المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعسف إخواننا الأشاعرة في طلب معاني الصفات كاليد والوجه وغيرها ..



أهــل الحـديث
13-07-2012, 07:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ...

يقول أخي الأشعرى أنت تثبت صفة اليد لله وتقول نثبت لله يدا حقيقية تليق به سبحانه ، فأنا أريد أن تذكر لي معنى اليد التي تثبتها لله سبحانه ؟
قلت له التعريف يا أخي الكريم في اصطلاحكم أنواع :
- منه التعريف بالحد وهو القول الدال علي الماهية ،المشتمل علي الجنس والفصل وهذا ممنوع في حق الله ، فالله سبحانه وتع...الى لا يحد لا هو ولا صفاته ، فهو سبحانه غيب وصفاته تبعا له ،فإثباته إثبات وجود لا إثبات كيفية وحقيقة وكذلك إثبات صفاته.
ويلحق بهذا التعرف جميع التعريفات المشتملة علي بيان الماهية أو الكيفية فإن هذا كله ممنوع في حق الله ،فكل تعريف يتطلب هذا المعني فهو ممنوع ...
- ومنه التعريف اللفظي : وهو تعريف اللفظ بلفظ مرادف له أشهر منه، مثل تعريف الغضنفر بأنه الأسد،والعسجد بالذهب، والدغفل بولد الفيل وهكذا ...، ولفظ اليد والوجه وغيره معلومة معروفة ليس لها مرادف أظهر في المعنى منها لو وصفت كل المخلوقات باليد لن يقول لك أجهل الناس ما معنى اليد، ولذلك قالوا من العي بيان الواضح ،
قال الإمام الذهبي: "قلت صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه إذ السؤال عن النزول ما هو عي، لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة، وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عبارات جلية واضحة للسامع، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف، وكيفية ذلك مجهولة عند البشر"...
- ومنه التعريف بالمثال: كتعريف الشئ بذكر مثال من أمثلته، مثل تعريف الاسم بأنه ما أشبه زيد ورجل، وتعريف الفعل بأنه ما أشبه سمع وقام. وكما يقال لك ما معنى الخبز فتخرج له رغيفا فتقول له مثل هذا .والله سبحانه وتعالى لا مثيل له فيقال هو مثل كذا أو كذا ،فلا يماثلة شيء في ذاته ولا في صفاته سبحانه " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " .
فأي من هذه التعريفات لا تنتظر !!!
فهنا يتسائل أخونا الأشعري مرة ثانية : إذن ما هو المعنى المفهوم من صفة اليد ،و الذي تتميز به عنا نحن المفوضة ؟ فنحن نثبت اليد كلفظ جاءت به النصوص ونفوض معناها لله سبحانه وتعالى وأنت فيما يبدو لا تزيد على ذلك !

فقلت : نحن نتمنى أن نتفق ونتوافق ،وما نقاشنا هذه المسائل وعرضناها إلا لتقريب المعنى الحق الذي نعتقده ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والاتباع لما كان عليه سلفنا الصالح ولكنا نعتقد أن ثمة فارق أو فوارق بيننا ، تتلخص في أمرين :
الأول : أنك تجزم أنت والمأول بأن ظواهر هذه النصوص غير مرادة ، وهذا تحكم بلا قرينة ، بل زعمتم أكثر من ذلك وهو أن اعتقاد معناها الظاهر كفر !،وهذا خلاف ما عليه إجماع السلف الصالح على ضرورة إمرار هذه النصوص على ظاهرها على الوجه الائق به سبحانه ، فهذا منهج السلف وهذا مقتضى اللغة واتفاق العقلاء أن يحمل الكلام على ظاهرة وعلى حقيقته إلا أن توجد قرينة شرعية أو لغوية تصرف دلالة هذا الظاهر عن ظاهره،فهنا يلزم صرفه، أما أن نجزم بأن الله خاطبنا بكلام ظاهره الكفر ! فهذا طعن لم يخطر ببال كفار قريش ليطعنوا به في القرآن المعجز نظمه وبيانه ...

والثاني : أنك تثبت ألفاظا فقط دون دلالة على أي معنى بدعوى التفويض ، ومنكم من يثبت هذه الصفات ويزعم أنها صفات معاني ولكن بلا معنى أيضا !
ما المقصود بصفة معنى؟ لا ندري !
،ومع هذا لا تثبتون ما ورد بشأنها من أخبار من أن الله خلق آدم بيديه وأن للرب سبحانه يدين كلتاهما يمين إلى غير ذلك مما ورد بشأن هذه الصفة من نصوص ...
ونحن نثبت اللفظ ونثبت المعنى المستفاد من هذا اللفظ وهو ثبوت هذه الصفة الذاتية له سبحانه ونفوض كيفيتها وحقيقتها التي لا علم لنا بها فنؤمن بأن اليد صفة ذات له سبحانه كما نؤمن بما أخبرنا به ربنا سبحانه وتعالى عن كل صفة بما ورد في هذه الصفة ولا نزيد ولا نقصر ، فنثبت لله يدا تليق به سبحانه ، فنعتقد أنها صفة ذاتية له سبحانه ،ونؤمن بما ورد بشأنها من أخبار، بأن الله سبحانه قد خلق آدم بيديه وأنه كتب التوراة بيده وأنه يقبض بها ويبسط ،وأن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه ونؤمن بأن له يدين وأن كلتا يديه يمين إلى غير ذلك مما جاءت به النصوص ...
فإن كنت على هذا أخي الأشعري فلا خلاف بيننا إن شاء الله

قال أخونا الأشعري ما معنى اليد في كل ما سبق ؟!
قلت له هذا هو المعنى وهذا ما نؤمن به بشأن هذه الصفة ولا نزيد على ماجاء في النصوص ...
فيقول الأشعري لم نصل من كل هذا إلى معنى محدد في اليد !

فقلت له : إن كنت تريد معناها اللفظي فليس لها معنى لفظي أظهر منها كما سبق ، ون كنت تريد معناها الحدي فهذا ممنوع في حق الله ، وإن كنت تريد معناها بالمثال فالله سبحانه لا مثيل له ولا ند له كما سبق أيضا ، فلم يبق لنا إلا الإيمان بهذه الصفة وما ورد في شأنها من أخبار على النحو السابق وهو ما يسمي في عرفكم التعريف بالازم والثمرة ، وهو ما تعرفون به ما أثبتموه من الصفات السبع كما سيأتي .
فقال أخي الأشعري لم نصل بعد لمعنى اليد الحقيقية التي تثبتها لله سبحانه ، هل لها معنى أم ليس لها معنى ؟
فأنا أزعم أن حقيقة هذه الألفاظ هو الثابت في حق المخلوقين ، وأن قولك نثبتها على الحقيقة هو عين التشبيه !
فقلت لأخي الأشعري :
أولا قولك أن حقيقة هذه الألفاظ هو الثابت للمخلوقين دعوى لا دليل عليها إذ لو كان هذا هو الحق لما جاز أن يصف الله نفسه بها ابتداء ا
وثانيا : ما يذكر في بعض كتب اللغة من تفسير اليد بيد الإنسان وأنها الجارحة فهو بحسب شيوع الإستعمال واشتهاره لا بحسب أصل الوضع في لغة العرب ،فهي لم توضع ابتداءا ليد الإنسان ،ولا دليل على ذلك وإلا فالجارحة لا يوصف بها إلا ما تجترح أي تكتسب به ، وهذا المعنى ليس مقتصرا على اليد فقط ، فالقدم والعين والأذن جوارح بل بعض الحيوانات أطلق عليها أنها جوارح ،فالوصف بالجارحة معنى زائد على اليد لا هو نفس المعنى ويقول سبحانه : " والملائكة باسطوا أيديهم ... " ولا يمكن أن يقال لها جوارح أو غير جوارح ،وكثير مما يوصف باليد لا يقال لها جوارح كيد الباب ويد السيف والحقيبة والصندوق...
وثالثا : الصفات التي تستدعي تصورا للماهية وطلبا للحقيقة والكيفية نقف فيها على المعنى الكلي المشترك ونترك الباقي الممنوع ، والمعنى الكلي المشترك في صفة اليد هو كونها صفة يقوم الموصوف بها ببعض ما يريد مما هو من شأنها أن تقوم به ، وهذا عام في كل موصوف بها ، وهي في حق الله سبحانه وتعالى صفة ذات أخبر عنها سبحانه أنه كتب التوراة بها وخلق آدم بيديه وأنه ....إلخ كما سبق، فنؤمن بذلك كله ...
فإن قال الأشعري المعنى المشترك في جميع ما سبق في اليد أنها أداة وجزء والله سبحانه وتعالى منزه عن الأدوات، والأجزاء ...
قلت له : إن كانت ادوات وأجزاء في حق المخلوق فهي ليست كذلك في حق الخالق بل صفة من صفاته سبحانه وإن أمكن انفصالها وعطبها في المخلوق، فصفات الله سبحانه أزلية قديمة لا يرد عليها ما يرد على المخلوق الحادث ،وإذا التزمت أنها اداة لزمك ذلك فيما تثبته من الصفات كالعلم والقدرة والإرادة وغيرها ، فالعلم أداة للكشف عن المعلوم والقدرة أداة لإيجاد المعدوم والارادة أداة لتخصيص الممكن وهكذا.. .
فإن قلت هذه صفات لله سبحانه قلنا لك وهذه صفات أيضا نثبتها ونثبت معها جميع الصفات على الوجه الذي يليق به سبحانه من غير تمثيل ولا تكييف ومن غير تحرف ولا تعطيل ،فهو سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
فإن قلت هذه معاني وهذه أعيان مشخصة لها محل وحيز....
قلنا لك يا أخي هذا في تصورك وخيالك لأنك تصورتها في المخلوق هكذا وقست ذلك على الخالق فنفيته ، فأنت المشبه على الحقيقة لا المثبت ،فكفاك تشبيها للخالق يا أخي!
فأنت تنطلق في نفيك لهذه الصفات من تصور هذه الصفات في المخلوق فتتخيلها أجزاءا وابعاضا وجوارح فتستقبحها في حق الخالق فتنفيها أو تأولها فهل بعد ذلك تشبيه ؟
ولو أنك أثبت الصفات على الوجه الذي يليق به سبحانه من غير تمثيل ولا تكيف ولا تصور سابق لما كنت في حاجة لأن تنفي هذه الصفات أو تزعم أن في إثباتها تشبيه .
- ثم إن ما تقوله في هذه الصفات يلزمك فيما تثبته أنت أيضا من الصفات، فأنت تثبت لله صفة السمع والبصر والحياة والارادة والقدرة العلم والكلام . - دعك من الصفات المعنوية فإنها خرافة -
فإن قلت هي صفات معاني لا يلزم من إثباتها تشبيه لأنها ليست أعيان كاليد والوجه قلنا لك هي في النهاية صفات ثبوتية زائدة على الذات ،وكل منها متميز عن الآخر وإلا لزمكم مذهب المعتزلة ! فليس العلم هو القدرة وليست القدرة هي السمع وليس السمع هو البصر فإن قلت : الجسم هو ما يتميز منه شيء عن شيء ،فهذا حاصل بهذه الصفات فكل صفة تتميزعن الأخري وجميعهم يتميز عن الذات ،فيلزمك ما يلزمني في إثبات هذه الصفات ، ولا أريد أن أدخل في التفاصيل فإن الأمر يطول ...
فيا إخواني الأشاعرة ليس هناك أفضل من طريق السلف الصالح فهؤلاء قوم اختارهم الله لصحبة نبية وإقامة دينه ونقل شريعته فاحفظوا لهم قدرهم وكونوا على ماكانوا عليه من الهدى فإنهم والله أرق هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، فما لم يكن عندهم يومئذ دين فليس اليوم بدين ، وهم لم يعرفوا هذه المصطلحات ولم يتبعوا هذه الطرق بل كانوا على طريقة القرآن لا طريقة أرسطوا والفارابي وابن سينا ...
أسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .