المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى مستحسنة من سائق تكسي



أهــل الحـديث
14-07-2012, 04:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


(فتوى سائق التكسي)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: نقلني صاحب السرفيس من مكان لآخر بعد أن سألني عن الوضع في سورية وأبدى مدى تأثره الشديد على أطفال سورية وما يحصل فيها من قتل وذبح واغتصاب للحرائر وتشريد للعوائل وسوق للشيوخ من لحاهم إلى المجهول ثم قال: ياشيخ أنت تلبس زي المشايخ وأنا أعتب على المشايخ والعلماء والدعاة عتبا شديدا! ولو كنت عالما أو مفتيا أو خطيبا لما توانيت بأن أصدر عدة فتاوٍ في مسائل للثورة! فقلت له وما فتاويك ؟ قال:
المسألة الأولى أن الله عز وجل يقول (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) فقلت له نعم فقال: أستنتج أننا يجب أن ندخل على قرى العلوية! ونقتل أطفالهم كما قتلوا أطفالنا!!! ونذبحهم بالسكاكين كما فعلوا بنا!!! فقلت له: يا أخي إن ذلك لا يجوز شرعا! وإننا وإن عادينا من عادينا فلا يجوز أن نقتل الأطفال مهما كان فعل أهليهم وآبائهم، ولقد قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفعل من ذلك شيئا، وذكرت له قصة سيدنا حمزة رضي الله عنه وسبب نزول (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ) وذكرت له بعض آداب المعارك الإسلامية من عدم قتل من لا يقاتلنا في المعركة لا النساء ولا العباد في معابدهم ولا الضعفاء، وأقنعته أن فتواه غير صحيحة في هذا الباب وأن عتبه على العلماء مرفوع فقال: ولكن لي عتب أشد! قلت له وما عتبك الآخر على العلماء؟ أخشى أن تأتي بطوامٍّ مثل الأولى ألم يتبادر إلى ذهنك أنه يجوز اغتصاب نساء من يغتصب النساء؟ فقال بلى والله ولكنني إذْ رأيت هيئتك هبت أن أكلمك بهذا! فقلت: دع الاستنباط لأهل العلم فليس كل من هبَّ ودبَّ يستنبط، أرأيت لو تكلمتَ بدقائق مرض ما أيقركَ الأطباء ما لم تكن تعلم دقائقه كما يعلمون؟ فقال: لا ولكن الدين جاء للجميع وليس للعلماء فقط! وهو مغاير للطب! فقلت نعم الدين بالعموم للجميع الحلال بين والحرام بين ولكن ثمة أمور تحتاج لاستنباط فلولا ذلك لما قال ربك جل في علاه (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) ولولا ذلك لما قال الله جل في علاه: ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) فلستَ من يستنبط الأحكام ! وما فائدة العلماء إذا أخذ الناس الدين كما يفهمونه هم ؟ فقال اسمع مني عتبي على أهل العلم هذه المرة ثم احكم! فقلت: تفضل ، قال: ألم يقاطعوا الدنمارك منذ سنوات بمسبة بعضهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى قال: فلماذا لا يصدر العلماء فتوى بمقاطعة البضائع الروسية والصينية؟ إن البضائع الصينية تملأ الأسواق! ولا زلنا نتعامل معها! ونشتريها!ونملأ بها بيوتنا! ولم نسمع عالما أفتى بذلك فدهشت!! لما سمعت وقلت في نفسي: حقا إن الذين يدعمون قتل الأطفال بالليل والنهار بالعتاد والعدة تملأ بضائعهم أسواق الوطن العربي سيما دول الخليج والعالم الإسلامي عموما!! يا لله أليس من الضغط الشديد عليهم أن يفتي العلماء بمقاطعة بضائعهم حتى ينتهوا عن دعم الطاغية؟ فقلت له أما هذه فبيدك حق! فقال أصدر فتواك فورا يا شيخ ولا تتردد وادع لي إذا وجدت صداها، وانشرها على الإنترنت. فقلت له: يا أخي والله إنني لا أرى في نفسي أهلية للفتوى ولكنني أفتي بذلك لنفسي ولأهل بيتي، وأعدك أن أوصل كلامك هذا لمن أستطيع أن أُبلغه من أهل العلم وطلابه ومن الدعاة عموما. فقال: بالله عليك أوصله للشيخ للقرضاوي إن استطعت لذلك سبيلا فهو أول من أفتى بمقاطعة الدنمارك، وهو من أوائل من أفتو بمقاطعة البضائع الأمريكية أيام حرب أفغانستان، وأحسبه لا يخاف في الله لومة لائم، وأوصله إلى من تستطيع، حاول أن توصله لألف من الدعاة والعلماء وطلاب العلم، والألف يوصلونه لآلاف مؤلفة؛ لأن كل واحد سيوصله لألف، وكل واحد من هؤلاء يوصله من خلال منبره أو جامعته أو مكانه إلى عامة الناس وإلى الإعلام، ويضغط الشعب الصيني على حكومته بعد أن تكسد البضائع في أسواقه. فقلت: أما الآلاف المؤلفة التي تحمّلني أمانة توصيل هذا الرأي إليها فلا شك أنها ضرب من الخيال، وأما أنني سأسعى جاهدا بنشرها في عدة مواقع فأعدك. أفتى بعدة فتاوى بعدها فدحضتها بالحجة والدليل، وما تركته إلا وقد تراجع عنها ونصحته أن لا يتجرأ على الفتوى، أشهد أنه كان في غاية الأدب في حواره معي.
نزلت من السيارة وأنا أقول لقد انتفعت بسائق التكسي هذا ومن حماسه وتفاعله فائدة تضرب إليها آباط الإبل .
فما رأي مشايخنا العلماء الكرام وإخواننا طلاب العلم الأفاضل بهذه الفتوى؟
وكتب علي ياسين جاسم المحيمد عفا الله عنهم إمام وخطيب جامع السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها.