري قلت لك ما هو المعنى الذي تثبته للعلم ؟
فإن قلت لا أعلمه بطلت دعوى الإثبات وثبتت مخالفتك لمذهبك .
وإن قلت أنا أثبته ولكن أفسره على غير ما جاء في لغة العرب حيث أن الألفاظ التي جاءت في لغة العرب تختص دلالتها بالمخلوق قلت لك فسره لي على لغة العجم أو على أي لغة تشاء !
- فإن قلت أنا أفسره باللازم وهذا يصح في لغة العرب قلت لك ابعد بنا عن لغة العرب ولوازمها فإنها تخص المخلوق كما الزمت نفسك ولا يجوز التعبير بما جاء فيها عن الخالق وصفاته ، فإن لوازم معانيها تتبعها لا تنفك عنها !
- فإن قلت لازم العلم لا تشبيه فيه قلت لك يا عزيزي الكلام هنا عن معنى الصفة لا لازمها فإما إنك تعلمه أو لا تعلمه ،.فإن علمته فاذكره لنا وإن لم تعلمه فلا تقل لي أنا أثبت الصفة لأني أعلم لازمها !
لان لازمها إن كان في لغة العرب فأنت تقول المعاني في لغة العرب دالة على المخلوق ولا يمكن أن تفسر صفة الخالق على ما جاءت به لغة العرب !
فنحن نحتاج إلى لغة أخرى نعبر بها عن الله سبحانه وتعالى وصفاته !!!
وكل هذا لأنك تريد أن تفر من الإلزام بأن المخلوق موصوف أيضا بالعلم فتزعم أن هذا العلم غيرهذا العلم من جهة المعنى ! ، وتقول لا يمكن تفسيره بما جاء في لغة العرب ،..
وهذا وما تزعمه من الاشتراك اللفظي من مثارات العجب والضحك عليكم من جميع العقلاء !!!
لأن الإشتراك اللفظي معناه أن لفظ العلم يدل على أكثر من معنى وأن العلم الذي عند المخلوق الذي هو إدراك المعلوم وانكشافه ليس هو العلم الذي يتصف به الخالق إذ الاشتراك لفظي فقط مثل قولك عين فهي تدل على أكثر من معنى كعين الانسان وعين الماء والجاسوس فهم مشتركون في لفظ العلم ولكن معانيه متباينا تماما ، وعلى هذا فصفة العلم التي تثبتها لله سبحانه وتعالى لا يدرى معناها إذ ليس العلم هو ادراك المعلوم ولا انكشافه ، بل هو معنى آخر على حد زعمك ،فأنت في الحقيقة تنفي صفة العلم لا تثبتها ، وهذا تعطيل وتحريف للصفات سلفك فيه هم الجهمية والمعتزلة لا السلف !
فإن تجاوزنا ما يلزمك من هذه الشناعات وسلمنا بقولك أنه يجوز في لغة العرب تفسير اللفظ بلازمه قلنا لك طيب ما المانع أن يقال مثل ذلك في اليد والقدم وغيرهما من الصفات الذاتية فهي صفة ذات قائمة به سبحانه وتعالى فنقول اليد صفة لله سبحانه وتعالى بها خلق أدم عليه السلام وبها يعطي ويمنع ويقبض ويبسط وبها كتب التوراة كما ثبتت بذلك النصوص ،كما تقول أن العلم صفة ينكشف بها المعلوم والقدرة صفة يوجد بها الله سبحانه وتعالى الممكنات من العدم والإرادة صفة يخصص الله سبحانه بها الممكنات وهكذا جميعها تفسرونها بالأثر واللازم مع قولك أن هذا يجوز في لغة العرب !!!
فإن قلت اليد في لغة العرب هي ا لجارحة
قلت لك والعلم في لغة العرب هو إدراك المعلوم على ما هو عليه في الخارج
والإرادة في لغة العرب هي الميل
والسمع في لغة العرب هو حاسة الأذن
والبصر في لغة العرب هي خاصة الإبصار وهكذا ...!!
فإن قلت لا مقارنة ولا نسبة بين الانكشافين والإرادتين والسمعين والبصرين ...إلخ ، أقول لك فمن قال أن ثمة نسبة أو مقارنة بين ما نثبته للخالق جل وعلا من الصفات مما هو ثابت مثلها للمخلوق ؟!
فأن العلم والقدرة والإرادة وغيرها مما تثبتونه وما تنفونه عن الله سبحانه إما أن يكون على حسب ما نفهمه من لغة الخطاب وإما أن لكم لغة أخرى غير لغة العرب التي نزلت بها هذه الصفات فيسقط الكلام معكم حتى تتعلمون لغة القرآن !
فنحن نثبت حقائق هذه الصفات لله سبحانه وتعالى على ما فهمناه من لغة العرب وعلى ما يليق به سبحانه، فإذا تعلق المعنى بالحقيقة الذاتية للصفة التي هي الكيفية فلا نتجاوز ما جاء في الأثر ولا يعني ذلك الخروج عما جاء في لغة العرب بحال ولا أننا لا نعلم معناها . بل بعضها معنا معلوم مفسر وبعضها يتعلق معناه بكيفيته وحقيقته فنثبته على ما جاء به الأثر ونعرفه بما أخبر الله سبحانه وتعالى عنه .
فاليد مثلا في كتب اللغة لما كانت تستعمل غالبا في يد الإنسان فسرت بالمشهور من الاستخدام ولا يزعم عاقل بأن ما جاء في معنى اليد هو الاستخدام الوحيد لها عند العرب والتفسير بالجارحة ليس هو المعنى الحقيقي لليد لا وضعا ولا اشتقاقا بل هي لازمها وأثرها فتنبه !
فإذا جاز في اللغة أن يفسر اللفظ بلازمة وأنت تقر ذلك وتقرره فما الإشكال في إثبات اليد والقدم وغيرها من الصفات الذاتية له سبحانه إما بمعناها الصريح في اللغة وإما بلازمها إن كان تفسيره يتوقف على معرفة الحقيقة والكيفية وكل ذلك على ما يليق به سبحانه ؟
فأنت يا عزيزي بلال تتناقض وتغالط وتسيء الفهم !!!
فما قلته في صفة العلم يجب أن تقوله في جميع الصفات التي تؤولها أو تفوضها لأن بابها واحد ! وإلا فأنت متناقض .
وما ذكرته في تفسير العلم بلازمة ولم يمنعك هذا من أن تقول أنك مثبت ! يقال مثله في جميع الصفات التي يثبتها أهل الإثبات من أهل السنة وسلف الأمة !
وما تدعيه من إننا نثبت الصفات على وفق ما جاء في اللغة وهذا يلزم من تفسيرها على وفق ما هي عند المخلوقات فأنت إما مغالط أو سيء الفهم !
فإن كنت تسمي هذا هروبا فلا تهرب أنت وفسر لنا الصفات التي تثبتها على أي لغة شئت !
وآمل أن لا تكثر من العجب والعجب فأنا لا أحب ذلك . وإن كنت لا تريد الرد فلا باس . فأنا أكتب بداية للقارئ لعله يتأمل هذا الكلام البسيط فيوفقه الله إلى ما يحبه ويرضاه
والله الموفق " ا.هــ
الفضل في جمع هذا الحوار وتهذيبه يعود بعد الله لأخي الشيخ أبو نسيبة السلفي وفقه الله.